قاسم: تردنا تقارير عن رغبة النظام السوري الجديد للعبث بوضع لبنان وما جرى بسوريا خسارة لمحور المقاومة وغزة

نعيم قاسم
قال الأمين العام لـ “حزب الله” اللبناني، نعيم قاسم، إن “الأحداث التي جرت في سوريا العام الماضي، كانت خسارة لمحور المقاومة”، مؤكدا أن سوريا كانت طريق دعم عسكري.
وأشار قاسم، في حوار مع قناة “الميادين”، إلى أن “ما جرى في سوريا أثّر على غزة، لأن النظام السوري بالصيغة التي كان فيها كان داعماً للمقاومة، وكان طريقاً لها، وكان هناك فلسطينيون فيه يرسلون للمقاومة، وكان عنده تسهيلات، لكن سقط هذا النظام، وبالتالي توقّف دور سوريا، وكل المحور خسر شيئاً ما”.
وتعليقاً على ما يُقال عن إمكانية استغلال النظام السوري الجديد ضد “حزب الله”، قال الشيخ قاسم: “لنا حق أن نفكر بطريقة حذرة، لأنّه تصلنا تقارير من بعض الدول الأجنبية والعربية أن فكرة كهذه موجودة، وأن هناك من يرغب في أن يكون للنظام السوري الجديد وظيفة للعبث في الوضع اللبناني”.
وأوضح أن “حزب الله لا علاقة له بالوضع الداخلي السوري بعد أن حصل هذا التطوّر في البلاد”، متمنياً أن “يستطيعوا إقامة نظام مستقل مترابط تتمثّل فيه كل الجهات والقوى، وأن يكون هذا النظام في وجه إسرائيل، لأن إسرائيل عدو لهم كما هي عدو للكل”.
وأضاف قاسم: “إلى الآن نحن لا نستطيع أن نقرأ مستقبل سوريا بشكل واضح، بعد الذي حصل من اغتيالات وقتل عدة آلاف على يد جماعات لها علاقة بالنظام، الأمر الذي يشكّل خطراً كبيراً”.
وشهدت الأسابيع الماضية تصاعدا لافتا في التقارير التي تتحدث عن اتصالات مباشرة بين سوريا وإسرائيل، والتي خرجت من دائرة التسريبات إلى التصريحات شبه الرسمية، خصوصا بعد أن أعلن رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي، تساحي هنغبي، عن إشرافه الشخصي على حوار سياسي وأمني مباشر مع الحكومة السورية.
وفي وقت سابق، نقلت وسائل إعلام عن مصادر سورية “مطلعة”، تأكيدها أن “الجانبين بصدد توقيع اتفاق سلام قبل نهاية عام 2025، يتضمن انسحابا تدريجيا من الأراضي التي احتلتها إسرائيل بعد التوغل في المنطقة العازلة، في 8 كانون الأول/ ديسمبر 2024، بما في ذلك قمة جبل الشيخ، إحدى أهم النقاط الاستراتيجية في الجولان”.
وكان استبعد مسؤولون إسرائيليون موافقة الرئيس السوري للمرحلة الانتقالية أحمد الشرع على توقيع اتفاق سلام مع تل أبيب من دون انسحاب كامل من هضبة الجولان المحتلة، معتبرين أن مطالب دمشق المتعلقة بالانسحاب لا تزال تمثل عقبة رئيسية أمام التوصل إلى تفاهم نهائي بين الجانبين.
كما نقلت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية عن مسؤولين بارزين أن المحادثات الجارية حاليا تتركز على التوصل إلى اتفاق أمني وليس معاهدة سلام، ويجري بحثها بوساطة إقليمية ودولية، وسط انخراط غير معلن من الولايات المتحدة التي تتابع سير التفاوض وتشارك عبر قنوات خلفية.
فيما نقلت وسائل إعلام عربية عن مصادر قريبة من الحكومة السورية، أنها تطالب بوقف الاعتداءات الإسرائيلية داخل الأراضي السورية والعودة إلى اتفاق فصل القوات لعام 1974، في حين تسعى إسرائيل إلى إنشاء منطقة عازلة. ورجحت المصادر أن يتم التوصل إلى اتفاقية أمنية جديدة تمهّد لاتفاق سلام شامل في المستقبل.
وأكدت المصادر أن سوريا، بوصفها دولة “وليدة”، غير مهيأة في الوقت الراهن لتوقيع اتفاق سلام دائم، مشيرة إلى أن الخيار الواقعي يتمثل في اتفاق أمني معدل أو العودة إلى اتفاق عام 1974، في ظل استمرار الرفض الشعبي، وإن كان بدرجة أقل وضوحا، إلى جانب التحديات الداخلية المعقدة، ووجود تيارات متطرفة وفصائل مسلحة خارج سلطة الدولة تعارض مبدأ السلام مع إسرائيل.