هي حرب تشرين، ولازالت الحرب مستمرة
انها حرب تشرين وذكراها يمر اليوم، هي حرب خاضها الشعب والجيش بقيادة ابن فلاح اتى من ملح الارض، آمن بوطن ومستقبل ايام، حاربوه ونعتوه بكل الالقاب واتهموه بكل الصفات، قالوا انه كافر وانه لا يؤمن وانه غير مسلم وانه علوي وشيعي وتلك صفات إيمان ليست بالإسلام، قالوا انه عميل للأميركي جندوه حين اجرى دورة في لندن، وقالوا انه عميل للصهيوني، وهل يستطيع ان يحكم دون دعم المحتل، وكتبوا وجندوا ضده كل الأرض، وهو واثناء ذلك كان يؤسس لنهضة صناعية وزراعية وتجارية كبيرة جداً.
وضع خطط للبلاد منها الخطة الخمسية وهي كانت المرة الأولى التي يوضع في سورية مثل هذه الخطة منذ نهاية الانتداب الفرنسي، وبعد خطتين أي ما يقارب العقد من الزمن وصلت سورية إلى مرحلة الاكتفاء الذاتي، وذلك أسس لقاعدة صلبة صامدة بوجه قرارات الحظر المتعاقبة التي كانت تفرضها الولايات المتحدة والعالم الغربي وبعض العرب عليها. لولا استراتيجيات الرئيس حافظ الأسد الاقتصادية والصناعية والعسكرية لما صمدت سورية الى الآن في هذه الحرب.. الصناعة بشكل خاص نهضت بشكل كبير وواضح في عهد الرئيس حافظ الأسد، لدرجة أن مدينة حلب كانت تُسمّى بتايوان العرب.
اهتم بالجيش العربي السوري في جميع المناصب القيادية التي تولاها كضابط في الجيش العربي السوري، فقد وضع له عقيدة خاصة وبنية يكاد يكون من المستحيل تفكيكها، واثبتت تلك العقيدة العسكرية لجيشنا البطل استحالة ان تسقط سورية في ظل وجود جيش وعقيدة كما اسس لها الرئيس الراحل، وتم العمل على ذلك بشكل مكثف منذ أن كان الرئيس حافظ الأسد وزيراً للدفاع في عام 1966.
انتصار سورية الحالي، وان لم يكتمل بعد ولازالت الحرب قائمة، هو انتصار خطط له وأمنت تحقيقه سياسة الرئيس الاسد وتضحيات قديسين من بلادي، عسكريين ومدنيين، أمنوا بوطن ومستقبل اجيال، حرب تشرين كانت اول كسر لقاعدة كان فيها العربي عموماً ودول الطوق خصوصاً طرف يتعامل بردة الفعل، فكانت بطولات جيشنا العربي السوري وجيش اشرف من انجبتهم مصر العروبة المرة الأولى التي تهاجم فيها جيوش عربية دولة الكيان الزائل وتدحره وتعيد اراض محتلة، وصل السوري البطل فيها الى بحيرة طبريا وحرر الجولان وكسر المصري البطل خط بارليف وعبر القناة وكان الجندي العربي مستمر في التحرير الى ان غدر اقذر البشر السادات به وببلده وشهداء جيشه وشريكه السوري، فتحولت الانتصارات المذهله في الايام الاولى الى تراجع ودفاع بعد أن صمتت البندقية في الجبهة المصرية وتحولت قوة العدو وبدعم اميركي مطلق الى الجبهة السورية وكان انتصار منقوص تحررت فيه الارادة ولازلت الارض تنتظر التحرير.
وافقت الرئيس الاسد ام خالفته، احببته او كرهته، ذلك رأي لا يغير الواقع الجلي الواضح ان ما بناه الرئيس الراحل كان من الصلابة بحيث اجتمع العالم الغربي والعربي والاسلامي بكل طاقاتهم، اموالهم، خبرتهم العسكرية، دهائهم وخبرة رهيبة بالغدر والطعن بالظهر، لتركع سورية الوطن، والمواطن الحر، وما استطاعوا الى ذلك سبيلاً.
هي حرب تشرين ودائماً نحتفل ببطلنا وعنوان كرامتنا الجندي البطل، الشهيد الذي ارتقى، الجريح الذي سقى ارض الوطن، ويمر ذكر السبب الرئيس، الراحل حافظ الأسد عابراً وكأنه كان مراقب ومتابع، ولم يكن هو قاعدة الانتصار وجبل قاسيون البشري الذي تكسرت على سفحه كل خطط الاعداء، هي حرب تشرين التي كان قائدها الرئيس حافظ الاسد ولإيمانه واخلاصه لوطن ولنا ولأجيال اتت بعده، نحن ندين له ولو بذكر اسمه كعنوان انتصار فذلك اضعف الإيمان.
منصورة يا بلادي، ومنصور يا جيش القديسين، ومنصور يا شعب صبر حتى دخل صفحات التاريخ، الذي لايزال يكتب عن معنى الانتماء والإخلاص لوطن، ورحم الله الرئيس الراحل حافظ الأسد وطيب ذكراه، فبلد قاده الراحل عصي على الانكسار.