أحداث غزة نكبة لإسرائيل وللمشروع الاستعماري.. ما يحدث فتح مبين سيكون له تبعاته الخطيرة.. ارتفاع أسهم المقاومة عالميا.. حركة قوية في أمريكا وأوروبا تدعو للامتناع عن دفع الضرائب.. مبادرة مصرية جديدة.. ما الذي يمكن أن تحققه؟

باين هائل في ردود الأفعال على ما يحدث في غزة العزة.

ففي الوقت الذي يعتبر فيه البعض أن ما يحدث خسارة فادحة لفلسطين بسبب كثرة الشهداء والدمار الذي أتى على كل شيء فجعله كالرميم، يؤكد آخرون أن رجال المقاومة يسطرون تاريخا جديدا ملؤه العزة والفخار، والقوة والانتصار.

الأديب المصري عباس منصور يقول لـ “رأي اليوم” إن ما يحدث الآن يحمل الطابع الإنسانى، والديانات كلها بها جزء موحد للإنسانية.

ويهاجم منصور أصحاب الإيديولوجيا مؤكدا أنهم إذا اختلفوا مع مصالح الوطن في هذه اللحظة الحاسمة، افتضحوا وسقطت أقنعتهم، لافتا إلى أنه لا توجد إيديولوجيا (دينية، عرقية، فكرية، اقتصادية، مذهبية) تتعارض مع مصلحة الوطن.

ويثني منصور على الجهاز الإعلامي للمقاومة الفلسطينية، مشيرا إلى أنه وصل إلى درجة عالية من الوعي، ولم يصدر عنه أي تصريح مسيء لأحد كائنا من كان.

ويصف منصور ما يحدث غزة الآن بأنه فتح مبين سيحدث انقلابا في المفاهيم ، ومنها معرفة الشعوب الأوروبية إسرائيل على حقيقتها.

ويتابع قائلا: “المواطن الأوروبي الآن لا يمكنه أن يدفع ضرائب تذهب لقتل البشر، هذه الأسلحة التي تأتي من أمريكا وأوروبا يدفع ثمنها المواطنون المنتفضون في شوارع أمريكا وأوروبا”.

ويقول إن لانتفاضتهم وجهين: وجه إنساني ووجه برجماتي.

ويتابع قائلا: “لي أصدقاء في أمريكا يبلغونني بأن هناك حركة قوية الآن تدعو للامتناع عن دفع الضرائب للحكومة الأمريكية”.

ويخلص إلى أننا على أعتاب عصر جديد، مؤكدا أن ما يحدث هو نكبة لإسرائيل وللمشروع الاستعماري بالكامل.

مواقف الدول العربية من غزة

في سياق غزة قال الباحث والأديب عمار علي حسن إنه يجب ألا نحكم على مواقف دول عربية من غزة بالنظر إلى ما يبثه ذباب إلكتروني مأمور من السلطة.

ويضيف أن هناك استطلاع رأي يؤكد أن 96% من السعوديين يساندون الشعب الفلسطيني، مشيرا إلى أن الأمر ينطبق على بقية الدول العربية، بلا استثناء، فأهلها يقولون في مجالسهم غير ما تعلنه حكوماتهم، لكنهم يخافون الجهر به.

المقاومة الفلسطينية

الناقد د.محمد عبد الباسط عيد يعلنها صراحة ودون مواربة: “لا توجد أعدل من قضيتنا، ولا يوجد عمل أعظم من النضال من أجلها”.

ويضيف أن الحسبة ليست بعدد القتلى، علي فداحة ذلك، ولا بعدد البيوت المهدمة، مشيرا إلى أن الحسبة دائما وأبدا هي ألا تستسلم لعدوك، وألا تقبل الذل، وألا تذوب قضيتك مع أشواق المستبدين والمطبعين.

ويقول إن ما فعلته المقاومة الشريفة من إذلال عدوها ومن تعريته عالميا ومن صمودها الأسطوري أمام أعتى حلف غربي، رغم حصارها علي امتداد عقدين من الزمان،كل هذا وغيره لا يجعلنا نفخر فحسب، وإنما يحيي فينا الأمل بقدرتنا على تحرير الأرض، والأهم تحرير الإرادة.

ويلفت عيد إلى أن كل التقارير الغربية تتحدث عن زيادة شعبية المقاومة، وهذا يعني أن الناس تعلم وجهتها، رغم فداحة الثمن الذي تدفعه، وتدرك -يقينا- أن آمالها معلقة بهؤلاء الفتية الذين آمنوا بربهم وبوطنهم.

المبادرة المصرية

تردد الآن الحديث عن مبادرة مصرية لوقف الحرب على غزة.

وعن تلك المبادرة، يقول د. أسامة الغزالي حرب إن أنباء تلك المبادرة تثير فجأة، ولأول مرة منذ فترة طويلة إحساسا بتفاؤل وارتياح حذرين.

ويعبر حرب عن أمله فى أن تنتهى تلك الحرب القاسية التى حصدت أرواح أكثر من عشرين ألفا من أبناء غزة، معظمهم من النساء والأطفال، والتى دمر الإسرئيليون فيها ـ عمدا وبسبق الإصرار ـ ما يقرب من ثلث مبانى القطاع، من البيوت والمدارس، إلى المستشفيات والمساجد والكنائس!

وعن فحوى تلك المبادرة يقول إنها تشتمل على ترتيبات من ثلاث مراحل، أولاها هدنة إنسانية لمدة أسبوعين، تتوقف فيها الأعمال القتالية، ويتم إرسال المعونات الغذائية والطبية والوقود للقطاع، كما يتم فيها إطلاق أسرى من الجانبين (40 إسرائيليا و120 فلسطينيا)، ثم مرحلة ثانية أهم ما فيها هو رعاية مصر لحوار بين جميع الأطراف الفلسطينية للتوافق على تشكيل حكومة تكنوقراط مستقلين، تشرف على الإغاثة وإعادة الإعمار والتمهيد لانتخابات عامة ورئاسة فلسطينية. أما المرحلة الثالثة فتتضمن وقفا نهائيا لإطلاق النار، واستكمال تبادل الأسرى، وانسحاب الجيش الإسرائيلى من غزة بالكامل، وعودة النازحين إلى مناطقهم وبيوتهم.

وقال إنه سعد وشعر بارتياح كبير، ليس فقط لما سوف يترتب على تلك المبادرة من إنقاذ لأهل غزة من أهوال وآلام بشعة ، ولكن أيضا لما تنطوى عليه من دور محورى لإنهاء الأزمة بشكل جاد ودائم، مشيرا إلى أنه دور لا يمكن أن تلعبه سوى مصر.

Al Enteshar Newspaper

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *