سنة على سقوط النظام السابق في سورية – التعليق السياسي

 سنة على سقوط النظام السابق في سورية – التعليق السياسي

ناصر قنديل

كتب ناصر قنديل 

  • مع مرور سنة على سقوط نظام الرئيس بشار الأسد في سورية نتشر على الفضائيات العربية احتفاليات تحيي الذكرى، وتقام ندوات وحوارات مليئة بالتحليلات حول ما يوصف بانجازات سنة أولى من الحكم الجديد.
  • الأكيد أن النظام الجديد الذي ينسب لنفسه إنجازات خارجية تتمثل برفع العقوبات وإقامة علاقات جيدة مع دول اقليمية وعلى مساحة العالم، يخفي حقيقة أن الأمر أكبر من نجاحه بما يسميه كسر العزلة عن سورية، فالذين فتحوا الأبواب للنظام الجديد هم شركاؤه في إسقاط النظام السابق، وقد سبق لهم أن عرضوا  على النظام السابق دفتر شروط أقل قسوة من الذي قبل به النظام الجديد، كثمن لما هو أكثر من مجرد فك عزلة وإلغاء عقوبات، وجوهر الاختلاف هو رفض النظام السابق الانضواء في منظومة السيطرة الأميركية، ورفضه التنازل عن ثوابت الحقوق السورية والعربية في العلاقة مع إسرائيل، ومن الطبيعي أن التحالف الذي أسقط النظام السابق ومن ضمن تركيبته النظام الجديد كانت أولويته أن يضمن هذا التحول في مكانة سورية من ضفة المقاومة والممانعة إلى ضفة التخلي عن الحقوق والاستعداد للتطبيع.
  • الأكيد أيضا أن ما شهدته السنة الأولى من الحكم الجديد أظهر بما لا يقبل الشك أن خطر تقسيم سورية والفشل في الحفاظ على وحدة مكوناتها صار داهما كما لم يكن في يوم من الأيام، وأن ما بين المكونات من خوف وقلق وباعد يتزايد كل يوم بسبب طبيعة تركيبة الحكم الجديد، الذي عجز عن تقديم مؤسسات عابرة للطوائف، في الجيش والأمن والإدارة والقضاء، وشيئا فشيئا تبدو مناطق الشمال والجنوب  والغرب بعيدة عن المركز الذي يطغى على إدارته طابع طائفي يعجز عن إقناع أبناء طائفته بأنه مثلهم ويمثلهم.
  •  الانضواء في تحالف تقوده واشنطن ويضم دول الخليج وتركيا، لم ينجح بتجنيب النظام الجديد عدوانية وأطماع اسرائيلية كانت مردوعة بوجود النظام السابق، حتى في أصعب أيامه، حيث لا تجرؤ اسرائيل على التوغل برا، وعدما تريد ان تقصف هدفا في سورية تستخدم الأجواء اللبنانية او البحر او أجواء الجولان لأنها لا تجرؤ على الدخول الى الأجواء السورية منذ اسقاط طائرة اف 16 عام 2018.
  • رغم رفع العقوبات تبدو الأحوال المعيشية للسوريين في أسوأ مما كانوا يتخيلون، فقد جرى الالتزام بالرزنامة الأميركية الاقتصادية والمالية، حيث يمنع دعم الكهرباء والخبز والمحروقات والصحة والتعليم، فصارت إطلاق المعيشة فوق طاقة السوريين الذي تبلغ نسبة البطالة بينهم رقما قياسيا، وبات راتب الموظف لا يكفي لسداد فاتورة الكهرباء.
  • احتفلت قناة العربية بالمناسبة بنشر مقاطع من فيديو قالت إنه مسرب لحوارات تخص الرئيس السابق بشار الأسد، لا يستطيع أحد تأكيد أنها لم تخضع للتلاعب، لكن لا يغير القول بأنها صحيحة من حقيقة ما سبق سواء لجهة العلاقة باسرائيل او الصراع والتفاوض معها وصولا الى الاستعداد لاتفاق ليس فيه ذكر للجولان، كما لا يغير حقيقة الفرق في أحوال الناس المعيشية ولا  في حال وحدة سورية وتعرضها للمخاطر، أما الحريات وحقوق الإنسان، فمثلها مثل حكاية الديمقراطية، لا يفيد فيها الحديث عن سجن صيدنايا والمقابر الجماعية، لإخفاء ما تسببت به مجازر اسلاحل والسويداء، ولا إخفاء ان النظام الجديد قرر البقاء حاكما دون مسوغ ديمقراطي لخمس سنوات على الأقل.
  • سنة مرت وخوف السوريين يزداد وحجم الوطن يتقلص وخطر الاسرائيلي أعلى والحياة صارت أشد صعوبة.

Al Enteshar Newspaper

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *