فلسطين محور خطبة الجمعة في كل مسـاجـد الجزائر

 فلسطين محور خطبة الجمعة في كل مسـاجـد الجزائر

الإنتشار العربي :د. جمال سالمي
لم يتفاجأ المصلون الجزائريون بتركيز أئمة الجزائر على فلسطين..
فقد تعودوا على ذلك منذ زمن طويل.. بل أصبحت الخطبة التي تخلو من ذكر شعب الجبارين أقل تأثيرا لدى عموم المصلين..
لكنهم سعدوا كثيرا عندما التقى بعضهم ببعض بعد الجمعة.. فاكتشفوا أن كل المساجد تناولت نفس الموضوع.. مما يعني أن تعميما تنظيميا، يشبه الأمر والتعليمة، صدر عن وزارة الشؤون الدينية حول هذا الموضوع..
الالتفاتة الجزائرية لقيت ترحيبا شعبيا كبيرا.. وتفاعلا أكبر.. خاصة في فقرة الدعاء لفلسطين بالحرية والاستقلال ووحدة الكلمة والصف..
ففي الوقت الذي طغى فيه الاهتمام الإعلامي، شعبيا ورسميا، بمباريات المونديال القطري، ينبغي دوما التذكير بمعاناة شعب عربي أعزل.. الهمجية الشيطانية الصهيونية، المدعومة عسكريا وماليا وإعلاميا من أغلب قادة ونخب الغرب الأورو أمريكي الرأسمالي، لن يقهرها سوى رب قوي جبار..
فقد ناصر الواحد القهار كل الشعوب المظلومة المستضعفة.. دون أي استثناء.. حتى لو لم يكونوا مسلمين.. مصداقا لعبارة ابن تيمية الخالدة :إن الله ينصر الدولة العادلة، ولو كانت مشركة.. ولا ينصر الدولة الظالمة، ولو كانت مسلمة..
لذلك، فمن باب أولى أن ينجد عباده المؤمنين المصلين.. شرط الصدق والصفاء.. والإخلاص في الدعوة والدعاء..
المصلون تمنوا استمرار الخطب والأدعية لفلسطين على مدار العام.. وفي كل المحافل الدينية والاحتفالات الوطنية.. ليس الجمعة فقط.. لعل واحدا من هؤلاء المصلين الجزائريين، الذين يقدرون بالملايين، ينتمي لأولياء الله الصالحين.. فيستجيب الله تعالى لدعائه.. ولم لا؟
ستتحرر الغالية فلسطين.. كما تحررت قبلها الجزائر.. وما ذلك على الله بعزيز.. ليس لدى الجزائريين الأحرار أي شك أو ريب في قرب استقلال فلسطين.. لكنهم مشتاقون لعيش تلك اللحظة الفارقة في تاريخ الأمة كلها.. يخافون أن يموتوا قبل تهنئة إخوانهم بأعياد استقلالهم.. ولم لا؟ الاحتفال سويا معهم.. اليقين الثوري الجزائري يشبه يقينا عربيا سابقا بفوز المجاهدين في جبهة التحرير على الفرنسيين..
كان نور الدين زنكي يشجع جيش الليل من العباد والزهاد والصالحين.. يطلب منهم الدعاء للمجاهدين والمرابطين في الثغور.. لكنه مات قبل أن يرى النصر الذي كتبه الله تعالى لحاكم رباني مجاهد آخر: صلاح الدين الأيوبي..
 كاتب جزائري

Editor Editor

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *