قائد الاستخبارات العسكريّة: نتنياهو لم يعد عقلانيًا وهذا يفسر كلّ شيءٍ والأضرار التي لحقت بالاقتصاد وتماسك المجتمع مأساوية ونُدرِك خطر فقدان الدعم الأمريكيّ القويّ

 قائد الاستخبارات العسكريّة: نتنياهو لم يعد عقلانيًا وهذا يفسر كلّ شيءٍ والأضرار التي لحقت بالاقتصاد وتماسك المجتمع مأساوية ونُدرِك خطر فقدان الدعم الأمريكيّ القويّ

الإنتشار العربي :قال رئيس المخابرات العسكرية السابق الجنرال (احتياط) تامير هايمان إنّه لم يعد يثق في حكم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بشأن المسائل الأمنية بعد محاولته إقالة يوآف غالانط من منصب وزير الأمن، مُشدّدًا على أنّ بعض الأضرار التي لحقت بالاقتصاد وتماسك المجتمع في إسرائيل، وعلاقاتها مع الولايات المتحدة، الناتجة عن مساعي الحكومة المتوقفة منذ ذلك الحين لإصلاح النظام القضائي، قد يكون لا رجوع فيها.
وفي مقابلة مع موقع (زمان يسرائيل) الإخباريّ-العبريّ قال هايمان إنّه ليس لديه تفسيرًا منطقيًا لسلوك نتنياهو الأخير، وأعرب عن أسفه “لعدم اليقين بعد عدم اليقين” في الأسابيع الأخيرة بينما تهز المظاهرات الحاشدة ضد الإصلاح القضائي الدراماتيكي البلاد، مُشيرًا إلى أنّه لا يوجد لديه أيّ تفسيرٍ منطقيٍّ لإقالة غالانط، علمًا أنّ نتنياهو قرر بعد عدّة أسابيع التراجع عن إقالة وزير الأمن.
ورأى أنّها حالة من عدم اليقين بعد عدم اليقين بعد عدم اليقين، وعندما أحاول أنْ أفسّر منطق هذا السلوك، يتبادر إلى الذهن احتمالان: أولاً، نتنياهو لم يعد عقلانيًا، وهذا يفسر كلّ شيءٍ. ثانيًا، لدى نتنياهو شيء مهم جدًا لتحقيقه لدرجة أنّه مستعد لتقبل كلّ شيءٍ، بما في ذلك الإحراج السياسيّ وعدم الاستقرار الداخلي والأزمة الاقتصادية وتدهور الوضع الأمنيّ”.
علاوة على ذلك، شدّدّ هايمان على أنّه على مدى الأشهر القليلة الماضية، تضررت عدة ركائز أساسية للأمن القوميّ الإسرائيليّ بالفعل، على الأرجح للمدى البعيد.
وكان هايمان قد قدّم تقريرًا لمعهد دراسات الأمن القوميّ حذّر فيه من أنّ خطط حكومة نتنياهو لإصلاح القضاء يمكن أنْ تؤدّي إلى تقويض الديمقراطيّة وتضع إسرائيل في مسارٍ تصادميٍّ مع الولايات المتحدة وربّما تعرض العلاقات الاستراتيجية الحاسمة مع أكبر حليفٍ لها للخطر، كما حذر من أنّ الاستقطاب المتزايد في البلاد يمكن أنْ يكون له تأثير ضار بشكلٍ كبيرٍ على أمن إسرائيل، على حدّ تعبيره.
وفي مقابلته مع موقع (زمان يسرائيل)، حذر هايمان من أنّ “الخلاف داخل الجيش الإسرائيليّ الناجم عن عملية الإصلاح الشامل هو صدمة ستترك بصماتها لفترة طويلة، وأعتقد أنّنا اقتربنا من نقطة اللاعودة، وستبقى الشقوق والانقسامات الداخليّة وعدم التماسك داخل الوحدات”، طبقًا لأقواله.
كما حذّر القائد العسكري السابق من أنّ العلاقات مع الولايات المتحدة قد تتزعزع. وقال إنّه على الرغم من التزام واشنطن تجاه إسرائيل وأمنها، بغضّ النظر عن الإدارات المختلفة، إلّا أنّ الأحداث الأخيرة، خاصّةً بعد انتقادات الرئيس الأمريكي جو بايدن القوية للإصلاح القضائي المخطط له، قد تجعل واشنطن تشكك في المسار القادم.
وتابع: “نحن ندرك منذ فترة طويلة أنّ هناك، على المدى الطويل، خطر فقدان الدعم الأمريكي القوي. ليس بالضرورة بسبب الأشياء التي تعتمد علينا، ولكن بسبب العمليات الأمريكية الداخلية. ما فعلناه الآن هو تسريع هذه العملية بطريقة مهمة للغاية”، حذّر القائد السابق لشعبة الاستخبارات العسكريّة في جيش الاحتلال.
وقال هايمان، الذي يُدير اليوم مركز بحوث الأمن القوميّ، التابِع لجامعة تل أبيب، إنّ القيم المشتركة بين الولايات المتحدة وإسرائيل هي الآن موضع تساؤل. “لا يمكنهم الاستمرار في هذا الطريق. لقد أوضحت ذلك. آمل أنْ يعمل رئيس الوزراء للتوصل إلى حلٍّ وسطٍ حقيقيٍّ، لكن هذا لم يتضح بعد”، وفق تعبيره.
يُشار إلى أنّه حتى اللحظة، بعد مرور أربعة أشهرٍ على تشكيل بنيامين نتنياهو حكومته السادسة، لم يقُمْ البيت الأبيض، كما كان معهودًا، بتوجيه دعوةٍ لرئيس الوزراء لإجراء اللقاء التقليديّ مع الرئيس الأمريكيّ في البيت الأبيض، على الرغم من المحاولات الإسرائيليّة المتكررة للحصول على دعوةٍ.

Editor Editor

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *