نشرة “كنعان”، 16 تشرين الأول (أكتوبر) 2022
السنة الثانية والعشرون – العدد 6398
في هذا العدد:
■ جزائر أخرى كأنظمة أخرى؟ عادل سماره
■ عادل سماره:
- تبخيس الترسيم /اليوم
- تبخيس تشرين 1973 و2022!
■ “ميثاق لم الشمل” ومسلسل التصالح التكاذبي! عبداللطيف مهنّا
■ الفصائل الفلسطينية تعلن “وثيقة الوفاق الوطني”:
- تجاهلت قرارات فك الارتباط والمقاومة ضد الاحتلال
- خلافات كادت تُفَجِّر حوارت المُصالحة بين حركتي فتح وحماس … كواليس حوارات الفصائل في الجزائر
✺ ✺ ✺
جزائر أخرى كأنظمة أخرى؟
عادل سماره https://kanaanonline.org/2022/10/16/%d8%ac%d8%b2%d8%a7%d8%a6%d8%b1-%d8%a3%d8%ae%d8%b1%d9%89-%d9%83%d8%a3%d9%86%d8%b8%d9%85%d8%a9-%d8%a3%d8%ae%d8%b1%d9%89%d8%9f-%d8%b9%d8%a7%d8%af%d9%84-%d8%b3%d9%85%d8%a7%d8%b1%d9%87/embed/#?secret=YzasRfeLcj#?secret=QN2dQYzefx
من يتابع مواقف الشعب الجزائري بمختلف مشاربه الفكرية والعقيدية يدرك أن الأكثرية الساحقة، وربما بدون استثناء، هو مع تحرير الوطن المحتل بلا مواربة.
ابتهج كثيرون وتفاءلوا حينما دعا الرئيس الجزائري الفصائل الفلسطينية إلى مؤتمر مصالحة في الجزائر. بينما تشاءم وقلق كثيرون من دعوة المتناقضات الفلسطينية إلى مصالحة لم تحصل رغم تكرار اللقاءات والبيانات وقسم الأيمان والعنتريات على الشاشات…الخ وفي النهاية لا شيء على الأرض سوى الانقسام بل وحتى استخدام معالجته لتغطية وإخفاء المهام الحقيقية! إنها لُعبة الانقسام. .
وبمعزل عن الصور ونص البيان والتصريحات، فإن جملة واحدة في حديث الرئيس الجزائري لخَّصت كل ما حصل وهي: “إقامة الدولة الفلسطينية على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشريف”.
وهكذا اصطف الرئيس الجزائري وحكومته طبعاً إلى جانب مختلف الدول العربية بقرار التطبيع الرسمي أي الاعتراف بالكيان الصهيوني تحت غطاء خطير وقاتل وهو “الشرعية الدولية. “!. وهذا تأكيد وجود الانفصال وضرورة تحويله إلى طلاق بين الشعبي والرسمي في الجزائر كما مختلف البلدان العربية أي أن الشعبي مع فلسطين محررة كاملة لشعبها بينما الأنظمة ضد هذا وتقف لصالح الكيان بمنحه معظم فلسطين الذي جرى احتلاله عام 1948 وإبقاء المحتل 1967 تحت سيطرة الكيان بنظام حكم إداري ذاتي فقط.
وهكذا يقف النظام الجزائري ضد الشرعية الشعبية الفلسطينية وضد الشرعية العروبية من فلسطين!
بل ويُكمل الرئيس تبون خبث وأُكذوبة ومخادعة كل الذين يقولون “عاصمتها القدس الشريف” مما يعني:
أولاً: حسب هذا التطبيع فإن القدس الشريف هي المسجد الأقصى. كيف لا، فمن يعترف بأن المحتل 1948 هو للكيان، فهو يفهم أن الجزء الغربي المحتل من القدس هو، حسب موقفه، ليس من حق الشعب الفلسطيني.
وثانياً: أكذوبة القدس الشريف مقصود بها أن الصراع ديني، وبأنه إذا استعاد الفلسطينيون الأقصى والقيامة، فإن الصراع قد تم حلّه.
وثالثاً: تهرب الرئيس تبون كغيره من الحقيقة الواضحة وهي أن القدس محتلة فغطى نفسه كغيره بكلمة الشريف وتهرب من حقيقة أن “الشريف تحت الاحتلال”. وإخفاء كون القدس محتلة هو من أجل تعمية الأجيال الشابة عن حقيقة وجود الاحتلال وبالتالي تمرير التطبيع ونفي وجوب التحرير.
بقي أن نقول بأن الفيصل اليوم في إدراك أمور ثلاثة:
الأول: إن ما جرى في الجزائر هو قبول كافة القيادات الفلسطينية التي شاركت هناك بالاعتراف بالكيان على المحتل 1948 واستجداء طلبهم ب “الاستدوال” في المحتل 1967، وهذا لن يحصل بالمؤتمرات ورفع إشارة “النصر” دون أن نرى النصر. صحيح أن هذا ليس موقف قواعد بعض هذه الفصائل، ولكن قواعد لا تقتلع قيادات فندقية هي في خطر!
والثاني: إن ما يجري في الأرض المحتلة بولادة الفدائيين الجدد هو الطريق الذي يبتكره الشعب بعيدا عن العواصم والفنادق وأربطة العنق وياردات الصوف الإنجليزي وارصدة المصارف …الخ.
والثالث: إن الأنظمة العربية الرسمية لم تكن ولن تكون لا منفردة ولا مجتمعة ممثلة لطموح الأمة العربية في أمرين: إقامة الدولة العربية المركزية وتحرير القضية المركزية. هذه الأنظمة ترقص على أنغام الإمبريالية والصهيونية في مختلف مواقفها لأن بقاءها في مواقعها بموجب إتقان هذا الرقص. فلتبحث قوى الثورة عن طريقها خارج وفي تضاد مع هذه الأنظمة.
✺ ✺ ✺
عادل سماره:
- تبخيس الترسيم /اليوم
- تبخيس تشرين 1973 و2022!
■ ■ ■
تبخيس الترسيم /اليوم
وبلديات المحتل 1948 و1967 /مذكرات
(8)
حملة/حفل صيد طراد مقدس
” محمد علي هو الذي حوَّل العمامة المفتخرة إلى رأس حقيقي/كارل ماركس”
وهكذا فعل السيد.
“تجرَّأ على النصر/ماوتسي تونغ”
يبدو الربط بلا شك عجيباً بين انتخابات البلديات في الضفة والقطاع وبين ترسيم الحدود البحرية بين فلسطين ولبنان.، وربما يراه البعض افتئاتاً على الزمن والجغرافيا.
شدَّني كثيرا صراخ قوى ومحللين لبنانيين وعرباً وتشكيكهم بما توصل إليه لبنان فيما يخص حقل كاريش بل والثروة البحرية اللبنانية بشكل عام في فصلها وتحديدها عن الثروة الفلسطينية المغتصبة. ووصل هؤلاء بين طيب ومتحمس ومطبِّع وانعزالي إلى اتهام سلاح العمامة السوداء بالتطبيع وكذلك الرئيس اللبناني.
وأعتقد أن هؤلاء رغم تعددهم وتبايناتهم لم يخرجوا من إشكالية فُرضت على العرب وجرى تمثُّلها وهي إستدخال الهزيمة حيث وصلوا نفسيا إلى قناعة عميقة بأن العرب عاجزين عن النصر حتى حين ينتصرون. أو يعتقدون بأن استهداف هذا الوطن منذ 300 سنة يجب أن ينتهي في معركة واحدة!
لقد جرى التشكيك في الجيوش المصرية والسورية والعراقية والجزائرية في حرب تشرين 1973 وتم تلبيس المقاتلين خيانة السادات. وتم تبخيس إطلاق العراق 49 صاروخا على الكيان عام 1991 حتى بعد أن أعلن الكيان مؤخراً كم اثرت عليه ودمرت فيه، وتم تبخيس هروب الكيان من الجنوب عام 2000 وتبخيس انتصار 2006 وصمود غزة في عدة عدوانات من الكيان، وتبخيس موقف سوريا لعدم ردها على الكيان بحرب ستضعها في مواجهة المركز الإمبريالي الغربي مباشرة وبشكل كامل وحتى مطالبة صاحب العمامة بحماية سوريا! ووصل الأمر لدى البعض بتبخيس كامل تراث فصائل م.ت.ف ليصل في “نداء وصرخة من الأعماق” إلى شطب كل هذا النضال والمطالبة بدولة مع المستوطنين، وهذا أخطر من التطبيع. على أن الأشد سوءاً هو تبخيس طرف مناضل لمساهمات طرف آخر كي يبدو لو كان البطل الأسطوري!
إن من يتتبع ويحلل هذه الفوضى في التحليل والضبابية في الرؤية لا يمكن إلا أن يرى أن هناك تبعية نفسية لماكينة إعلام الإمبريالية والكيان والأنظمة التابعة ومثقفي الطابور السادس الثقافي من جهة وما يُصر عليه الكيان والذي لخَّصه بنيامين نتنياهو ب :”العربي يركع” في النهاية!
والحقيقة أن هؤلاء يصطفون اليوم، قصدا أو خطئاً أو سذاجة أو نرجسية، كما دوماً في معسكر الثورة المضادة وخاصة في لحظة اليوم حيث النفط هو النار الأشد في هذه الحرب المتنوعة المتعددة على صعيد معولم. وعليه، وفي الحرب المتنوعة يكون التشكيك في المواقف الصلبة هو اصطفاف في معسكر العدو سواء بالصدفة أو بالقصد لا سيما وأن لا أحد يعرف بعد تفاصيل الترسيم بل يجري الاعتماد على الإعلام والتواصل الاجتماعي بما فيهما من فوضى موجهة سلباً.
وليس كاتب هذه السطور بمطلع على نص الترسيم، ولكن، بالمنطق الخالي من الحسد والغيرة وتأثير المهزومية لدى البعض والخالي من التورط في فتاوى بلا معلومات والخالي من الاعتقاد بأن عقل البعض التحليلي قادر على التنبؤ المطلق…الخ ، فلو كان لبنان العمامة باتجاه التطبيع:
• لأعلن ذلك صراحة واستراح هو وجمهوره طالما ان الترسيم تطبيع “يبدو برأي هؤلاء ملتويا أو مكشوفاً” وحينها سيحظى بجوائز نوبل واكثر منها خطورة وألغاماً.
• ولأعطى السلاح ل جعجع أو باعه في سوق الخردوات.
• أو لنقل لاستخدم السلاح ليحكم لبنان.
بالمناسبة، نشرت شركة توتال الفرنسية تقريرا مفصلا أكد أن الحكومات اللبنانية منذ عقدين وأكثر كانت ترفض استخراج النفط اللبناني مع أنه مجديا بالمليارات! دون إبداء الأسباب! ولا شك بأن هؤلاء المشككين هو ممن لعبوا دوراً فعليا في إبقاء النفط في قبره!
ونشرت شركة «توتال»:” … أعلمنا لبنان منذ 25 سنة بوجود الغاز والنفط لا نعرف لماذا أبقى المسؤولون اللبنانيّون الأمر سرياً ولم يتجابوا؟(sᴀʙʀɪɴᴀɴᴇᴡs ⁹/¹⁰/²⁰²² نقلا عن صفحة الصديق هاني مندس).
مذكرات ترتيب استخراج أو عدم استخراج النفط بين لبنان والكيان شديدة الوضوح لأنها مذكرات ردع، قوة مقابل قوة بلا مواربة. وكما كتب ابو القاسم الشابي:
لا عدل إلا إن تعادلت القوى…وتصادم الإرهاب بالإرهابِ
نعم إرهاب الإمبريالية والكيان والثورة المضادة والدين السياسي أو باختصار الاستشراق الإرهابي لا يرده سوى الرد والردع ولنسميه الإرهاب الثوري الذي قلما اعتاد عليه الكيان من معظم الأنظمة العربية.
لقد أُرغم عاموس هوكشتاين الأمريكي المطعَّم بالعبرية على أن يعمل مراسلاً بين الطرف اللبناني والكيان، وهذا بحد ذاته انتصار لبناني عربي لأن الأمريكي وخاصة الصهيوني هو دائماً يأمر الرُعاع العرب. كيف لا، ألم تتم إزاحة سعيد بن تيمور في عُمان لابنه قابوس بأمر أمريكي؟ ألم تتم إزاحة حمد بن جاسم في قطر لصالح تميم ابنه بأمر من ضابط أمريكي… بينما خرج كولن باول المثقل المدجج بأسلحة امريكا خالي الوفاض من دمشق.
لا يختلف هذا الترتيب/ الترسيم عن هدنة الحدود بين بلدان الطوق والكيان فهل ترسيم حدود الهدنة كان اعترافاً بالكيان؟ وهل كان يجب تركها مفتوحة لتوسعه! بقي هذا الأمر إلى أن فاض بحكام بعضها الشوق فألقت بنفسها عارية في شبق وحشي في حضن التطبيع العبري! ولو كان بوسع الأنظمة العروبية شطب الحدود والتحرير لما قصَّرت.
هل ترسيم الحدود البرية مقبول بينما البحرية لا؟ وهل التعفف عن “طرطشة” العمامة بالتطبيع يجب أن يدفعها لإبقاء النفط في البحر إلى يوم التحرير الشامل. قد نقبل بهذا إذا ما حرك المشككون فيالقهم.
نعم هناك كثيرون ممن في عقولهم وقلوبهم خانة صهيونية فليفحص كلٌ نفسه. وللتوضيح لا أعمم هذا.
لقد كتبت منذ شهر بأن الترسيم وتثبيت حقوق لبنان هو نصف المطلوب بينما النصف الآخر هو ألا تقع هذه الثروة في ايدي اللصوص كي لا يكون مصير هذا الإنجاز النكران كما حصل ضد تحرير الجنوب. ورأيت ان المطلوب دائرة خاصة لهذه الثروة خارج نطاق التركيب الحكومي البرلماني الطائفي للدولة لتكون هذه أول دائرة ثروة محررة من الفساد والطائفية والتبعية وهذا شكل من التأميم أي أعمق وأدق من قطاع عام. قد يكون حديث العمامة عن صندوق سيادي مقبولاً. ولكن الصناديق السيادية مرتبطة مباشرة بالسلطة، بالحكومة. المطلوب هنا صيغة صندوق شعبي تتحكم به القطاعات المجتمعية الطبقية ممثلة بمنتخبين عن كل منها، لا القوى السياسية وخاصة الطائفية.
انتخابات البلديات في الضفة والقطاع 1976
أعادني هذا التشكيك الممرور بموقف لبنان المقاتل بالتشكيك والهجوم الذي تعرضتُ له منذ ستة وأربعين عاماً في موقف مشابه.
كان وزير حرب الكيان حينها شمعون بيرس قد اقترح شكلا من الحكم الذاتي على الضفة والقطاع تحت عنوان “مشروع بيرس” والذي يهدف إلى خلق بديل محلي عن م.ت.ف. وتم إفشال ورفض المشروع من شعبنا.
ثم تقررت عام 1976 انتخابات المجالس البلدية في المحتل 1967. حيث دار جدل طويل في أمرين اساسيين:
الأول: هل نُجري انتخابات تحت الاحتلال وبرضاه.
والثاني: هل تشارك المرأة في الانتخابات وتترشح وما حصتها إن حصل وشاركت؟
كان يدور الجدل بل الخلاف عام 1976، حتى على مبدأ إجراء الانتخابات.
أولاً جدل المشاركة في الانتخابات:
كنت ذات يوم مع صديق (لا يستحق ذكر اسمه الآن) في سيارته مررنا صدفة قرب منزل الراحل كريم خلف رئيس بلدية رام الله، فقلنا نذهب لنرى شو أخباره، كنا نسميه (أخو الجميع) لأنه كان يقول لك ما تريد وبعدك يقول لي ما أريد. المهم وجدنا عنده عدداً من القيادات المحلية من الفصائل والمجتمع. فقالوا نحن نناقش دخول الانتخابات أم لا.
كنت حينها قد كتبت دراسة طويلة عن الموضوع، فقلت لهم سأحضر دراستي كنت اسكن في مدينة البيرة منذ هدم بيتي في قريتي بيت عور الفوقا في 15 ديسمبر 1967 على يد الاحتلال، أحضرت الدراسة والتي كان جوهرها أن هذا حق مدني لنا وبما أنه لا يتم بمفاوضات مع الاحتلال ولا يتخذ طابعاً سياسيا طبقاً لمطلب الكيان بخلق قيادة محلية بديلة ل م.ت.ف بل هو أمر إداري ذاتي فما من حيف في ذلك.(طبعاً لاحقا تحولت م.ت.ف نفسها إلى بديل لنفسها في التورط في إشكالية أوسلو.)
وناقشنا الدراسة وصار الاتفاق أو حُسم بالمشاركة. حتى حينها كان قد مضى على علاقتي بالجبهة الديمقراطية أكثر من سنة، وغادرتها في السنة التالية. وللمفارقة أرسلت الدراسة إلى الجبهة الديمقراطية في الشام. ولكن ماذا كان الرد؟ كان الرد “يا رفيق أنت وصلت موقف متقدم على موقفنا، لكن يجب أن ترسل رأيك لنا قبل أن تعرضه على الآخرين وتنشره”!!! يعني كأنني عسكري عندهم. قلت لهم: هل يُعقل ان أكون مسؤول تنظيم وحين تسألني الناس رأيي أن اقل لهم اولا سوف اسال الخارج؟
في علاقتي بالحركة الوطنية حينها كنت أدعي أنني وطني وفقط، لم أعترف لأحد بأنني في تنظيم لأن هذه مقتضيات العمل السري. كان الراحل بشير البرغوثي يلتقي نايف الرفيق حواتمه في الشام ويقول له نسق مع عادل سماره، فيأتي بشير واقول له انا لست في تنظيم. كنا حينها كلانا في جريدة الفجر.
لم أتعرض للهجوم بسبب موقفي من ضرورة إجراء الانتخابات البلدية في المحتل 1967 لا سيما وأن الاحتلال صار مديداً وكان آخرون مع هذا الموقف سواء:
• بعض قيادات م.ت.ف في الخارج وخاصة التي كانت تجهز نفسها لمطلب دولة على المحتل 1967 اي تيار الاستدوال الذي دفع أموالاً طائلة لكلفة هذه الانتخابات.
وبالمناسبة، مضحك أنني على قلة فلوسي دفعت 135 دينار أردني تكاليف طباعة بوسترات ملونة في مطبعة “جريدة الأنباء ” في القدس الغربية المحتلة لقوائم الحركة الوطنية ولكن موزعوا الأموال قالوا لي لم نتسلم من م.ت.ف فلوسا! “بينما كان بوسع المرء رؤية الفلوس في شراء الولاءات. طبعاً فهمت أن من يناضل ولا يعترف أنه مع طرف لا تٌدفع له حتى فلوسه!
• كثير من المثقفين والمناضلين.
• رجال العشائر وتيار الولاء للنظام الأردني
• تجار التعاقد من الباطن والكمبرادور المستفيد من وجود الاحتلال.
• أكثر من فصيل من فصائل م.ت.ف
كان الهجوم متعلق بالموقف من حق المرأة!
إشكالية مشاركة المرأة في الانتخابات:
لكن الجدل والرفض والتهجم والتشكيك كان تجاه موقفي من حق المرأة في الانتخاب والترشح والحق في نصف المقاعد. كان هذا الحال حتى قبل دخول قوى الدين السياسي/حماس في ال.م.ق.ا.و.م.ة حيث دخلت بعد انتفاضة 1987 أي عام 1989. كانت الجهاد الإسلامي قد ظهرت قبل ذلك ببضع سنوات لكنها لم تذهب باتجاه الحياة المدنية.
وهنا، أترك للقارئ الاطلاع على بعض من شهادة الصحفية الصديقة ريموندا حوا الطويل عن هذه المسألة ومواقف الفصائل وغيرها وموقف العدو كذلك.
كتبت ريموندا:
“…تحية واجلال للمفكر. الحر عادل سمارة. والشجاعة الفريدة في طرح افكاره بدًون خوف من النقد وقد انتقد ادوارد سعيد. وقليلين هم الذين. توجهوا. بنقد. ادوارد سعيد في العالم. خوفا من الهالة التي له، ادوارد سعيد والاسم الكبير. ولكن عادل سمارة المناضل التائر والتوري المeقف. الراديكالي. لا يهاب ان يجهر بافكاره، حتى منظمة التحرير اعتبرته. لعادل سمارة. اكتر راديكاليه منها. . لقد اعطانا عادل. . درًسا ودروسا. . في المبادى والمواجهة. مع المحتل. كما كان.يقيم نقاشا فكريا توريا في السجونً. وهوًسجين. سياسي. لم يخاف نقد. الافكار . من المتقفين. باسماء لماعة. لم يخاف. من نقد ادوارد سعيد. وافكاره التي نرددها يوميا معجبين به ونحبه بوعي ام . بدًون وعي. لانه. الفلسطيني الالمع علمنا عادل سمارة ان نفكر. . لان الاف الفلسطينيين المبدعين. لم يأخذوا حقهم. . علمنا عادل سمارة. ان نفكر. ونحنً. نساء فلسطين. علمنا عادل سماره. المفكر الانسان . كيف نفكر ونأخذ. القرار. ،،. نساء. فلسطين. كنا بضياع. اتناء انتخابات. 1976 لاخذ قرار التصويت في الانتخابات تحت الاحتلال .
كانت الاردن ضد الانتخابات. والتصويت للمرأةً تحت الاحتلال. وحاربت الفكرة. بشراسة. خًوفا من. تغيير اسرائيل. للقوانين. قائلا . اذا انتخبنا. تحت الاحتلال المعنى. اننا قبلنا . بتغيير القوانين الاردنية . اذا. تغير القانون الاردني. يعني اسرائيل. يحق لها. خرق القوانين.
واليساريين. عملوا حملة. شرسة. ضد الانتخابات. وكانوا. كل الأحزاب اليسارية ضد الانتخاب للمراة. لان في الاردن لا تنتخب المرأة فاذا. ،،،. في فلسطين. .
. . لن نسمح للمرأة بالانتخابات ولن ننزل الانتخابات.
منظمة التحرير. كانت متخوفة. من تغيير القوانين من قبل اسرائيل. وتصبح. سابقة. كانت النقاشات. بالضفة الغربية. بين المتقفين. يًوميا. ما هو الحل هل نرفض القانًون التقدمي ونقول انه من الاعداء .
رؤساء البلديات كانوا ضد الانتخابات. عملا بالقوانين الاردنية. والنقابات.
عادل سمارة. كتب مقالا. بجريدة الفجر المقدسية يقول. ان الانتخابات. ضرورية. حتى. لو ان القانون التقدمي. من اسرائيل قال حرفيا. اليابان. بعد الحرب. غيرت امريكا. بعض القوانين. لصالح الشعب الياباني ،واليابان اخذت القوانين. الامركية التقدمية. وعملت بها. رغم العداوة بين اميركا. واليابان. قالوا باليابان اننا ناخذ القوانين. الجيدة التقدمية. من العدو. لصالحنا وكان الحوار يًوميا. بكل الاوساط الجامعية. في البيوت في الشارع في المخيم. خلافات حادة. بين. الشعب نعم ام لا. كنا في حوار يومي. . وانتصرت. فكرة. مفكر. تقدمي. يسمى عادل سمارة. اسمه راديكالي. من البعض ،، ومتطرف. من الاخرين انتصرت. فكرة. عادل سمارة. لتاخذ. من العدو القوانين التقدمية. ودخلت المرأة لانتخابات وانتصرت. . .
شكرا لك اخ. عادل. انا. لم اكتب. كافي عن الاجواء التي كانت. ان. مقالك. الذي هز الدنيا واخذته كل الصحف العالمية ومنها الًجيروزاليم بوسط ،ًكان في حوار بعد مقالك. بكل الاوساط. ولقد حوربت. كيف انت تقدمي. ويساري تطرح هذه الافكار. هي. لصالح اسرائيل. ًانتخابات الى يدعي لها. تقدمي مناضل. يساري اسمه عادل سمارة. خارج من السجن كيف هذا بيحصل. ولكن عادل كان. صبورا تحمل الهجوم والنقد. على شخصه. وافكاره. كان يقول هل الافضل ان تبقى المرأة بلا صوت. ستأخذ حريتها بالانتخابات. وتناضل. نضالا سياسيا واجتماعيا. لازم. ينعمل فيلم. لتذكير. بالاجواء. الصاخبة وتدخل. الاحزاب والتنظيمات ً والاردن. لمنع. الانتخابات. .
الفضل لك. يا دكتور لان المرأة انتخبت. . لولاك. انت حسمت الموقف. منظمة التحرير والسياسيين وروؤساء البلديات والجمعيات النسائية. كلهم كانوا في حوارات ونقاشات. ولم يطلعوا بنتيجة. ،،كان جوابك. من السجن. بمقال بجريدة الفجر على ما اذكر. كيف. كان الاحتلال الياباني استفاد. من الاحتلال وغير القوانين لصالح الشعب اذا لم تخونني ذكرتي. يا دكتور صلح لي المعلومات. كنا نقول. قال عادل سمارة. وفقد. وأخذنا برأيك. الجمعيات النسائية. وروؤساءالبلديات والسياسيين والحزبيين. كل البلاد كانت تشارك. بالحوار. وكان. بعض. الأحزاب ترفض ان يكون. انتخابات تحت الاحتلال ومنهم الأردن. لانها لم تعطي حق الانتخاب للمرأة. ،،،كيف نأخذ الحق من اسرائيل ،،،انت يا دكتور عادل سمارة. أعطيت كلمة السحر والسر الذي التزم بها الجميع. ،،،وكنا فرحين من. افكارك وتعاليمك . والمتقفين. كانوا منقسمين. علىً موقفك. متل بعض المنظمات. التي رفضت. إعطاء حق للمرأة الانتخاب تحت. الاحتلال ،،،وكنت يومها قد أرسلت هذا الخبر لصوت فلسطين. في امريكا. الىً الاخ وفا دروزه من نابلس الذي كان أسس إذاعة صوت فلسطين من سان فرانسيسكو ، والذي أرسل الخبر الىً. بيروت. الىً.ابو جهاد . وأبو عمار ،وماجد ابوً شرار. والقيادة كانت مجتمعة مجتمعة. لمتابعة. الانتخابات. الاولىً تحت الاحتلال ،لقد وافقوا. على. هذا. الخبر بعد دراسة. عميقة. ونظرية الحكيم. نظرية. عادل سمارة الذي كان له احترام من القيادة. كمناضل كبير ” وأرسل الخبر من القيادة. بالموافقة.علىً هذا القرارات الى صوت فلسطين. في القاهرة. من صوت فلسطين بالقاهرةً أعطت منظمة التحرير. المباركة ،،،شكرا لك دكتور عادل سمارة. وشكرا لك انك ذكرتني لهذا الموقف النضالي المشرف. كانت الخلافات بين الناس. غير منطقية. وغير معقولة. وكان. الحوار اذا وافقنا على إعطاء المرأة حق الانتخابات فاسرائيل سيحق لها تغيير كل القوانين ،،،،ارجوا ان تصلحني دكتور عادل اذا خانتني الذاكرة”
إنتهى ما كتبته ريموندا.
أبناء البلد ومقاطعة انتخابات الكيان:
بينما كنت أكتب هذه المقالة وهي جزء من المذكرات وجزء من الدفاع عن حق لبنان في نفطه ، قرأت مقالة الرفيق رجا إغبارية في نشرة “الراية” خاصة حركة ابناء البلد يوم 10 تشرين أول الجاري.
والمقالة ترد على طرفين:
• طرف يدين ابناء البلد في كونهم يناضلون في الشأن المحلي والمدني حيث يزعم ذلك الطرف أن موقف أبناء البلد هو تساوق مع الاحتلال!
• وطرف يعتبرهم متخشبين لأنهم يرفضون المشاركة في انتخابات الكنيست للكيان.
الطرف الأول هدفه التشكيك فقط كما فعل مثيله في لبنان في موضوع ترسيم حدود النفط وكما فعل من وقفوا ضد حق المرأة في الانتخابات البلدية 1976 في الضفة والقطاع المحتلتين 1967.
والطرف الثاني وهو المتصهين وليس فقط المتأسرل لأن الالتزام بانتخابات الكيان هو تورط في اعتناق الإيديولوجيا الصهيونية..
ما يمكن أن يخلص إليه المرء من تجربته وتجارب الآخرين أمران:
الأول: قل كلمتك وامشِ طالما أنت على قناعة على الأقل في حينه.
والثاني: صلابة الموقف وصحته لم تحل دون تدفيعي اليوم ثمن موقفي من حق المرأة، واغتيال ناجي العلي ورفض التطبيع بدولة مع المستوطنين وأمور عديدة أخرى.
ملاحظة: نبهني الصديقان شاهر سليمان و د. عادل الأسطة حول التوثيق لما كتبته ريموندا الطويل. يجد من يريد المتابعة ذلك على صفحتي حين كتبت عن غزوة ماكرون للبنان (Adel Samara
يا بيروت…عاد ماكرون … وليس الصيف!
قراءة تطبيقية لتهافت نظريات “ما بعد الاستعمار”
المحاورة الثالثة ل تارنتابابو
عادل سماره 7 آب 2020 وقد تركت ما كتبته ريموندا كما هو دون تحرير، وهناك نصا بالإنجليزية ايضا سأوفره في مذكراتي النهائية إن بقيت حتى ذلك الحين) بعد مقالتي كتبت ريموندا ما وضعته هنا جزء منه.
■ ■ ■
تبخيس تشرين 1973 و2022!
ستكون عالي السذاجة إذا فوجئت بتبخيس أداء الجيوش العربية في حرب تشرين 1973 لا سيما أن الزمن بين 1967 و1973 كان قصيرا جدا. ولا سيما أيضا أن اي حرب مع الكيان سواء بالسلاح أو الفكر أو الأكاديميا أو الأخلاق أو علم النفس هو مع كامل النظام الرأسمالي/الإمبريالي العالمي. ولا سيما للمرة الثالثة أن راس النظام المصري في تلك الفترة كان شكلاً مصريا وجوهرياً في واشنطن. وأقل شهادة على ذلك إصرار السادات على عدم سحق أول مجموعة من العدو دخلت الدفرسوار. كان ذلك إعلانا عن خصي النصر. لقد قاتلت الجيوش المصرية والسورية والجزائرية والعراقية في هذه الحرب بجدارة. ولا شك بأن تدمير الجمهوريات منذ 1991 وخاصة منذ 2011 له علاقة بدورها في تلك الحرب لأن المطلوب تخليد هزيمة 1967 وعدم وجود دولة عربية مركزية لأنها وحدها قوة استعادة والانتصار في القضية العربية المركزية.
واليوم تقاتل وطنية لبنان كل من صاحب العمامة إلى الرئيس اللبناني لتحرير نفط وغاز لبنان. ومع ذلك يقف كارهو أنفسهم ووطنهم رافعين عقيرتهم بالتشكيك ومعتبرين المدافعين عن لبنان مثابة مطبعين مع الكيان. لا يوجد اتفاق مباشر بل أُرغم الصهيوني الأمريكي بأن يتحول إلى مراسل بين الطرفين.
لا يختلف هذا الترتيب عن هدنة الحدود البرية من دول الطوق مع الاحتلال، طبعا قبل تطبيع البعض. ولكن يبدو أن المشككين حريصين على الكيان وليس على لبنان.
نعم في كل أمة هناك مرضى ضد الذات، لكن مثل هؤلاء المرضى لم تلد أرحام البغايا ابدا.
✺ ✺ ✺
“ميثاق لم الشمل” ومسلسل التصالح التكاذبي!
عبداللطيف مهنّا https://kanaanonline.org/2022/10/16/%ef%bf%bc%ef%bf%bc%ef%bf%bc%ef%bf%bc%d9%85%d9%8a%d8%ab%d8%a7%d9%82-%d9%84%d9%85-%d8%a7%d9%84%d8%b4%d9%85%d9%84-%d9%88%d9%85%d8%b3%d9%84%d8%b3%d9%84-%d8%a7%d9%84%d8%aa%d8%b5%d8%a7%d9%84%d8%ad/embed/#?secret=AEdlMmN92j#?secret=cTBvsbidO3
نبدأ فنحيي بلد المليون ونصف شهيد، ونستحضر مقولة الزعيم الراحل هواري بومدين، “نحن مع فلسطين ظالمة أو مظلومة”.. ومن بعد، نعرّج على الحدث الفلسطيني التصالحي الأخير هناك، برعاية الأشقاء الجزائريين الأوفياء لشهدائهم ولمقولة الراحل الكبير.. هناك في قصر الصنوبر، وللمرة الثانية، حقق الفلسطينيون الفصائليون ما لم يخطر ببال حركة تحرر وطنية عرفها هذا العالم، ألا وهو حل متحارجة الجمع بين ما يفترض أنهما نقيضان، أو خطان متضادان لا يلتقيان، المساوم المفرّط، والمقاوم الرافض..
في هذه المرة الصنوبرية، توقيع اعلان “ميثاق لم الشمل” بينهما.. كان عاماً رجراجاً، لكنه يؤكد على انتخابات رئاسية وتشريعية ” في غضون عام، والمفروغ منه أنها تُجرى بالطبع في الملعب الأوسلوي، وحلبة “الشرعية الدولية”، وفي ظل الاحتلال!
وفي المرة الصنوبرية الأسبق، كان “إعلان الاستقلال” و”قيام الدولة” الافتراضيين، وحيث هتف حينها من هتف “وحدة وحدة حتى النصر”.. وكان ذلك عام 1988.. ومن يومها ابتعد الاستقلال أكثر فأكثر، وكانت أوسلو، ومعها ومن يومها وببركاتها السلمية لم تعد للوثة الدولة الموهومة، التي يحتفل البعض بذكرى إعلانها، قائمة.. وعصت المتحارجة الفلسطينية على الحل، ولحلها تمخض قصر الصنوبر هذه المرة فولد متصالحوه “اعلان ميثاق لم الشمل”!
قبل هذا الإعلان، سبق وأن تعددت مثل هذه الإعلانات الشبيهة، حيث ضرب فيها فلسطينيو الفصائل رقماً قياسياً في التكاذب التصالحي لم يسبقهم إليه أحد، بل وعجزت موسوعة “غينيس” عن تسجيل المثيل، ولكثرة هذه الإعلانات نعفي أنفسنا من أن نعددها فقد نسهو عن بعضها، ولا بأس من أن نمر سريعاً على العواصم والمدن التي احتضنتها، مكة المكرَّمة، صنعاء، القاهرة (لمرات) غزة، الدوحة، بيروت، وحتى موسكو!
وإذ الشيء بالشيء يذكر، قريباً ستشهد الجزائر الشقيقة حدثاً عربيا تجهد منذ أمد للم أطرافه المبعثرة هو مؤتمر “قمة دول الجامعة العربية”، وتيمناً منه ب “ميثاق لم الشمل” الفلسطيني، ناشد وزير الخارجية رمطان العمامرة المؤتمرين المنتظرين، ” اتحدوا يا عرب مثلما اتحد الفلسطينيون”! لا أظنهم سيخيّبون أملك سيدي الوزير، لأن فلسطينيي المصالحة جزء من كل، وتكاذبهم التصالحي المديد جزء لا يتجزأ من تكاذب عربي رسمي ممتد هو بعمر الجامعة العربية!
.. وبقي أن نقول، الفلسطينيون لا توحّدهم إلا البندقية الفدائية المقاومة، وفلسطين من النهر إلى البحر، وإذا ساوركم شك اسألوا مخيَّم شعفاط..
✺ ✺ ✺
تجاهلت قرارات فك الارتباط والمقاومة ضد الاحتلال..
بحضور الرئيس تبون.. الفصائل الفلسطينية تعلن “وثيقة الوفاق الوطني” للمصالحة. https://kanaanonline.org/2022/10/16/%d8%a7%d9%84%d9%81%d8%b5%d8%a7%d8%a6%d9%84-%d8%a7%d9%84%d9%81%d9%84%d8%b3%d8%b7%d9%8a%d9%86%d9%8a%d8%a9-%d8%aa%d8%b9%d9%84%d9%86-%d9%88%d8%ab%d9%8a%d9%82%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d9%88%d9%81%d8%a7/embed/#?secret=vpsbgQlU2C#?secret=gAzalrBOhm
الجزائر: أنهت الفصائل الفلسطينية مساء يوم الأربعاء، حواراتها في الجزائر والتي تسعى للوصول إلى وثيقة وطنية تنهي الانقسام وتحقق المصالحة الفلسطينية، بالاتفاق على “وثيقة الوفاق الوطني” المقترحة من الجزائر.
ويدعو “إعلان الجزائر” إلى تعزيز دور منظمة التحرير، وتفعيل مؤسساتها بمشاركة جميع الفصائل الفلسطينية، باعتبارها الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني.
كما يشدّد إعلان الجزائر، على أهمية الوحدة الوطنية الفلسطينية واعتبارها أساساً للصمود والتصدي لتحقيق أهداف الشعب الفلسطيني.
ويدعو إعلان الجزائر إلى “اتخاذ الخطوات العملية لإنهاء الانقسام وتحقيق المصالحة الوطنية الفلسطينية، وتكريس مبدأ الشراكة السياسية، مع مختلف القوى الوطنية الفلسطينية عن طريق الانتخابات.
وشدد إعلان الجزائر على “تفعيل آلية عمل الأمناء العامين للفصائل الفلسطينية، لتسهيل عمل حكومة الوحدة، على طريق إنهاء الانقسام لمتابعة الانتخابات.
وتمّ التوقيع على الاعلان بحضور الرئيس الجزائري عبد المجيد تبّون وممثلي الوفود الفلسطينية في قصر المؤتمرات، في العاصمة الجزائرية.
ويلاحظ أن “الوثيقة” تجاهلت كليا قضية إعلان دولة فلسطين وتطبيق قرارات فك الارتباط..
بنود اعلان الجزائر للمصالحة:
1- تأكيد أهمية الوحدة الوطنية أساسا للصمود والتصدي لتحقيق الأهداف المشروعة للشعب الفلسطيني، واعتماد لغة الحوار والتشاور لحل الخلافات على الساحة الفلسطينية في إطار منظمة التحرير الممثل الوحيد والشرعي للشعب الفلسطيني.
2- اتخاذ الخطوات العملية لإنهاء الانقسام وتحقيق المصالحة الوطنية، وتكريس مبدأ الشراكة السياسية مع مختلف القوى الوطنية الفلسطينية عن طريق الانتخابات وبما يسمح بمشاركة واسعة في الاستحقاقات السياسية القادمة.
3- ضرورة تعزيز دور منظمة التحرير وتفعيل مؤسساتها بمشاركة جميع الفصائل باعتبارها الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني ومكوناته ولا بديل عنها.
4- يتم انتخاب المجلس الوطني وفق الصيغة المتفق عليها والقوانين المعتمدة بمشاركة جميع القوى الفلسطينية في أقرب الآجال، وتعرب الجزائر عن استعدادها لاحتضان هذا الاستحقاق الفلسطيني والقيام بما يلزم، وهو ما لقي تقدير جميع الفصائل.
5- الإسراع في إجراء انتخابات عامة رئاسية وتشريعية في جميع المناطق الفلسطينية بما فيها القدس عاصمة فلسطين وفق القوانين المعتمدة.
6- تشكيل حكومة وحدة وطنية تلتزم بالشرعية الدولية وتحظى بدعم مختلف الفصائل وتكون مهمتها الأساسية تنفيذ استراتيجية وطنية موحدة لمواجهة الاحتلال، والأخذ بعين الاعتبار التطورات الخطيرة على الساحتين الإقليمية والدولية وتداعياتها على مستقبل القضية الفلسطينية.
7- توحيد المؤسسات الوطنية الفلسطينية وتجنيد الطاقات والموارد المتاحة الضرورية لتنفيذ مشاريع إعادة الإعمار، ودعم البنية التحية والاجتماعية للشعب الفلسطيني بما يدعم صموده في مواجهة الاحتلال.
8- تفعيل آلية العمل للأمناء العامين للفصائل لتسهيل عمل حكومة الوحدة على طريق إنهاء الانقسام وإنجاز المصالحة والشراكة السياسية لمتابعة الانتخابات الفلسطينية.
9- يتولى فريق عمل جزائري فلسطيني برئاسة الجزائر وبمشاركة عربية للإشراف والمتابعة على تنفيذ الاتفاق.
أكتوبر 13, 2022
■ ■ ■
*خلافات كادت تُفَجِّر حوارت المُصالحة بين حركتي فتح وحماس* ..*كواليس حوارات الفصائل في الجزائر .*
يبدو أنَّ تبادل المُصافحات الحارة، وتبادل الابتسامات العريضة لقادة الفصائل الفلسطينية أمام عدسات الإعلام، كانت تخفي في كواليسها الكثير من التناقضات، والتباينات، وتنافر الآراء في أروقة قاعة قصر المؤتمرات في العاصمة الجزائرية، وتخلل المباحثات عمليات “شد وجذب”؛ بشأن مسودة الورقة الجزائرية للمصالحة المكونة من 9 بنود؛ والتي صاغتها القيادة الجزائرية في أعقاب لقاءات ثنائية عقدتها مؤخراً مع عددٍ من الفصائل الفلسطينية، وبعد استماعها لرؤى الفصائل لإنهاء الانقسام الذي بدأ قبل 15 عاماً.
وكشفت مصادر خاصة النقاب عن كواليس حوار الفصائل الفلسطينية في الجزائر، قبل الاتفاق والتوقيع النهائي على مسودة إعلان ورقة الجزائر للمصالحة، إذ كانت الأجواء مشحونة بين عددٍ من الأطراف؛ حيث احتدم الجدال على بند تشكيل حكومة وحدة وطنية تلتزم بالشرعية الدولية (في إشارة إلى الاعتراف بإسرائيل).
وتلفت المعلومات الواردة من الكواليس إلى أنَّ بند تشكيل حكومة وحدة وطنية تلتزم بالشرعية الدولية، كاد أنْ يفجر لقاءات المصالحة في الجزائر؛ إذ أنَّ حركة (حماس)، والجهاد الإسلامي، والجبهة الشعبية – القيادة العامة وفصائل أخرى، أبدت اعتراضها على فكرة تشكيل حكومة تلتزم بالشرعية الدولية؛ إذ سيصبح لزاماً على تلك الحكومة؛ العمل على نبذ أعمال المقاومة، والاعتراف بـ”إسرائيل”.
وذكرت المصادر، أن الفريق الجزائري سارع لحل الخلاف بين الفصائل بإعادة صياغة الورقة مرة أخرى، فأزالت القيادة الجزائرية جملة (تلتزم بقرارات الشرعية الدولية)، من بند الحكومة والإبقاء على (تشكيل حكومة وحدة وطنية)؛ إلا أن حركة فتح اعترضت بشكل قاطع، من خلال رئيس وفدها عزام الأحمد.
وأشارت المصادر إلى أن رئيس وفد حركة (فتح) عزام الأحمد تلقى مساءً اتصالاً هاتفياً من رئيس السلطة محمود عباس (أبو مازن)، يعبر فيه الأخير عن إصراره على كتابة جملة “تلتزم بقرارات الشرعية الدولية”، بل وأنَّ على الفصائل المشاركة في الحكومة الالتزام بقرارات الشرعية الدولية”؛ الأمر الذي أحدث حالة من الجدل الحاد بين وفود الفصائل.
وأشارت المصادر إلى “أن الفريق الجزائري حاول إنقاذ حوارات المصالحة مرة أخرى، بتقديم ورقة جديدة للوفود خالية من بند (تشكيل الحكومة) بشكل كامل في محاولة لإرضاء جميع الفصائل”، لافتة إلى أن الفريق الجزائري عبر عن استيائه وأسفه الشديدين من عدم الاتفاق على هذا البند؛ كونه من أهم وأبرز البنود.
ويتبين من الفحص الوثائقي للنسخة الأولى المقدمة للفصائل، والنسخة النهائية حذف تام لبند تشكيل حكومة وحدة وطنية، وهذا الأمر الذي كشفت أسبابه المصادر بالتفاصيل أعلاه.
ومع كل جولة من جولات المصالحة الفاشلة، تتجدد الخلافات ويتكرس الانقسام، وتنتصر حركة حماس سياسيا لتمسكها بالمقاومة ورفض التزامات السلطة والمنظمة وشروط الرباعية وقرارات الشرعية الدولية، وتخسر حركة فتح لتمسكها بشروط الرباعية والتزامات المنظمة والشرعية الدولية وعدم موافقتها على التحديد لمواعيد الانتخابات التشريعية والرئاسية والمجلس الوطني، رفضها وضع نصوص واضحة بنهج المقاومة المسلحة للاحتلال والاكتفاء بكلمة المقاومة الشعبية”.
في السياق، كشفت المصادر وجود تباينٍ كبير بين بنود النسخة الجزائرية (الأولى) التي قدمت للفصائل، عن (النسخة النهائية) والتي تم الإعلان عنها بالاتفاق مع جميع الفصائل، إذ أن الورقة الجزائرية كانت تخلو من الجمل، والعبارات، والمصطلحات التي تتعلق بحق شعبنا الفلسطيني في مقاومة الاحتلال بكافة أشكاله.
وتشير المصادر إلى أن عدداً من الفصائل أصرت على إضافة بعض المصطلحات المتعلقة بمقاومة الاحتلال، والتمسك بالثوابت، مثلاً أضيفت على (الصيغة النهائية) جملة (حق الشعب الفلسطيني في مقاومة الاحتلال، وفضح جرائمه ضد أبناء شعبنا في القدس، والضفة، وغزة، وأراضي الـ 48 والشتات، واللجوء).
كما، وتكشف المصادر إلى أنّ الجهاد الإسلامي وحماس تمسكتا بضرورة أنْ يتضمن البيان الختامي للمصالحة التأكيد على الثوابت الفلسطينية، والحق في مقاومة الاحتلال بكافة الوسائل والأشكال، وضرورة العمل على فضح جرائم الكيان بكل السبل.
ومن ضمن التناقضات، تنص الورقة الجزائرية المقدمة للفصائل على التشاور وحل الخلافات في إطار (م.ت.ف)؛ على اعتبار أنها الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني كما جاء في الورقة، بينما تنص (الورقة النهائية) على ضرورة اعتماد لغة الحوار؛ بهدف انضمام الكل الوطني لـ (م.ت.ف) على اعتبارها الممثل للشعب الفلسطيني.
وعلى المقلب الشعبي، يبدو أن الريبة والشك وانعدام الثقة والإحباط باتت تسود المزاج الشعبي تجاه المصالحة الفلسطينية، والفصائل المتصارعة، ويعتبر جولات الحوار والمصالحة جلسات تكاذب ونفاق سياسي واستخفاف برؤية الشعب ومواقفه لاسيما أنَّ التجارب السابقة كانت خير دليلٍ على فشل العديد من الحوارات.
:::::
المصدر: “مركز الصمود للأبحاث والدراسات”
______