دعوة السيسي المصريين للهجرة “المشروعة” تُثير الجدل.. تذكيرٌ بالذكرى المريرة لهجرة أبناء وادي النيل إلى العراق وليبيا ودعوات للاستفادة من عِبَرِ التاريخ

الإنتشار العربي :أثار حديث الرئيس السيسي عن تنظيم الدولة هجرة مشروعة لأبنائها عاصفة من الجدل، وتصدر هاشتاج “الهجرة الشرعية” مواقع التواصل الاجتماعي.
حديث الرئيس نزل على البعض بردا وسلاما، مؤكدين أنه حل هائل للخروج من الأزمة الاقتصادية، فيما هاجم المقترح آخرون.
بمجرد حديث الرئيس السيسي عن الهجرة، سارعت سها جندي وزيرة الهجرة للتأكيد أن مقترح الرئيس بتنظيم الهجرة الشرعية برنامج قائم، لافتة إلى أن الوزارة تعمل على تنفيذه في إطار مبادرة “مركب نجاة”، وأضافت الوزيرة: “بدأنا علاقة مع ألمانيا وخلقنا المركز المصري الألماني لتدريب المهنيين والفنيين وجميع الاختصاصات ليكونوا مفصلين على احتياجات المجتمع الألماني.”
المؤيدون لدعوة الرئيس السيسي أكدوا أن خروج مصريين جدد بهجرة شرعية
يحقق عددا من الأهداف، منها:
*القضاء على الهجرة غير الشرعية
- زيادة تحويلات المصريين من الخارج اضعافا مضاعفة مكثفة بمهارة.
*تقليل الكثافة السكانية المتفجرة
*وقف نزيف رحلات الموت للهجرة للغير الشرعية.
على الجانب الآخر قال د.نادر نور الدين أستاذ الأراضي والمياه بجامعة القاهرة إن في كل سفارة مصرية في الخارج مكتب عمال وظيفته الاتصال بكل وزارات الدولة التى يمثلنا فيها للحصول منها على اكبر قدر من الوظائف للعمالة المصرية، لكن لا يوجد شيء اسمه نتعاقد على تصدير او تهجير مليون ولا مليونين مواطن الي هذه الدول والا كانوا سمحوا لمراكب الهجرة بالدخول لأن الهجرة ليست بأيدينا بل بأيديهم.
وأضاف نور الدين أنه حتى في الدول الخليجية العربية عدد الاسيويين العاملين بها اضعاف اضعاف المصريين، مشيرا إلى أن هناك قائمة عمالة مطلوبة في كل دولة بها مختلف التخصصات ولا يمكن يخصصونها لدولة واحدة او عدد قليل من الدول لأن فيه توازنات وامور سياسية ولكنها تكون بالكفاءة والمقابلات والمؤهلات وهو مايقوم به اغلب الاطباء والمهندسين ومتخصصى الحاسبات والمعلومات بنجاح.
وقال نور الدين إن الغريب ان وزيرة الهجرة التي أتت من وزارة الخارجية وتعلم هذه الامور جيدا والتي وظيفتها رعاية المصريين بالخارج وربطهم بالوطن لم تراجع الرئيس وتناقشه في فكره، وتبيّن له عدم وجود عالميا شيء اسمه تصدير مواطنين أو زيادة الهجرة الي الخارج بأوامر حكومية أو رئاسية، بل صرحت بأن الوزارة ستعمل على تنفيذ افكار الرئيس بتصدير وتهجير مواطنين الي الخارج!
وقال نور الدين إن الأمور صعبة وستزداد صعوبة لأن الكل ينفذ فقط بدون نقاش.
وأضاف نور الدين أننا جربنا الهجرة الجماعية عن طريق الحكومة مرتين من قبل مع العراق ومع ليبيا بنصف مليون مصرى لكل دولة والنتيجة انهم في عراق صدام جندوا المصريين للحرب ضد ايران وأرسلوا لنا يوميا عشرات الجثث من المصريين المقتولين غدرا بتقارير طبية مضروبة عن وفاة مرضية، وفي ليبيا استخدم القذافي المصريين لتهديد مصر بترحيلهم جماعيا سواء مع السادات او مع مبارك وضغط علينا بهم، بل واستخدمهم دروعا بشرية وبعدها تراجعنا عن ارسال مصريين جدد للسودان لزراعة اراضيهم رغم قانون السفر بالبطاقة الشخصية.
واختتم مؤكدا أن حماية المصريين واجب واول الاولويات ويجب الاستفادة من التجارب السابقة ومن تجارب الآخرين.
طباخ الريس
الدعوة الرئاسية للهجرة الشرعية دعت البعض لاستدعاء فيلم “طباخ الريس” والمقولة الشهيرة التي وردت فيه: “وديتوا الشعب فين يا حازم؟”.