هرتسوغ يُبيِّض الكيان بزيارته “التاريخيّة” للبحرين وبرابع زيارةٍ للإمارات.. الزيّان: “سنتعامل مع حكومة نتنياهو بجميع المجالات الإستراتيجيّة وشعب إسرائيل يُريد السلام”… ارتفاع التبادل التجاري بـ 400 بالمائة
![هرتسوغ يُبيِّض الكيان بزيارته “التاريخيّة” للبحرين وبرابع زيارةٍ للإمارات.. الزيّان: “سنتعامل مع حكومة نتنياهو بجميع المجالات الإستراتيجيّة وشعب إسرائيل يُريد السلام”… ارتفاع التبادل التجاري بـ 400 بالمائة](https://alentesharnewspaper.com/wp-content/uploads/2022/12/2022-12-05_09-28-42_203554.jpg)
الإنتشار العربي :كشفت مصادر سياسيّة وُصِفَت بأنّها مطلعة في تل أبيب النقاب عن أنّ رئيس الوزراء الإسرائيليّ المُكلّف، بنيامين نتنياهو، سيكون بحاجةٍ إلى خدمات الرئيس الإسرائيليّ، يتسحاق هرتسوغ، بصفته “المُبيّض الوطنيّ” لصورة كيان الاحتلال في العالم، بعد تشكيل حكومته السادسة، والتي ستكون بحسب جميع المحللين والخبراء الأكثر يمينيّةً وعنصريّةً وتطرّفا، وفق ما أفادت به طال شنايدر، مُراسلة ومحللة الشؤون السياسيّة في موقع (زمان يسرائيل) الإخباريّ-العبريّ.
وأوضحت المصادر عينها، بحسب الموقع العبريّ، أنّه خلال الحكومة المنتهية ولايتها، برئاسة نفتالي بينيت ويائير لبيد، كان رئيس الكيان هرتسوغ بمثابة عامل استقرار، وعلى نحوٍ خاصٍّ بالنسبة لجهاتٍ دوليّةٍ أدركت أنّ هذه الحكومة توشك على السقوط في وقتٍ مبكرٍ من ولايتها وتناوب بينيت ولبيد بعد سنة على ولايتها، بحسب المصادر.
ad
بالإضافة إلى ذلك، اعتبر أنّ لهرتسوغ خبرة سياسية أكبر من بينيت ولبيد، إذْ أنّ هذا الأمر ظهر جليًّا وواضحًا في الدور الذي قام به هرتسوغ في إعادة العلاقات الثنائيّة بين تركيّا وإسرائيل، وزيارته التي وصفت بالتاريخيّة إلى أنقرة في آذار (مارس) الماضي، واستقباله بحفاوةٍ بالغةٍ من قبل الرئيس رجب طيّب أردوغان وعزف النشيد الوطنيّ للكيان المُسّمى (هتكفاه)، وتعني بالعربيّة (الأمل).
وأشارت المحللة إلى أنّ هذه هي ليست المرّة الأولى التي “يضطر” فيها نتنياهو للاستعانة برئيس الكيان بهدف فتح أبوابٍ مغلقةٍ في العالم، ففي العام 2009 وحتى العام 2012 درج نتنياهو على الاتكاء على خدمات الرئيس الإسرائيليّ الأسبق شيمعون بيريس، في مهماتٍ سريّةٍ وعلنيّةٍ بأرجاء المعمورة، بهدف إقناع زعماء العالم بأنّ نتنياهو يؤمن بحلّ الدولتيْن لشعبيْن، على حدّ قول الموقع العبريّ.
شنايدر أوضحت في تحليلها أنّ زيارة هرتسوغ للبحرين هي الأولى من نوعها، فيما ستكون زيارته اليوم إلى الإمارات العربيّة المُتحدّة الثالثة من نوعها في ظرف أقّل من سنةٍ، لافتةً في الوقت عينه إلى أنّ الإمارات والبحرين وإسرائيل تُحافظ، منذ توقيع اتفاق التطبيع قبل حوالي السنتيْن على معدلٍ مكثّفٍ جدًا للزيارات المتبادلة.
وشدّدّت شنايدر في تقريرها على أنّ لبيد وصل في زيارةٍ رسميّةٍ إلى البحرين بصفته وزيرًا للخارجيّة، حيثُ قام بتدشين السفارة الإسرائيليّة في المنامة، فيما قام بعده رئيس الوزراء السابق نفتالي بينيت بزيارة المملكة وتبعه وزير الأمن المنتهيّة ولايته، بيني غانتس، واستمرّت زيارات المسؤولين الإسرائيليين إلى البحرين وشملت القائد العّام لجيش الاحتلال والعديد من الوزراء في حكومة الاحتلال.
الموقع العبريّ أكّد أنّ خلال العاميْن 2020-2021 وصل حجم التبادل التجاريّ بين إسرائيل والبحرين إلى 6.5 مليون دولار، لا يشمل الخدمات والسياحة، وفي شباط (فبراير) من العام الجاري ارتفع حجم التبادل التجاريّ بين الدولتيْن بنسبة 400 بالمائة، مُقارنة مع الشهر ذاته من العام 2021.
إلى ذلك، تواصلت التظاهرات في البحرين رفضًا لزيارة رئيس الاحتلال الإسرائيليّ، إسحاق هرتسوغ، أمس الأحد للعاصمة المنامة. ورفع المتظاهرون الأعلام البحرينيّة والفلسطينيّة والشعارات المنددة بهذه الزيارة وأبرزت وسائل الإعلام العبريّة، التي قامت بإرسال مندوبيها لتغطية الزيارة “التاريخيّة” أنّ هرتسوغ هو أوّل رئيسٍ إسرائيليٍّ يقوم بزيارة إلى مملكة البحرين، التي طبعّت مع دولة الاحتلال في أيلول (سبتمبر) من العام 2020 برعايةٍ أمريكيّةٍ.
ودعت “جمعية الوفاق” البحرينيّة إلى المشاركة الفاعلة في تظاهرةٍ إلكترونيّةٍ بالتزامن مع زيارة الرئيس الإسرائيليّ، فيما أكدت الجمعية السياسية أنّ “موقف الشعب البحرينيّ ثابت في مناصرة القضية الفلسطينية”، رافضةً الخطوات التطبيعية المتسارعة مع تل أبيب.
وفي منتصف تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أنّ رئيس الاحتلال الإسرائيلي يعتزم زيارة البحرين والإمارات للمرة الأولى في 4 كانون الأول (ديسمبر) الجاري، تلبيةً لدعوة تلقاها من الملك حمد بن عيسى آل خليفة.
وأفادت القناة الـ 13 بالتلفزيون العبريّ بأنّ هرتسوغ “عقد اجتماعات مع الملك البحرينيّ وكبار المسؤولين في المملكة وأعضاء الجالية اليهوديّة”، في سبيل “تعزيز العلاقات وتوسيع التعاون”.
وبحسب القناة، توجّه هرتسوغ اليوم الاثنين إلى الإمارات العربيّة المُتحدّة “للمشاركة في مؤتمر الفضاء الذي سيُعقد في العاصمة أبو ظبي، وسيلتقي رئيس البلاد محمد بن زايد آل نهيّان”، مشيرةً إلى أنّ ذلك “سيكون رابع لقاء بين هرتسوغ ورئيس الإمارات منذ توليه منصبه”.
من ناحيته أكّد موفد القناة الـ 12 للبحرين، يارون أفراهام، في تقريرٍ له من المنامة تمّ بثه ليلة أمس الأحد، أنّ وزير الخارجيّة البحرينيّ الدكتور عبد اللطيف بن راشد الزيان عقد جلسة إحاطةٍ مع الصحافيين الإسرائيليين وتطرّق في حديثه لسؤال أحدهم حول تغيير الوضع القائم في المسجد الأقصى، حيثُ قال الوزير: “سننتظِر ونرى”.
وعن الحكومة الجديدة قال الزيّان:” تركيبة حكومة نتنياهو القادمة هي شأن داخليّ إسرائيليّ، ونحن سنعمل معها في جميع المجالات الإستراتيجيّة، ونحن على ثقةٍ بأنّ رئيس الوزراء المُنتخب نتنياهو يؤمن بالسلام بشكلٍ عامٍّ، وباتفاقيات أبراهام على نحوٍ خاصٍّ”، مُضيفًا في ذات الوقت: “سنعمل مع الحكومة الإسرائيليّة من أجل تحويل مبدأ السلام إلى أكثر قوّةً، كي نعيش جنبًا إلى جنب رغم التباينات، أنا أؤمن بأنّ الشعب الإسرائيليّ يُريد السلام، وأنّ الحكومة الجديدة ستعمل على تحقيق طموحاته، وتعمل وفق هدف مفاده أنّ للسلام توجد فرصةً”، على حدّ تعبيره. وتأتي زيارة هرتسوغ للإمارات والبحرين بعد أكثر من عامين على تطبيع العلاقات في إطار ما سُمي بـ”اتفاقيات أبراهام” التي جرت برعاية الولايات المتحدة الأمريكيّة.
ومن الجدير ذكره أنّ رئيس كيان الاحتلال الإسرائيليّ كان قد استقبل وزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد في القدس المحتلة في أيلول (سبتمبر) الماضي، على رأس وفدٍ رفيع المستوى.
وجاءت زيارة بن زايد إلى تل أبيب بعد زيارة هرتسوغ الإمارات مطلع العام الحالي، إذ عقد سلسلة من الاجتماعات مع كبار المسؤولين الإماراتيين.