لماذا تحدث عاهل الأردن عن “إنهيار القانون” في فلسطين؟.. سوليفان حاول ” إنضاج” نتنياهو” وتفاهمات تحت الطاولة..”تسكين” الأزمة بين” المملكة” ويمين إسرائيل: حالة”كمون مريبة” أم نجاح دبلوماسي ؟..الشارع يستقر في “الإرتياب” والمخاوف على”الوصاية” تقلصت لكن الجرح لا يزال مفتوحا
![لماذا تحدث عاهل الأردن عن “إنهيار القانون” في فلسطين؟.. سوليفان حاول ” إنضاج” نتنياهو” وتفاهمات تحت الطاولة..”تسكين” الأزمة بين” المملكة” ويمين إسرائيل: حالة”كمون مريبة” أم نجاح دبلوماسي ؟..الشارع يستقر في “الإرتياب” والمخاوف على”الوصاية” تقلصت لكن الجرح لا يزال مفتوحا](https://alentesharnewspaper.com/wp-content/uploads/2023/01/2023-01-24_06-53-38_892978-417x320-1.jpg)
الإنتشار العربي :دخلت حالة على الصراع بين حكومة اليمين الاسرائيلي والاردن تحت عنوان القدس والمسجد الاقصى وفعاليات الوصاية الهاشمية الى حالة كمون مريبة بالنسبة لبعض الاطراف المعارضة داخليا لكنها دخلت في حالة تسكين دبلوماسية مفيدة ومنتجة و تعيد الاعتبار للوصاية الهاشمية وفقا لتعبيرات مسؤولين بارزين في سلطات القرار الاردني .
و بعد حملة دبلوماسية شرسة اعتبر فيها الاردن ان المسجد الاقصى ودوره في رعاية مقدسات القدس الاسلامية والمسيحية خط احمر لن تسمح المملكة بتجاوزه.
و خف الى حد بعيد وتقلص الحديث الجدالي الشرس والصلب والذي يطرح تساؤلات عن مستقبل الوصاية وطبيعة الدور الاردني في مرحلة الاستفزازات التي اعقبت زيارة الوزير الاسرائيلي ايتمار بني غفير الخطيرة الى المسجد الاقصى .
والتي اعتبرها الاردن زيارة رسمية وزارية مبرمجة ضد الوصاية الهاشمية خلافا لحدث او واقعة منع او اعاقة طريق السفير الاردني في تل ابيب خلال زيارة تفقدية باعتبار الممثل الدبلوماسي للوصي الشرعي.
ودافع الاردن بحرارة عن دوره في رعاية مقدسات القدس.
لكن مجمل ملف القدس دخل في حالة ما وراء الكواليس والستائر الامر الذي يوحي بحسب مصادر مرجعية دبلوماسية غربية بان بعض المعطيات يتم التفاهم عليها تحت عنوان استعادة التهدئة في القدس قدر الامكان وباقصر واسرع الطرق .
ويبدو ان ضغوطا امريكية واوروبية غربية مورست بصلابة خلف الستارة والكواليس على حكومة اليمين الاسرائيلي على مدار الاسبوع الماضي.
و يقف الاردن بطبيعة الحال خلف هذه الضغوط ويستثمر فيها لكن مستوى المخاوف شعبيا لا يزال في السياق الذي يؤدي لطرح تساؤلات عميقة و مريبة عن حجم وملامح وهوية الصراع القائم والازمة الصامتة مع نهاياتها وتداعياتها بين المملكة والحكومة الاسرائيلية حيث وضع اليمين الاسرائيلي ثوابت الاردن في المعادلة الفلسطينية وابرزها تماما القدس و المسجد الاقصى امام اختبار فيه تحديات قاسية .
وتسببت تصرفات اليمين الاسرائيلي بإثارة جملة من التساؤلات والمخاوف والهواجس في الحالة الاردنية النخبوية.
رغم ذلك تشير الكثير من الاوساط الى حصول تفاهمات خلف الستارة وترتيبات من وزن تهدئة الصراع او الخلاف بين الاردن ورئيس وزراء اسرائيل اليميني بنيامين نتنياهو ويبدو ان مستشار الامن القومي الامريكي جاك سوليفان قدم مساهمة فعالة في نقل رسائل بين الطرفين مؤخرا وتأسيس قاعدة صلبة من الضمانات لصالح بقاء الامر الواقع في القدس مما يناسب طبعا الموقف الاردني في التكتيك والاستراتيجية خلافا لانه فتح حوارا او نافذة حوار مع رئيس الوزراء الاسرائيلي وعلى اساس ابلاغه ضمنا بان الادارة الامريكية تحاول التفاهم معه واللقاء في منتصف الطريق ولا تريد او تسعى لاسقاطه او افشال تجربته.
وكان عاهل الاردن الملك عبد الله الثاني قد عبر عن ذلك عمليا وضمنيا في حديث شهير لمحطة سي ان ان تضمن التعبير عن الامل في ان ينضج القادة الحاليون لاسرائيل .
ولا يوجد ادلة او قرائن ولا حتى اردنية من اي صنف تفيد بان مستوى النضج المطلوب حصل اردنيا وامريكيا لكن معركة القدس فتحت المجال امام المعارضة الاردنية للتشكيك بمختلف فصول وبنود العلاقات الاردنية الاسرائيلية.
وهي معركة سكتت او توارت قليلا عن الانظار والاعلام الان ومالت الاجواء الى التهدئة.
لكنها مفتوحة الاحتمالات وقابلة للعودة في اي وقت يخضع فيه نتنياهو حصرا لابتزاز القوة الوصولية المتشددة جدا التي تشارك معها في تشكيل الحكومة تواجه صعوبات البقاء والصمود.
وأغلب التقدير ان جرح القدس والوصاية مفتوح الان وان عمان اختبرت قدرتها الدبلوماسية على تغيير عناوين الخلاف مع الاسرائيليين وكسبت العديد من النقاط .
لكن النقاط الموجودة في جعبة العاصمة الاردنية لا تبدو مضمونة الى المطلق والانطباع داخل مؤسسات القرار عمليا يشير الى ان الحاجة ملحة بعد الان تماما لمقاربة أشمل وأعمق في مسالة وملف القضية الفلسطينية تجنبا لحصول انتفاضة مسلحة جديدة او تجنبا لانفلات الوضع القائم في الضفة الغربية المحتلة وتجنبا ايضا لانهيار القانون وهو تعبير استخدمه قصدا العاهل الاردني في مخاطبة المجتمع الدولي عبر محطة سي ان ان