قُبلات وعناق ومشاهد “مخلة” في رمضان.. مسلسل “رحمة” يثير غضب المغاربة

حظي المسلسل الدرامي “رحمة” الذي تبثه قناة “ام بي سي المغرب” باهتمام واسع من الجمهور المغربي والعربي، حيث نجح في تصدر نسب المشاهدة بفضل قصته التي تطرح قضايا اجتماعية حساسة. غير أن هذا النجاح لم يكن خاليًا من الجدل، إذ تعرض صناع العمل لانتقادات حادة بسبب بعض المشاهد التي اعتبرها الجمهور “جريئة” أكثر من اللازم، مما أثار موجة من النقاش الحاد حول حدود الجرأة في الدراما المغربية.
جرأة غير معتادة في الدراما المغربية؟
منذ عرض حلقاته الأولى، لفت “رحمة” الأنظار بسبب تناوله لقضايا حساسة مثل الخيانة الزوجية، التحرش، و”الجنس مقابل العمل”، وهي مواضيع واقعية لكن طرحها في الدراما أثار جدلًا واسعًا. واعتُبرت بعض مشاهده، خاصة بين كريمة غيث وهيثم مفتاح، تجاوزًا للخطوط الحمراء، ما أثار استياء الجمهور المغربي، الذي عبّر عن صدمته من بعض التصرفات غير اللائقة التي جمعتهما، وسط مخاوف من تكريس صورة نمطية سلبية عن المرأة المغربية.
تأثير المسلسل على صورة المرأة المغربية
عرض المسلسل على قناة “MBC 5″، التي تستهدف جمهورًا واسعًا في المغرب والعالم العربي، أثار تساؤلات حول تأثير هذه المشاهد على الصورة النمطية للمرأة المغربية. فبينما يرى البعض أن العمل يسلط الضوء على مشاكل اجتماعية حقيقية، يعتبر آخرون أن الجرأة المفرطة قد تساهم في تعزيز صورة نمطية سلبية، خاصة لدى الجمهور الأجنبي.
هل تجاوز “رحمة” الخطوط الحمراء؟
أحد أكثر المشاهد إثارة للجدل كانت تلك التي جسدت ظاهرة “الجنس مقابل العمل” من خلال شخصية “نور” التي تؤديها الفنانة ريم فكري. المشهد الذي عرض هذه الظاهرة بطريقة مباشرة، أثار تساؤلات حول مدى ضرورة إظهاره بهذا الشكل في سياق درامي، خاصة أن بعض النقاد يعتبرون أن مثل هذه القضايا يمكن طرحها بأسلوب أكثر رمزية دون الحاجة إلى مشاهد صريحة.
كان الجمهور المغربي يتوقع من الفنان هيثم مفتاح أداءً يحترم الذوق العام والتقاليد المحلية، إلا أن بعض المشاهد التي ظهر فيها في “رحمة”، خاصة خلال الشهر الفضيل، أثارت استياء العديد من المتابعين. فقد رأى البعض أن هذه المشاهد تجاوزت القيم المتعارف عليها، معتبرين أنها مخلة بالحياء، مما شكّل صدمة لمن كانوا ينظرون إليه بعين الاحترام والتقدير، قبل أن يفاجئهم بمحتوى وصفه البعض بالسيئ، في وقت يُقدّس فيه المجتمع المغربي خصوصية شهر رمضان.
الفن بين الجرأة والالتزام المجتمعي
هل ينبغي للدراما أن تنقل الواقع كما هو، أم أن هناك ضوابط لا يجب تخطيها حفاظًا على القيم والذوق العام؟ الجدل الذي أثاره “رحمة” يعكس تساؤلات أعمق حول مستقبل الدراما المغربية وحدود الجرأة المقبولة في ظل التحولات الاجتماعية والثقافية المتسارعة.