في ذكري رحيل عالم عظيم: حامد ربيع أكبر منظري العلوم السياسية العرب … المنسيين!!

 في ذكري رحيل عالم عظيم: حامد ربيع أكبر منظري العلوم السياسية العرب … المنسيين!!

د. رفعت سيد أحمد

موقع “كنعان”

النشرة الإلكترونية (kanaanonline.org)

د. رفعت سيد أحمد

في مثل هذه الايام قبل ثلاثة وثلاثين عاما (9 سبتمبر 1989) رحل عن دنيانا واحد من أعظم العقول السياسية في مصر والامة العربية. رحل في صمت ومرت خلف موته عشرات السنين دون تقدير أو ذكر ..إنه أستاذ أساتذة العلوم السياسية في مصر…العالم الكبير الاستاذ الدكتور حامد ربيع (ولد في 24-4-1924)..كان حامد ربيع أحد أهم منظري الفكر السياسي العرب وأحد أبرز من درس وعلم وفهم  الصراع العربي الصهيوني وكانت ولا تزال كتبه مرجعا في فهم  نشأة إسرائيل وآليات صناعة القرار السياسي  بداخلها  ..كان لى ، ولجيلى، حظ التعلم فى مدرسة (حامد ربيع) للعلوم السياسية فنحن حين دخلنا كلية الاقتصاد والعلوم السياسية جامعة القاهرة فى العام 1974 كان اسم العلامة الدكتور /حامد ربيع ملء السمع والبصر ، فهو الفقيه فى الفكر السياسي الإسلامي وهو العالم والمؤرخ القدير فى فهم طبيعة الصراع العربي الصهيوني، وآليات صنع القرار فيه وهو استاذ العلوم السلوكية والدراسات والحاصل على عدة درجات علمية فى هذا الفروع من الدراسات، على المستوى الدولى (حصل علي خمس درجات للدكتوراة(حصل من جامعة روما على شهادة الدكتوراه في علم الاجتماع التاريخي، والدكتوراه في فلسفة القانون، والدكتوراه في العلوم النقابية، وحاز درجة “الأستاذية” في القانون الروماني، وحصل من جامعة باريس على الدكتوراه في العلوم القانونية، ثم الدكتوراه في علوم السياسية، وحاز درجة “الأجريجاسيون” المرموقة من الجامعات الفرنسية) وهو فوق كل هذا العلم  وقبله استاذى واستاذ اجيال من الخبراء والعلماء والكتاب والباحثين فى الفكر العربى المعاصر الذين  تتلمذوا على يديه حتى لحظات رحيله الدرامى عن عالمنا عام 1989؛- بعد نشره لدراستين خطيرتين فى صحافة ذلك الزمان الاولى (عن اختراق العقل المصري) فى الاهرام الاقتصادى والثانية عن (الحرب القادمة بين العرب وإسرائيل) فى صحيفة الوفد وإثر وفاته اثيرت  شائعة ان الدراسة الاخيرة كانت سبباً فى وفاته لما تضمنته من اسرار مذهلة عما تخطط له إسرائيل وما لديها من أسلحة متقدمة وتفاصيل ووثائق التوطؤ الرسمى العربى معها؛ الامر الذى ادى الي  موته وهى شائعة نحسبها غير صحيحة وإن ظل العداء الاسرائيلي للرجل حقيقة ثابتة تؤكدها الوثائق وتؤكدها السيرة العطرة المجاهدة لعالمنا وشيخنا الاستاذ الدكتور حامد ربيع

*****  *****                                                                                                    

ومن المناصب التي تقلدها د. حامد ربيع أنه عام 1961م عمل مساعدا للمستشار الشخصي العلمي للرئيس جمال عبد الناصر. وفي عام 1979م عمل  مدير لمعهد البحوث والدراسات العربية ببغداد  ولاحقا  صار    أستاذ ورئيس قسم العلوم السياسية في جامعة القاهرة.

وعمل كأستاذ خارجي في جامعات الخرطوم، وبغداد، وروما، وباريس، وجامعات دمشق والجزائر والكويت وجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية وجامعة ميتشيجان الأمريكية.

قام بإنشاء مركز الدراسات الإنمائية في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية في جامعة القاهرة وأشرف على إنشاء المعهد الدبلوماسي التابع لوزارة الخارجية المصرية

ومن أهم مؤلفاته:

    -مدخل في دراسة التراث السياسي الإسلامي.

   – إطار الحركة السياسية في المجتمع الإسرائيلي.

   – مصر تدخل عصر النفايات الذرية.

   – الثقافة العربية بين الغزو الصهيوني وإرادة التكامل القومي.

    -اتفاقيات كامب ديفيد، قصة حوار بين الثعلب والذئب.

    -الاستعمار والصهيونية وجمع المعلومات عن مصر.

   – من يتحكم في تل أبيب؟

    -النموذج الإسرائيلي للممارسة السياسية.

   – نظرية الامن القومي والتطور المعاصر للتعامل الدولي في منطقة الشرق الأوسط، دار الموقف العربي 1984م.

   – سلوك المالك في تدبير الممالك – تحقيق.

   – نحو ثورة القرن الواحد والعشرين: الإسلام والقوى الدولية.

   – التجديد الفكري للتراث الإسلامي وعملية إحياء الوعي القومي.

   – التعاون العربي والسياسة البترولية المعاصرة. هذا وقد قدّم أكثر من 45 كتابًا وكتب أكثر من 350 دراسة منشورة باللغات العربية والإنجليزية والفرنسية والإيطالية واللاتينية

    كما كان له في نهاية أيامه مقالات مهمة للغاية ومثيرة للجدل في مجلة الاهرام الاقتصادي وجريدتي الأهرام والوفد ونشرت دار الشروق الدولية بمصر مجلدين كبيرين يضمان بعض أعمال الدكتور حامد ربيع، مما لم ينشر من قبل وذلك بجهود تلاميذه في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بالقاهرة.                                                                         *********

هذا ونتذكر أنه في آخر مقالاته التي عنونها بـ”سوف أظل عربيًا”، أشار د. حامد ربيع وبعبقرية المفكر الذي ينظر بعيدا إلى أن هناك 3 قوى تنخر في جسدنا، وتتسلل في منطقتنا العربية ، لتكون نوعًا من السرطان الذي هو وحده قادر على شل الإرادة، هي:

أولًا: القيادات غير الواعية.

ثانيًا: الثروة التي وضعت في أيدٍ غير صالحة وغير أمينة على استغلالها.

ثالثًا: أهل الفكر الذين خانوا قضية أمتهم، وأضحوا أبواقًا وظيفتها القيام بعملية الزفة السياسية للحاكم أو للمستعمر الذي لا يزال ينشب بأظفاره في جسدنا، ولم نستطع بعد أن نزيله كلية عن قدراتها الحقيقية.

                                                 ******                                                                                     

اليوم نتذكر العلامة د. حامد ربيع بعد أن نسيه الجميع تقريباً ونذكر به.. لعل من بقي من تلاميذه ومحبيه يعيدون بحث وبعث أفكاره مجددا.. ويعيدون الاحتفاء بها بما يليق بالرجل كأحد أبرز أساتذة العلوم السياسية في الوطن العربي.. وصاحب الرؤي والافكار المؤسسة في البحث الاجتماعي والسياسي وهي أفكار في تقديرنا لم تمت بل لا زالت حية في جوهرها. قوية في عمقها ونصاعة فكرها خاصة تلك المتعلقة بالامن القومي العربي وصراع القوى الكبري حول وبداخل منطقتنا ومخططات إسرائيل ومشروعها في بلاد العرب.

رحم الله استاذنا د. حامد ربيع القيمة والقامة في تاريخ الفكر السياسي العربي المعاصر في ذكراه الثالثة والثلاثين!

______

Editor Editor

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *