قتلى ودمار في قصف روسي عنيف على”دونيتسك” وضغوط هائلة على جوتيريش لفحص الطائرات المُسيرة التي تستخدمها موسكو.. وشولتس يؤكد تراجع التهديد باستخدام السلاح النووي
![قتلى ودمار في قصف روسي عنيف على”دونيتسك” وضغوط هائلة على جوتيريش لفحص الطائرات المُسيرة التي تستخدمها موسكو.. وشولتس يؤكد تراجع التهديد باستخدام السلاح النووي](https://alentesharnewspaper.com/wp-content/uploads/2022/12/2022-12-08_06-28-26_047468.jpg)
الإنتشار العربي :أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في خطابه المصور الليلي مساء الأربعاء أن عشرة أشخاص قتلوا وأصيب آخرون ، في هجوم روسي على مدينة كوراخوف في دونيتسك أوبلاست، حسبما أفادت صحيفة كييف إندبندنت عبر حسابها عى تويتر.
وأضاف زيلينسكي أن الهجوم استهدف سوقا ومحطة حافلات ومحطات وقود ومبنى سكنيا.
من ناحية أخرى قال زيلينسكي إن القوات الأوكرانية حررت 1888 تجمعا منذ 24 شباط/ فبراير الماضي ، “بينما لا تزال العديد من البلدات والقرى ترزح تحت وطأة الاحتلال الروسي”.
إلى ذلك قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش إن المنظمة تدرس “المعلومات المتاحة” بشأن الاتهامات الموجهة لإيران بتزويد روسيا بطائرات مسيرة.
يأتي ذلك في الوقت الذي يواجه فيه جوتيريش ضغوطا من الغرب لإرسال خبراء إلى أوكرانيا لفحص الطائرات المسيرة التي تم إسقاطها.
وتقول روسيا إن جوتيريش لا يملك تفويضا لإرسال خبراء من الأمم المتحدة إلى أوكرانيا للتحقيق في أصل الطائرات المسيرة. وتنفي إيران إمداد موسكو بتلك الطائرات ونفت روسيا استخدام قواتها طائرات مسيرة إيرانية لمهاجمة أوكرانيا.
واتهمت كييف موسكو باستخدام طائرات مسيرة لضرب البنية التحتية للطاقة وأهداف أخرى خلال الصراع المستمر منذ أكثر من تسعة أشهر.
وتقول بريطانيا وفرنسا وألمانيا والولايات المتحدة وأوكرانيا إن إمداد روسيا بطائرات مسيرة إيرانية ينتهك قرار مجلس الأمن الدولي لعام 2015 الذي صدق على الاتفاق النووي الإيراني. ويقدم جوتيريش تقريرين سنويا إلى المجلس بشأن التنفيذ.
وفي تقرير لمجلس الأمن بتاريخ يوم الثلاثاء، اطلعت عليه رويترز، قال جوتيريش عن الاتهامات المتعلقة بالطائرات المسيرة إن “الأمانة العامة تدرس المعلومات المتاحة. وسيتم إبلاغ مجلس الأمن بأي نتائج، حسب الاقتضاء، وفي الوقت المناسب”.
وكتبت كل من بريطانيا وألمانيا وفرنسا إلى جوتيريش هذا الأسبوع تطلب تحديثا بشأن خطط إرسال خبراء من الأمم المتحدة إلى أوكرانيا، وفقا لخطابات اطلعت عليها رويترز. وكتبت روسيا أيضا مرتين إلى جوتيريش ردا على ذلك، واتهمت الدول الثلاث بانتهاك ميثاق الأمم المتحدة من خلال محاولة التأثير على الأمين العام.
ورفض المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوجاريك التعليق عندما سئل عما إذا كان من المقرر أن يزور خبراء من المنظمة أوكرانيا.
وأثناء إعداد التقارير لمجلس الأمن بشأن قرار عام 2015، سافر خبراء من الأمم المتحدة لفحص الأدلة. كما سافروا بعد عام 2017 لتفقد بقايا صواريخ باليستية أطلقت على السعودية.
وفي ذات السياق اعتبر المستشار الألماني أولاف شولتس في مقابلة نشرت الخميس أنّ خطر لجوء موسكو إلى السلاح النووي في غزوها لأوكرانيا تضاءل لأنّ المجتمع الدولي “رسم خطاً أحمر” لروسيا على هذا الصعيد.
وقال شولتس في مقابلة مع وسيلتي إعلام هما “فونكي” الألمانية و”ويست فرانس” الفرنسية إنّ “أمراً واحداً تغيّر في الوقت الراهن: لقد توقّفت روسيا عن التهديد باستخدام السلاح النووي”.
وعزا المستشار الألماني هذا التراجع إلى واقع أنّ المجتمع الدولي، ومن ضمنه الصين، “رسم خطاً أحمر” لموسكو بشأن تهديدها هذا.
وعن مخاطر حدوث تصعيد نووي في النزاع الدائر في أوكرانيا، قال شولتس “في الوقت الحالي، لقد أوقفنا ذلك”.
وبالنسبة إلى المستشار الألماني فإنّ الزيارة التي قام بها مؤخّراً إلى بكين، حيث التقى خصوصاً الرئيس الصيني شي جينبينغ، ساهمت في كبح جماح التهديدات الروسية باستخدام السلاح الذري.
وقال “خلال زيارتي إلى بكين، أعلنّا سوياً أنا والرئيس الصيني شي أن الأسلحة النووية لا ينبغي أن تُستخدم. وبعيد وقت قصير من ذلك، أعادت دول مجموعة العشرين التأكيد على هذا الموقف”.
وردّاً على سؤال بشأن الجدل الذي أثاره الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أخيراً بطرحه مسألة تقديم “ضمانات” أمنية لروسيا لإنهاء النزاع في أوكرانيا، أقرّ شولتس بأنّ البناء الأمني الأوروبي سيكون حتماً محور نقاش في نهاية المطاف.
وقال المستشار الألماني إنّ “الأولوية هي أن تضع روسيا فوراً حدّاً للحرب وتسحب قواتها. صحيح أنّ السؤال التالي سيكون كيف يمكننا ضمان أمن أوروبا”.
وأضاف “نحن بالطبع مستعدّون لأن نناقش مع روسيا مسألة الحدّ من التسلّح في أوروبا. سبق لنا وأن اقترحنا هذا الأمر قبل الحرب، وهذا الموقف لم يتغيّر”.
وبعد تهديدات عديدة صدرت عن مسؤولين روس في الأشهر الماضية، ألمح بوتين الأربعاء إلى أنّ بلاده لن تستخدم السلاح الذرّي إلا إذا تعرّضت لهجوم نووي.
وقال الرئيس الروسي “نعتبر أسلحة الدمار الشامل، السلاح النووي، بمثابة وسيلة دفاع. (استخدامها) يستند إلى ما نسميه +الضربة الانتقامية+، أي أنّنا إذا ضُربنا نضرب ردّاً على ذلك”.
لكنّ بوتين حذّر في الوقت نفسه من أنّ “خطر اندلاع حرب نووية يتزايد” نظراً للمواجهة بين روسيا والغرب بشأن أوكرانيا، محمّلاً الأميركيين والأوروبيين المسؤولية عن ذلك.