ستة مؤشرات تؤكد انتصار ايران وخسارة إسرائيل في الجولتين الأولى والثانية.. وصياغة “إسلامية” وشيكة لخرائط الشرق الأوسط

 ستة مؤشرات تؤكد انتصار ايران وخسارة إسرائيل في الجولتين الأولى والثانية.. وصياغة “إسلامية” وشيكة لخرائط الشرق الأوسط

عبد الباري عطوان

عبد الباري عطوان
هناك ستة مؤشرات رئيسية يمكن بالنظر اليها بتعمق للتأكد بأن ايران لها اليد العليا حتى الآن في ميادين القتال سياسيا معنويا بعد مرور سبعة أيام على الحرب، يمكن تلخيصها في النقاط التالية:
أولا: تواصل، بل وتكثيف الاتصالات الامريكية بين ستيف ويتكوف مستشار الرئيس ترامب في شؤون الشرق الأوسط، ووزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، وكذلك حرص وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي على اللقاء مع الوزير عراقجي في جنيف، والهدف التوصل الى اتفاق سريع لوقف اطلاق النار.
ثانيا: عقد الرئيس ترامب ثلاثة اجتماعات لمجلس الأمن القومي الأمريكي في غرفة العمليات في البيت الابيض لبحث تدخل أمريكا في الحرب الى جانب دولة الاحتلال الإسرائيلي دون التوصل الى قرار حاسم، مما يعني وجود خلافات كبيرة حول هذه المسألة الخطيرة، ولعل اعلان الرئيس الأمريكي انه سيبث في مسألة التدخل في الحرب الإسرائيلية الإيرانية في غضون أسبوعين في هروب واضح من الإلتزام بالتدخل، وهو الذي قطع مشاركته في قمة الدول السبع الكبرى في كندا وعاد الى واشنطن وقد قرر فعلا بالتدخل انقاذا لصديقه نتنياهو.
ثالثا: الدعوة لإنعقاد مجلس الأمن الدولي، وبطلب امريكي أوروبي لبحث الحرب، والتوصل الى وقف اطلاق النار ولا نستبعد ان تكون الولايات المتحدة هي المحفز الرئيسي لهذا الاجتماع للتستر خلف قرار دولي بوقف الحرب لفرضه على دولة الاحتلال، وإنقاذ ماء وجهه.
رابعا توجيه الكونغرس اليهودي العالمي نداء استغاثة الى أمريكيا وأوروبا للتدخل الفوري في الحرب ضد ايران، والوقوف عسكريا في الخندق الإسرائيلي، فمثل هذا النداء الإستجدائي ما كان ان يصدر لو كانت دولة الاحتلال الإسرائيلي منتصرة في هذه الحرب، وايران مهزومة.
خامسا: حدوث تغيير جذري في موقف روسيا، وتحذيرات الرئيس فلاديمير بوتين القوية الواضحة للرئيس ترامب من التدخل في الحرب، والتلويح بأن روسيا لن تقف مكتوفة الأيدي في حال حدوث هذا التدخل.
سادسا: الصين ادانت “العدوان” الإسرائيلي على ايران، وطالبت بوقف فوري لإطلاق النار، ولكن موقفها الحقيقي يتجسد من خلال دفع باكستان حليفتها الاستراتيجية، بإعلان وقوفها في الخندق الإيراني، وارسالها صواريخ لطهران، وحثها جميع الدول الإسلامية لقطع علاقاتها الدبلوماسية وإغلاق سفاراتها فورا لدى دولة الاحتلال.


إدارة الدولة الإيرانية العميقة والظاهرية للحرب التي تجسدت في الرد التصاعدي بالصواريخ وعلى مراحل، وردها السريع جدا بقصف تل ابيب، وحيفا وبئر السبع بصواريخ متعددة الرؤوس والاحجام كانت على درجة عالية من الحكمة والدراية العسكرية، مما أدى الى إفشال جميع الخطط وقلب موازين القوى ومعادلتها في صالحها.
فعندما ترد ايران على جميع طلبات وقف اطلاق النار الصادرة عن الدول الغربية بزعامة أمريكا بأنها مستمرة في إطلاق الصواريخ لضرب العمق الصهيوني، ولن تغير هذا الموقف الا اذا أوقفت دولة الاحتلال عدوانها، فهذا يؤكد انها في موقع قوة، وتجلس امام مقعد قيادة هذه الحرب، وعلى ثقة مطلقة بقرب النصر الكبير.
نتنياهو فشل فشلا ذريعا في تحقيق أي من أهدافه التي كان يتطلع لإنجازها من وراء هذا العدوان الذي خطط له طوال العشرين عاما الماضية، فلم تنجح غارات جيشه في تدمير أي من المنشآت النووية الإيرانية، او تغيير النظام، او اغتيال السيد علي خامنئي المرشد الأعلى، وما حدث هو العكس تماما، بالنظر الى بعض صور الدمار الشامل الذي حل بتل ابيب وحيفا من جراء قصف الصواريخ الإيرانية سواء الباليستية، او الفرط صوتية، او المجهزة بالرؤوس التدميرية الانشطارية.


ايران خرجت منتصرة من الجولتين الأولى والثانية من هذه الحرب، وستحقق انتصارات اكبر في الجولات القادمة، الا اذا اعترفت إسرائيل بالهزيمة، وأوقفت هذه الحرب فورا قبل تحولها الى حرب استنزاف ودماء شامل.
انه صمود وانتصار ليس لإيران فقط، وانما للأمة الإسلامية، والعالم الحر، وتتويجا للزعامة الإيرانية وكسر شوكة الغطرستين الامريكية والإسرائيلية، وإعادة تشكيل منطقة الشرق الأوسط، وربما العالم بأسره، وفقا للإرادة الإسلامية، وليس “النتنياهوية” الصهيونية.. والأيام بيننا.

Al Enteshar Newspaper

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *