سعوديون ينكبّون على إتقان الغولف رغم الجدل حيال دوري “ليف”

 سعوديون ينكبّون على إتقان الغولف رغم الجدل حيال دوري “ليف”

الإنتشار العربي : قبل ثلاثة عقود، وجّه مدرب الغولف السعودي فرج مزهر أولى تسديداته على ملعب رملي في قطر المجاورة، قبل ثلاثة عقود، في نزهة يقول إنها غيّرت حياته للأبد.
وبعد فترة طويلة مع المنتخب السعودي، ينكبّ مزهر هذه الأيام على مساعدة الهواة في تعلّم مهارات اللعبة، كجزء من مشروع وطني لتحويل الدولة الخليجية إلى مركز قوة غير متوقع في مجال الغولف.
تأثرت لعبة الغولف الاحترافية هذا العام بظهور “ليف غولف”، وهو دوري انفصالي تموله السعودية نجح في جذب النجوم من جولة “بي جي إيه” الأميركية بجوائز مالية مذهلة تبلغ 25 مليون دولار لكل بطولة.
وستقام إحدى جولات الدوري الذي ينظم على ملاعب محدودة وبصيغة فريدة على مدى ثلاثة أيام دون انقطاع، لأول مرة في السعودية بدءاً من الجمعة بمشاركة أقطاب اللعبة مثل الأسترالي كاميرون سميث والأميركي داستن جونسون في ملعب خارج مدينة جدة الساحلية على البحر الأحمر.
ويواجه الرئيس التنفيذي لهذا المشروع البطل العالمي السابق الأسترالي غريغ نورمان اتهامات بتقسيم مجتمع الغولف بمساعدة صندوق الاستثمار السعودي الثري للغاية، في ما يصفه ناشطون بعملية “غسيل رياضي” لتشتيت الانتباه عن انتهاكات حقوق الإنسان.
لكن في مقابلات مع وكالة فرانس برس، قال لاعبو غولف سعوديون محترفون وهواة إنهم إما يشعرون بالذهول أو التجاهل بخصوص الجدل المحيط بالبطولة الوليدة.
وأكّدوا أنهم عوضاً عن ذلك، يركزون على تطوير اللعبة في السعودية أو إتقان ضرباتهم.
وقال مزهر في نادي الرياض للغولف، وهو واحة من النخيل والممرات المشذبة في شمال العاصمة، إنه “لا بد أن يكون هناك منافسة في عالم الغولف”، وحتى الآن المنافسة بين “ليف غولف” و”بي جي إيه” تعد “شريفة وراقية”.
وشجع مزهر صحافياً على مشاهدة طفله البالغ خمس سنوات وهو يستخدم مضربه الثلاثي، متفاخراً بأنه سيكون “النجم المقبل في المملكة” في مجال الغولف.
– غولف في الخليج –
قبل وقت قصير من إقامة أول جولة “ليف غولف” من 54 حفرة في بريطانيا في حزيران/يونيو، كانت الحكومة السعودية تتخذ خطوات للترويج للغولف في الخليج.
والأمر جزء من حملة أوسع للاستثمار في الرياضة حيث تحاول المملكة التي كانت منغلقة أمام العالم منذ عقود، إظهار صورة أكثر انفتاحاً أمام العالم مع تنويع اقتصادها بعيدًا عن النفط.
ويقود الاتحاد السعودي للغولف، برئاسة محافظ الصندوق ياسر الرميان، ما وصفه بـ “برنامج التطوير الأكثر شمولاً الذي يشهده عالم الغولف على الإطلاق”.
وتتضمن هذه المبادرة برامج مثل “السيدات أولاً” الذي يوفر دروساً مجانية ودخولاً مجانياً للملاعب للاعبات الغولف، وبرنامج “دعها تطير” الذي يوفر دروساً مجانية للشباب السعوديين.
ويخطط المسؤولون السعوديون لإضافة 10 ملاعب غولف على الأقل خلال العقد المقبل، ما يرفع عدد الملاعب الخضراء في المملكة الصحراوية إلى 24 في المجموع.
ولفت عبد العزيز، وهو مصرفي سعودي يعيش في الرياض طلب ذكر اسمه الأول فقط، إلى تنامي الحماس والاهتمام باللعبة في السعودية.
وأوضح بالإنكليزية أنّه حين بدأ ممارسة اللعبة عام 2009 كان الغولف “لعبة المغتربين بشكل أساسي” يهيمن عليها الموظفون الأجانب في شركة أرامكو النفطية السعودية العملاقة والشركات الأخرى. لكن الوضع لم يعد كذلك.
وقال إنّ المبنى المكوّن من طابقين في نادي الرياض للغولف بات راهناً “مكتظاً طوال الوقت بالسعوديين”.
ويزداد الشغف باللعبة بين السعوديين بمرور الوقت.
وقال عبد العزيز “أريد أن يختبر الآخرون ما اختبرته”، وتابع “أعني، من النادر جداً أن تأتي هنا في الرياض في وسط الصحراء إلى مكان يكون فيه كل شيء أخضر ولديك بحيرات وبط يسبح من حولك”.
– “الغسيل الرياضي” –
وقلّل عبدالعزيز من أثر التوترات بين “ليف غولف” و”بي جي إيه” التي منعت اللاعبين المنضمين للدوري الانفصالي من المشاركة في دوراتها.
وقال “لسوء الحظ، يحاول الناس إدخال السياسة في الأمر طوال الوقت، والغسيل الرياضي وكل ذلك”.
وأضاف “نحن نتغيّر، نحاول رفع مستوى الحياة هنا في المملكة العربية السعودية”.
وأكّد ممارسون جدد للعبة الراقية أنّهم أكثر انشغالاً بتحسين تسديداتهم.
وقال معاذ السبيعي (18 سنة) الذي يمارس اللعبة يومياً منذ انضمامه للنادي قبل ثمانية أشهر “قبل أن أبدأ لعب الغولف، كنت أعتقد أنها لعبة سهلة للغاية. لكنني اكتشفت أنها من أكثر الألعاب الرياضية صعوبة لأنها لا تتطلب مهارة بدنية فحسب، بل مهارة عقلية أيضاً”.
ووافقه عبد الله الريس (28 عاماً) الرأي قائلاً إنه بينما يمكن لأي شخص أن يلعب الغولف، “قلة هم الذين يستطيعون إتقانها”.

Editor Editor

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *