متجاهلاً حصار القطاع.. إعلام الكيان “يحسِد” سُكّان غزّة على “نعمة” التجوّل بحريّةٍ على الشواطئ في الوقت الذي “سَجَنَتْ” المُقاومة أكثر من مليون وربع مليون إسرائيليّ لليوم الرابع على التوالي

بحر غزة
الإنتشار العربي: لليوم الرابع على التوالي، ما زالت دولة الاحتلال، تفرِض الإغلاق التّام على المُستوطنين في جنوب الدولة العبريّة، تحسبًا لانتقام المُقاومة الفلسطينيّة من الاحتلال بسبب اعتقال القياديّ البارِز في حركة (الجهاد الإسلاميّ)، بسّام السعدي، يوم الاثنين من هذا الأسبوع في بيته بمخيّم جنين بالضفّة الغربيّة المُحتلّة. يُشار إلى أنّه بحسب الإحصائيات الإسرائيليّة الرسميّة، فإنّ عدد المُستوطنين في ما يُسّمى (الإقليم الجنوبيّ) في إسرائيل يصِل إلى مليون وـ244 ألف مواطن.
الإسرائيليون، الذين يُعانون من فقر ما يُسّمى بالمناعة القوميّة في الداخل، أيْ في الجبهة الداخليّة، باشروا، كعادتهم بالتأفف من هذا الوضع غير المقبول عليهم، إذْ، كما أجمع الخبراء في كيان الاحتلال، لا يُعقَل ولا يجِب أنْ يُفهَم ضمنًا، أنْ يؤدّي اعتقال، وليس تصفية أوْ اغتيال، لمطلوبٍ فلسطينيٍّ، أنْ يؤدّي لشلّ جنوب الدولة العبريّة بشكلٍ كاملٍ.
وفي هذا السياق، تطرّقت وسائل الإعلام العبريّة اليوم الخميس إلى الوضع الذي وصلت إليه إسرائيل في معركتها ضدّ الإرهاب الفلسطينيّ، وأجرت مقارنةً ومُقاربةً بين وضع السُكّان الإسرائيليين في جنوب الكيان، ووضع المُواطنين الفلسطينيين في قطاع غزّة.
وعلى سبيل الذكر لا الحصر، أبرز موقع (WALLA)، الإخباريّ-العبريّ، وفي الصدارة قصّة “معاناة” (!) سُكّان الجنوب، مُشدّدًّا على أنّه في الوقت الذي يضطر فيه السُكان اليهود بجنوب الدولة العبريّة إلى الاختباء في بيوتهم، وفي الوقت الذي تمنع فيه السلطات الأمنيّة المُزارعين الإسرائيليين من فلاحة أرضهم، وتمنع الطلّاب اليهود من المُشاركة في المخيّمات الصيفيّة والانكفاء في البيوت، في هذا الوقت بالذات، أوضح الموقع، الذي أرفق الصور لترسيخ القضية، أوضح أنّ السكان الفلسطينيين في قطاع غزّة يقضون أوقاتهم على البحر، كما قال، دون أنْ يُقيموا وزنًا للتهديدات الإسرائيليّة، دون أن يهتّموا بتاتًا بأنّ سلاح الجوّ الإسرائيليّ، كما نقل الموقع، ما زال يبحث عن الخلية التابِعة لحركة (الجهاد الإسلاميّ)، والتي هددت الكيان بالانتقام بسبب اعتقال أحد قادتها البارزين، الشيخ بسّام السعدي، وفق ما قالته المصادر الأمنيّة للموقع العبريّ.
الموقع الإسرائيليّ، لم يتوقّف عن ذلك، بلْ قال إنّ شواطئ مدينة غزّة تعج بالأطفال الفلسطينيين الذين يلهون بالألعاب، في الوقت الذي قام فيه الجيش الإسرائيليّ بإغلاق المحاور الرئيسيّة في الجنوب، تحسبًا من صواريخ المقاومة الفلسطينيّة بقطاع غزّة، مُضيفًا، نقلاً عن وكالات الأنباء العالميّة أنّ حياة الليل في قطاع غزّة تسير كالمعتاد، في حين أن! الجنوب الإسرائيليّ يعيش الظلام الدامس.
عُلاوةً على ما ذُكِر آنفًا، نشر الموقع العبريّ فيديو لأحد أفراد (سرايا القدس)، الجناح المُسلّح بحركة (الجهاد الإسلاميّ)، وهو يُهدّد إسرائيل باللغة العبريّة، مُضيفًا أنّ (سرايا القدس) تنتظر بفارغ الصبر تلقّي الأوامر لعمل ضدّ الاحتلال ثأرًا للشيخ السعدي، الذي اعتبره المُتحدّث رمزًا نضاليًا ودينيًا أيضًا، على حدّ تعبيره.
الإعلام العبريّ، الذي “يحسِد” سُكّان القطاع على الـ”نعمة” التي يعيشون فيها، مقارنة مع المستوطنين اليهود، تجاهل بطبيعة الحال، وعن سبق الإصرار والترصّد الحقيقة الناصعة كالشمس، بأنّ دولة الاحتلال، بمُساعدةٍ من مصر، تفرِض الحصار الكامل على قطاع غزّة منذ 16 عامًا، وهو الحصار الذي حولّ القطاع إلى أكبر سجنٍ في العالم.