هي سورية
بعض الكرام تقول، لو فعلنا كذا لما حصل هذا، ولو حاربنا ذاك لما وقعنا في هذا، ولو منعنا اولئك لما عشنا هكذا…
يا سادتي حين تلغون بشكل كامل العامل الخارجي، المستعمر والمحتل والمحاصر، وترمون كل السوء الذي نعيشه على فساد هذا او بطش ذاك او استبداد اولئك، فأنتم دون ان تدرون تمنحون بطاقة عفو كاملة لمستعمر ومحتل ومحاصر، وتمنحون الخائن شرعية اجتماعية ليغدر ويقتل ويشرع للغريب واللص والمعتدي ان يتواجد في تفاصيل حياة وطن ومواطن.
لو قمنا بمقارنة جد بسيطة بين ما قبل وما بعد التلغيم والتفجير والحرب والارهاب والغدر والخيانة، لكنا جميعنا دون استثناء، بالمطلق دون استثناء، معارض وموالي وحيادي، فقير وغني، متعلم وجاهل، لاخترنا دون تردد ما قبل الحرب، ولفكر المعارض، ماذا يعارض، ولعرف الموالي ماذا يوالي، ولرفض الحيادي ان يحايد.
انه الوطن الذي لا يختصره حزب وفرد وقائد، ولا يقيمه فاسد وباطش وخائن، فقبل ان يطالب حالم ومغتر وجاهل ان نغير هذا وذاك واولئك كي تشرق الشمس ونرى القمر ونعشق بعضنا البعض ونصبح قمة الأدب، ان يمارسوا عملية سبر الحقائق ووضع النقاط على الحروف وفضح من سرق النفط واستدعى المحتل وحرق القمح وطالب بانفصال مناطق، وادعى انتماء يلغي انا وانت ليبقى هو الآمن.
هي سورية، هي لي ولك ولأولئك، هي الصمغ الجامع، هي الحب الرومانسي الرائع، هي العشق الذي لا نعلم كيف ومتى ولماذا واين دخل القلب والعقل والروح، فأصبحت عنوان انتماء ووجود ومستقبل رائع، هي كنيستي التي ادخلها فأتذكر محمد ومسجدي الذي ادخله لأصلي على المسيح القادم، هي الواحة التي ابحث فيها عن الله واراه في عيون المدافع ودمعة الام وخشية الاب وخوف الزوجة والاخت وبسمة الطفل وثقة المؤمن وصمود المقاوم، انها سورية وطن جامع وانها كبوة ستمر وسيرحل محتل ويهزم معتدي ويحاسب خائن.
هو ليس صف كلام وليس حلم محال، هو واقع سوري وله الكثير من الدلائل، حمى الله انت وانا ونحن وحمى الله وطناً بإذن الله منصور عائد ليكون كما كان ايقونة العشق واسطورة النجاح وقدوة التعايش…هي سورية قاعدة الايمان وزاوية الانتماء ومحج الانبياء. فحمى الحامي وبارك.