مشروع التحرير الوطني الفلسطيني: قراءة من أجل التاريخ والمستقبل حلقة 8

 مشروع التحرير الوطني الفلسطيني: قراءة من أجل التاريخ والمستقبل    حلقة 8

علم فلسطين

مسعد عربيد وأسامة عمّوري

ملحق (2)

برنامج النقاط العشر: جسر العبور إلى التسوية السياسية

صدر برنامج النقاط العشر عن المجلس الوطني الفلسطيني في دورته الثانية عشر المنعقدة في الفترة من 1- 8 حزيران (يونيو) 1974. وقبل أن نعرض أهم مواد هذا البرنامج، يجدر التذكير بأن هذا البرنامج أتى في سياق مرحلة ما بعد خروج المقاومة الفلسطينية من الأردن بعد أيلول الأسود (أيلول 1970) ومعارك الأحراش في تموز 1971.

فيما يلي أهم نقاط هذا البرنامج:

“وقد اتفق ممثلو الشعب الفلسطيني على برنامج سياسي تعاهدوا على تطبيقه نصا وروحا لمواجهة المرحلة المقبلة، وهو برنامج النقاط العشرة الذي سيصبح أساسا للبرامج السياسية المرحلية المقبلة، وفيما يلي نص النقاط العشر:

أولا: تأكيد موقف منظمة التحرير السابق من أن القرار 242 يطمس الحقوق الوطنية والقومية لشعبنا ويتعامل مع قضية شعبنا كمشكلة لاجئين. ولذا يرفض التعامل مع هذا القرار على هذا الأساس، في أي من مستويات التعامل العربية والدولية، بما في ذلك في مؤتمر جينيف.

ثانيا: تناضل منظمة التحرير بكافة الوسائل، وعلى رأسها الكفاح المسلح لتحرير الأرض الفلسطينية، وإقامة سلطة الشعب الوطنية المستقلة المقاتلة على كل جزء من الأرض الفلسطينية التي يتم تحريرها. وهذا يستدعي إحداث المزيد من التغيير في ميزان القوى لصالح شعبنا ونضاله.

ثالثا: تناضل منظمة التحرير ضد أي مشروع كيان فلسطيني ثمنه الاعتراف والصلح والحدود الآمنة والتنازل عن الحق الوطني وحرمان شعبنا من حقوقه في العودة وتقرير مصيره فوق ترابه الوطني.

رابعا: إن أية خطوه تحريرية تتم هي حلقة لمتابعة تحقيق إستراتيجية منظمة التحرير في إقامة الدولة الفلسطينية الديمقراطية المنصوص عليها في قرارات المجالس الوطنية السابقة.

ملاحظات

■ جاء في مقدمة البرنامج أنه سيصبح “أساسا للبرامج السياسية المرحلية المقبلة”.

■ إسقاط عبارة “لا تفاوض مع العدو الصهيوني من البرنامج”، وهذا يعني إبقاء إمكانية التفاوض.

■ أكد البرنامج على رفض قرار 242 لمجلس الأمن، لأنه يتعاطى مع القضية كونها قضية لاجئين، وهذا يعني استعداد م.ت.ف. لقبول قرار 242 إذا ما تم تعديله أو استبداله بقرار يعتبر القضية قضية شعب له حق تقرير المصير، ولم تعترض المنظمة على هذا القرار بسبب تأكيده على شرعية الكيان الصهيوني.

■ على الرغم أن هذا البرنامج كان يستند إلى نهج تسووي ويمهد الطريق إلى تسوية سياسية، إلاّ أنه، انطلاقاً من إدراكه لموقف الشعب الفلسطيني الرافض، عمد إلى دغدغة عواطف الشعب الفلسطيني وامتصاص موقف الرافضين له، مستخدماً عبارات مثل “السلطة المقاتلة”، وإقامتها “على كل جزء من الأرض الفلسطينية التي يتم تحريرها”، ولم يتم ذكر “تحرير كامل التراب الفلسطيني”.

■ أما القرار رقم (2) في البرنامج، فقد أتى على عبارة “تناضل منظمة التحرير بكافة الوسائل” قبل الإتيان على “وعلى رأسها الكفاح المسلح لتحرير الأرض الفلسطينية، وإقامة سلطة الشعب الوطنية المستقلة المقاتلة على كل جزء من الأرض الفلسطينية التي يتم تحريرها”.

وقد نبه باحثون إلى أن ذكر “كافة الوسائل”، قبل عبارة ” الكفاح المسلح” يهدف إلى تعزيز منهج التسوية الدبلوماسي، وأن المقصد من هذا كان منح الشرعية للنضال بوسائل غير الكفاح المسلح.

يمكن قراءة النص الكامل لهذا البرنامج في موقع مركز المعلومات الوطني الفلسطيني – وفا على الرابط التالي:

https://info.wafa.ps/ar_page.aspx?id=3789

بعض المواقف من البرنامج المرحلي:

■ في السياق، يجدر التذكير بأن نايف حواتمة، الأمين العام للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، كان أول مسؤول فلسطيني يوجه نداءً للإسرائيليين في إبريل 1974، دعاهم للاعتراف بحق الشعب الفلسطيني بالعودة وتقرير المصير، وذلك في إطار سلام شامل ومتوازن، وحل وسط على قاعدة الشرعية الدولية (القرارات الدولية) أي دولتان على أرض فلسطين. وكان تبريره آنذاك أن شروط إنجاز الهدف الوطني ممثلاً بالتحرير النهائي ليست متوفرة.

■ أما صلاح خلف ( أبو إياد )، عضو اللجنة المركزية لحركة “فتح”، فقد بلور موقف حركته بقوله بأن مطلب لإقامة السلطة الوطنية على قطعة في الأرض الفلسطينية هو مطلب نضالي.

شاهد صلاح خلف في تبرير مسعى “الدولة الفلسطينية المستقلة” 

https://www.tiktok.com/@morad.mostaffa/video/6912077119644290306?_d=secCgYIASAHKAESMgowD%2BWJMR4To00qNhpRb9ftnuixFuSCMCuXPyJO7cN6QxwCjBkVKL2hxq%2FArSlQhVYRGgA%3D&language=en&preview_pb=0&sec_user_id=MS4wLjABAAAAmcTSCG3pgI8RgCHCSWeso9FeqSvs9alyZupLKsn3slhrxMcIe1Bcrd3GIS78abrB&share_app_name=musically&share_item_id=6912077119644290306&share_link_id=93b9dc1c-682b-44fc-a798-431a7a091a1a&timestamp=1609703068&u_code=d2fg6e6l6ggegg&user_id=6611268851437010949&utm_campaign=client_share&utm_medium=android&utm_source=whatsapp&source=h5_m

البرنامج المرحلي: تداعيات ونتائج

■ عُقدت القمة العربية الثامنة سنة 1974 في العاصمة المغربية الرباط (من 26 – 29 نوفمبر 1974)، وشاركت فيها كافة الدول العربية. وللمرة الأولى إعتمدت هذه القمة م.ت.ف. الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني.

■ جاءت قرارات الدورة الثالثة عشر للمجلس الوطني الفلسطيني، القاهرة بتاريخ 12-22 آذار(مارس) 1977م، لتؤكد على مسيرة م.ت.ف. نحو التسوية السياسية، وجاءت أهم قراراتها مؤكدة لهذا النهج، ومنها:

● المادة 14: “أهمية العلاقة والتنسيق مع القوى اليهودية الديمقراطية والتقدمية المناضلة داخل الوطن المحتل وخارجه ضد الصهيونية كعقيدة وممارسة”.

● المادة 15: ” أن المجلس الوطني الفلسطيني، آخذاً بعين الاعتبار الإنجازات الهامة التي تمت على الساحتين العربية والدولية منذ انتهاء الدورة الثانية عشرة للمجلس الوطني الفلسطيني التي استعرض فيها التقرير السياسي المقدم من اللجنة التنفيذية، يؤكد حرصه “على حق منظمة التحرير الفلسطينية في الاشتراك بشكل مستقل ومتكافئ في جميع المؤتمرات والمحافل والمساعي الدولية المعنية بقضية فلسطين، والصراع العربي– الصهيوني بغرض تحقيق حقوقنا الوطنية الثابتة، وهي الحقوق التي أقرتها الجمعية العامة للأمم المتحدة منذ سنة 1974، ولا سيما القرار رقم 3236، مع التشديد على أ ن أية تسوية أو اتفاق يمس حقوق الشعب الفلسطيني، وفي غيابه، باطلة من أساسها”.

رابط: قرارات قرار المجلس الوطني الفلسطيني في دورته الثالثة عشرة التي انعقدت في مدينة القاهرة بتاريخ 12-22 آذار(مارس) 1977م (دورة الشهيد كمال جنبلاط)

https://info.wafa.ps/ar_page.aspx?id=3982

الدورة الثالثة عشر | مركز المعلومات الوطني الفلسطيني (wafa.ps)

أنظر نص القرار 3236 على موقع الأمم المتحدة:

https://www.un.org/ar/ga/63/plenary/A_palestine.shtml

■ شكّل “برنامج النقاط العشر”، في سياق المسيرة نحو التسوية، الجسر الموصل لدورة المجلس الوطني التاسعة عشرة، “دورة الانتفاضة والاستقلال الوطني” التي أعلنت عن الدولة الفلسطينية، والتخلي عن “التهديد بالعنف أو القوة أو الإرهاب”، اي التخلي عن الكفاح المسلح كوسيلة رئيسية في تحرير فلسطين، والاعتراف بقرارت الأمم المتحدة (ومن ضمنها قرار 242 و 338). وفي محصلتها الأخيرة، أدت هذه المسيرة إلى محادثات مدريد في أكتوبر 1991 ومفاوضات أوسلو السرية وإعلان المبادئ في 13 سبتمبر 1993. أنظر ملحق 3

Editor Editor

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *