لازاريني ينتقد نظام توزيع المساعدات الأميركي الإسرائيلي في غزة ويصفه بـ”جريمة حرب”

واشنطن – سعيد عريقات
أدان المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، فيليب لازاريني، آلية توزيع المساعدات الأميركية الإسرائيلية “القاتلة” في غزة، حيث يُعاني أكثر من مليوني شخص من الجوع في أنحاء القطاع المحاصر.
وفي منشور على موقع X الأربعاء، أشار لازاريني إلى أن حياة الفلسطينيين “انخفضت قيمتها بشكل كبير”، حيث قُتل المئات عند نقاط تفتيش توزيع المساعدات.
وقال: “أصبح إطلاق النار وقتل الناس اليائسين والجوعى أمرًا روتينيًا الآن، بينما يحاولون الحصول على القليل من الطعام من شركة مكونة من مرتزقة”.
واتهمت الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة مؤسسة غزة الإنسانية (GHF)، المدعومة من الولايات المتحدة وإسرائيل، والتي توظف عمال أمن ولوجستيات أمريكيين خاصين، بعسكرة المساعدات الإنسانية.
وأضاف رئيس الأونروا: “إنه نظام أعرج، من العصور الوسطى، وقاتل، يُلحق الأذى بالناس عمدًا تحت ستار “المساعدات الإنسانية” بالأكاذيب والخداع والقسوة”.
“إن دعوة الناس إلى الموت جوعًا جريمة حرب. يجب محاسبة المسؤولين عن هذا النظام. هذا عار ووصمة عار في ضميرنا الجماعي”.
وحث لازاريني على “إعادة إرساء المبادئ الإنسانية”، مضيفًا أنه يجب السماح للخبراء بدخول قطاع غزة لتقديم المساعدة.
واتهمت جماعات حقوق الإنسان الحكومة الإسرائيلية باستخدام التجويع كسلاح حرب، حيث يموت الفلسطينيون – بمن فيهم الأطفال – من مضاعفات الجوع.
ومع ذلك، أصبحت مواقع توزيع المساعدات خطرًا أكبر من المجاعة، وفقًا لأهالي غزة.
,ارتكب جيش الاحتلال الإسرائيلي يوم الخميس مجازر جديدة بحق المدنيين في قطاع غزة، أسفرت عن استشهاد 75 فلسطينيا، 53 منهم بمدينة غزة وشمالي القطاع، وفق ما أفادت به مصادر طبية.
وقالت hgمصادر hgطبية إن 22 من الشهداء من منتظري المساعدات، مشيرة إلى أن مستشفيي العودة وشهداء الأقصى استقبلا 16 شهيدا وعشرات المصابين جراء إطلاق جيش الاحتلال الرصاص وقنابل على منتظري مساعدات قرب مركز توزيع بمحيط محور نتساريم.
وأفاد شهود عيان بأن قوات الاحتلال المتمركزة بمحيط محور نتساريم فتحت نيران رشاشاتها اتجاه مئات الشبان الذين تجمعوا انتظارا لفتح مركز المساعدات الأميركي.
ويذهب المواطنون الفلسطينيون للحصول على الطعام، لكنهم لا يعرفون أبدًا ما إذا كنت سيعودون أحياء، وباتو يصفون مراكز “مؤسسة الإغاثة الإنسانية العالمية” بأنها “موقع إعدام”.
ومع ارتفاع عدد القتلى من طالبي المساعدة، ازداد الوضع الإنساني في قطاع غزة سوءًا. وأدان الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، استمرار إسرائيل في قتل طالبي الإغاثة في قطاع غزة، محذرًا من أن احتياجات الفلسطينيين في القطاع المحاصر “لا تزال دون تلبية”.
وكان قد صرح المتحدث باسم الأمم المتحدة، فرحان حق، في مؤتمر صحفي يوم الثلاثاء (17/6/25) بأن الأمين العام للأمم المتحدة “يواصل الدعوة إلى إجراء تحقيق فوري ومستقل في جميع هذه التقارير، وإلى محاسبة المسؤولين”.
وشدد حق على أن إسرائيل “تتحمل التزامات واضحة بموجب القانون الإنساني الدولي” لتسهيل الإغاثة الإنسانية الكافية.
ووفقًا لوكالة الأونروا، فإن القطاع الصحي في القطاع المحاصر يمر بـ”وضع حرج”، حيث نفد 45% من الإمدادات الأساسية.
وحذرت الوكالة من أن “ربع الكمية المتبقية تقريبًا قد ينفد خلال ستة أسابيع”، مضيفةً أن الأدوية الحيوية ومشتقات الدم قد استنفدت بالكامل تقريبًا.
وفي الوقت نفسه، أشارت وزارة الصحة في غزة إلى أن الجيش الإسرائيلي يمنع المنظمات الدولية من تقديم مساعدات الوقود للمستشفيات، بحجة أن المناطق التي تعاني من نقص الوقود تقع ضمن المناطق الحمراء التي حددتها إسرائيل.
وأمر جيش الاحتلال الإسرائيلي بعمليات إخلاء قسري في جميع أنحاء قطاع غزة، مُصنّفًا المناطق الحمراء “مناطق قتال خطرة”.
وحذرت الوزارة من أن عرقلة مساعدات الوقود “تُهدد بوقف العمليات” في مراكز الرعاية الصحية التي تعتمد على المولدات الكهربائية.
وأضافت الوزارة أن “كمية الوقود في المستشفيات تكفي لثلاثة أيام فقط”.
وفي منشور سابق هذا الأسبوع، قال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، إنه لأكثر من مئة يوم، لم يدخل أي وقود إلى قطاع غزة، مع رفض محاولات استعادة المخزونات من المناطق الحمراء.
وحذر من أن “هذا يدفع النظام الصحي إلى حافة الانهيار”.