كي لا يهوي الدين الجهادي إلى حضيض الدين السياسي!

  • كلام حامض/موجع لكن مضيئ

عادل سماره

لم أتعوَّد التقرب من أحد، ولن أفعل في الثمانين إلا في حدود قناعتي العروبية، فالاقتراب من الوطن فقط لأننا من ترابه وإليه. وأرجو المعذرة، فانا حذر وأُحّذِر من المهللين والمحمسين المتحمسين لصالح هذا الحزب الحركة النظام أو ذاك وغالباً بأجر لأنهم لن ينقدوا اي خلل ولا حتى عيباً في من يُقدِّسون ولذا يضعون تظليلاً يحول دون النظر لليوم التالي!.

خطر لي التالي بعد أن ذكرني صديق عزيز ووفِيْ برحيل الحكيم يوم 26من هذا الشهر عام 2008.​

إن مناهضة التطبيع والمقاطعة مع الثلاثي:

فكتبت:
لو كان عيسى المسيح، وعيسى العوَّام وجول جمال، وجورج حبش ووديع حداد وقسطنطين زريق أحياءً وطلبوا عضوية أية حركة م.ق.ا.و.م.ة تسمي نفسها إسلامية فقط وتتحاشى إضافة عربية سواء في فلسطين، لبنان، العراق، اليمن، أو غيرهن إن وُجدت فهل سيُقبلون!

إذا كانت هذه الحركات تناضل من أجل الوطن وليس الإيديولوجيا فلماذا تتحاشى كلمة “عربية”، أليست هذه الأقطار عربية!
نعم، أنا أتابع كل كلمة وأدقق فيها وهذا واجب عالٍ من أجل المستقبل كي لا يكون الوطن لدين واحد بل للعروبة.
بعض هذه القوى يقول:” إنني أطالب دول العالم بالوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني” ممتاز، إذن دول العالم تشمل الدول العربية والإسلامية.
ثم يقول “إن الدول العربية لم تقم بدورها لإدخال الدواء والغذاء لغزة” ويضيف مفردات أقسى! نعم صحيح. ولكن هل قامت بذلك الدول الإسلامية؟ فلماذا لا تذكر يا طيب العرب إلا للنقد والإهانة مع ان التقصير ايضاً إسلامي! ألا تلاحظ أن خطابك إيديولوجي بالمعنى السالب لتعريفها كما يقول ماركس؟ إذا كنت لا تلاحظ أو تلاحظ وتفعل قصدا، يصبح عليَّ أن أوضح هذا للناس.
الأنظمة العربية وليست الدول العربية يجب سحقها، هذا تحصيل حاصل وحساب تأخر طويلاً، ولكن ذكر العرب بالسالب وفقط أمر نخاف منه غداً بحيث نُقاد لنصبح مستمرة لإسلامٍ ما!
لماذا؟
لأن تربية أجيال على إهانة العرب تشمل الشعب العربي، كما أن شتم الأنظمة العربية نظراً لموقفها وحتى لوجودها الخادم للإمبريالية، وهذا صحيح، ولكن نفس الوصف ينطبق على الأنظمة الإسلامية، فلماذا تخصيص العرب بالإهانة!  تخصيص يصل حد التطريب، وهذا خطير ذات يوم قادم.
إن من يقاتل هو مسؤول عن خطابه أيضاً اليوم وغداً. فإذا كان القتال والنضال تربية للمستقبل فإن الخطاب تربية ايضاً.
لماذا لا يُقال لجميع هذه الأنظمة العربية والإسلامية: أمَّا وأنتم لا تقومون بقطع العلاقات مع عشرات الدول التي تقاتل غزة وتدعم الكيان، ولا تقاطعوا منتجاتها ولا تسمحوا للشعب بقتالها بحرب الشعب…الخ، إذن أعلنوها بوضوح: “فلسطين لا تعنينا”.

·       الكيان

·       والغرب داعم الكيان

·       والصهيونية العربية

هي واجبات كان يجب تبنيها منذ قرن وليس خلال العدوان على غزة. فأين هي الدولة العربية أولاً والإسلامية ثانياً التي فعلت هذا، بل بعض هذا، اليوم وغزة تُباد؟

كل حاكم او حزبي أو مثقف أو محلل لا يقاتل لتطبيق هذا المطلب الثلاثي إنما يقول للكيان: “أسرع في الإبادة لنخفي جثة غزة كي لا يبقى عارنا على الشاشات فقد تنفجر فينا الجماهير”. وأنا اقول لكم ولهم ستنفجر.  نعم حديثي هذا من أجل اليوم التالي.

ملاحظة: ذات يوم عام 2000 كتب “فتى المحرقة” يهزأ من دعوتي للمقاطعة ومناهضة التطبيع مع الثلاثي ثم تبناه بعد عشرين عاماً!

✺ ✺ ✺

Al Enteshar Newspaper

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *