هل عاد زمن العمليات التفجيرية والفدائية؟

الإنتشار العربي :عملية “غامضة” تقلب إسرائيل وتُربك جيشها وكُثرت الهدايا تُرعب نتنياهو.. تفجيرات تُعيد رونق الانتفاضة وتفتح باب الرعب على الاحتلال وتذكره بـ”الأيام السوداء” وبصمة “حماس” موجودة.. فهل هذا عهد المقاومة الجديد؟ وكيف سيكون رد إسرائيل وأين؟
يبدو أن القادم لإسرائيل خلال الأيام والأسابيع المقبلة لن يكون ورديًا فكافة المؤشرات الأمنية والإستخباراتية التي تصل من قلب الميدان الفلسطيني، تؤكد أن “موسم المفاجئات” لم ولن ينتهي بعد، وهناك المزيد من العمليات النوعية والكثير من القتلى والإصابات الإسرائيليين في الضفة الغربية والقدس المحتلتين.
نتنياهو الذي فاز قبل أيام بانتخابات “الكنيست” المثيرة للجدل، والذي يواصل مرحلة “الكفاح المُستميت” من أجل التوصل لتشكيلة حكومية، قادرة بالطبع على المضي قُدمًا في مخططات العنصرية والتهويد والقتل والتشريد، لا يزال يتلقي الهدايا الفلسطينية واحدة تلو الأخرى.
فبعد صواريخ غزة التي أضاءت سماء إسرائيل ليلة إعلان فوز نتنياهو، وعمليات المقاومة والاشتباك المسلح النوعية بالضفة والتي كانت أبرزها عملية طعن ودهس نوعية، نفذها فدائي فلسطيني، داخل مستوطنة “أريئيل” شمالي الضفة، أدت إلى مقتل 3 مستوطنين، واستشهاد المنفذ “محمد صوف”، لتأتي هدية جديدة من القدس لمكتب نتنياهو.
فصباح اليوم الأربعاء استيقظت فإسرائيل على عملية أخرى نوعية، قلبت جميع الموازين الأمنية لدى الاحتلال وجيشه وأجهزة استخباراته، وأعادت من جديد زمن العمليات التفجيرية “الجميل”، بعد توقف دام لفترة طويلة، لتدخل “دولة الاحتلال” داخل نفق آخر لا تُحسد عليه، أمام التحذيرات التي تقول بأن “الغضب الفلسطيني لم ينتهي بعد”.
زمن العمليات التفجيرية
وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية، بمقتل إسرائيلي وإصابة 18 آخرين جراء انفجارين استهدفا محطتي حافلات، في القدس المحتلة، وذكر بيان لشرطة الاحتلال أنّ انفجارين وقعا قرب محطتي حافلات في القدس المحتلة بفارق زمني بلغ 30 دقيقة، اليوم الأربعاء، وأنه يشتبه بأنهما “هجوم فلسطيني”.
وأفادت شرطة الاحتلال، في بيان سابق، بأنّ الانفجارين أسفر أحدهما عن سبعة مصابين؛ بينما لم يسفر الثاني عن إصابات.
ورجحت شرطة الاحتلال أن يكون الانفجار الأول الذي استهدف محطة حافلات في منطقة “شاعري يروشليم”، قد نجم عن زرع عبوة ناسفة في حقيبة وضعت عند مدخل المحطة.
وبحسب شرطة الاحتلال، فإنّ أحد المصابين في الانفجار الأول في حالة حرجة، في حين تفاوتت إصابات الآخرين بين متوسطة وخفيفة.
وقد استهدف الانفجار الثاني محطة لنقل الركاب في مستوطنة “رموت”، التي تقع في التخوم الشمالية للقدس المحتلة.
وقد أغلقت الشرطة العديد من الطرق داخل القدس المحتلة والمؤدية إليها، في إطار إجراءاتها الاحترازية.
وفي حال كان التفجيران نِتاج فعل فلسطيني مقاوم، فإنّ هذا التطور سيكون الأول من نوعه منذ الانتفاضة الثانية، حيث لم يتم تنفيذ هجمات عبر استخدام تفجيرات.
ودائماً ما يربط جيش ومخابرات الاحتلال بين التفجيرات ووجود بنى تنظيمية كبيرة للمقاومة، على اعتبار أنّ إعداد العبوات الناسفة واستخدامها لا يمكن أن ينفذهما شخص بمفرده.
وسائل إعلام عبرية، قالت إنّ طبيعة التفجيرات التي شهدتها القدس المحتلة، تشير إلى (ضلوع) حركة المقاومة الإسلامية “حماس” فيها.
وأكد مراسل قناة كان العبرية، أنّه إذا ما اتضح أن حركة “حماس” خلف العملية، فإنّ رد الجيش الإسرائيلي سيكون صعبا، سواء بالضفة أو غزة، وفق زعمه.
فيما ذكرت صحيفة “يديعوت أحرونوت” أنّ مشهد الحافلة المفخخة يذكر إسرائيل بالأيام السوداء، في إشارة إلى عمليات التفخيخ والتفجيرات التي كان ينفذها الفلسطينيون في الانتفاضات والهبات الشعبية. بينما قال مراسل صحيفة “معاريف”، إنّه “إذا كانت حماس تقف خلف الهجومين فإن الاحتمال السائد أن الجيش الإسرائيلي لن يتردد في مهاجمتها بغزة في حال ثبت ضلوع قيادتها هناك بالعملية”.
بصمة حماس
وأضاف أنّ “النظام الأمني بشكل لا لبس فيه يرى أن حماس تقف خلف الهجوم”.
وبحسب مراسل إذاعة كان العبرية، فإنّ التقديرات الأولية تشير إلى أنّ منفذين العمليات هم خلية تتبع لحماس من شرقي القدس المحتلة.
وأمام هذا التطور كتب الصحفي الإسرائيلي، يوني بن مناحيم أن إسرائيل دخلت مرحلة جديدة من العمليات في وسط المدن الإسرائيلية من خلال العمليات المنظمة عبر وضع عبوات ناسفة، مؤكدًا أن هذه العمليات في القدس هي فشل للشاباك الذي لم ينجح بإحباطها.
وأضاف أن هذه هي نتيجة السياسات الأمنية الفاشلة لحكومة بينت لبيد الذين تجنبوا اتخاذ إجراءات قاسية ضد المنفذين بسبب القلق من إدارة بايدن والرغبة بالحفاظ على السلطة الفلسطينية.
كما طالب عضو الكنيست الإسرائيلي ايتمار بن غفير، العودة إلى عملية الاغتيالات في صفوف المقاومة الفلسطينية، عقب عملية التفجير بمحطة الحافلات بالقدس المحتلة.
وجاءت تصريحات بن غفير، من مكان العملية بالقدس، بعدما أخذ الإحاطة من شرطة الاحتلال، الذي يستعد بن غفير لتولي قيادتها في حكومة نتنياهو القادمة.
كما طالب عضو الكنيست المتطرف، جيش الاحتلال الإسرائيلي بالعمل على الاجتياح الكامل للضفة الغربية من أجل القضاء على المقاومة الفلسطينية.
حركة “حماس” بدورها عقّبت على لسان الناطق باسمها عبد اللطيف القانوع على عملية القدس البطولية، وقال إننا “نبارك لشعبنا الفلسطيني وأهلنا في مدينة القدس المحتلة العملية البطولية النوعية في موقف الباصات والتي تأتي في إطار الرد المستمر على اقتحام المسجد الأقصى وتهويده ومحاولات تقسيمه”.
وتابع أن: “عملية القدس هي نتاج جرائم الاحتلال والمستوطنين بحق شعبنا والمسجد الأقصى وتؤكد من جديد وبالدليل القاطع أن الإرهاب الصهيوني لن يقابله إلا مزيد من العمليات البطولية بتنوع الوسائل ومختلف المناطق”.ولفت إلى أن “الاحتلال الصهيوني اليوم يجني ثمن جرائمه وعدوانه بحق شعبنا والمسجد الأقصى وهو ما حذرنا منه مراراً ألا يصمت شعبنا أمام ذلك وسينفجر غضب الأقصى ويتدحرج في كل المناطق”.