رفضت دول ومنظمات وحركات عربية، الأربعاء، محاولات تهجير فلسطينيي قطاع غزة وخطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للاستيلاء على القطاع.
جاء ذلك وفق مواقف رسمية صادرة عن السعودية والإمارات والأردن ومصر وسلطنة عمان، فضلا عن فلسطين، والجامعة العربية والبرلمان العربي ومجلس التعاون الخليجي وجماعة الحوثي اليمنية.
ومساء الثلاثاء، كشف ترامب بمؤتمر صحفي جمعه مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض، عزم بلاده الاستيلاء على غزة بعد تهجير كامل سكانه من الفلسطينيين إلى دول أخرى.
ولم يستبعد ترامب إمكانية نشر قوات أمريكية لدعم إعادة إعمار غزة، متوقعا أن تكون للولايات المتحدة “ملكية طويلة الأمد” في القطاع الفلسطيني.
** فلسطين
وتعقيبا على خطط ترامب، شدد الرئيس الفلسطيني محمود عباس على “الرفض القاطع” لأي محاولة للاستيلاء على غزة أو تهجير الفلسطينيين من وطنهم، معتبرا الدعوات لذلك “انتهاكا صارخا للقانون الدولي وحقوق الشعب الفلسطيني”.
وأكد عباس أن غزة “جزء لا يتجزأ من أرض فلسطين، إلى جانب الضفة الغربية والقدس الشرقية المحتلة”، لافتا إلى أن منظمة التحرير الفلسطينية هي “الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، ولا يحق لأي طرف اتخاذ قرارات بشأن مستقبله نيابة عنها”.
كما عبر عن تقديره للمواقف العربية الثابتة في رفض التهجير والاستيطان والضم لأراضي فلسطينية، مشيدا بالمواقف الراسخة لكل من مصر والأردن والسعودية في الدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني ودعم إقامة دولته المستقلة.
** السعودية
وفي الرياض، أكدت السعودية عبر بيان لوزارة خارجيتها، أن “موقف المملكة من قيام الدولة الفلسطينية هو موقف راسخ وثابت ولا يتزعزع، وأن هذا الموقف الثابت ليس محل تفاوض أو مزايدات”.
وأضافت أن ولي العهد محمد بن سلمان “أكد هذا الموقف بشكل واضح وصريح لا يحتمل التأويل بأي حال من الأحوال خلال الخطاب الذي ألقاه في افتتاح أعمال السنة الأولى من الدورة التاسعة لمجلس الشورى (البرلمان) بتاريخ 18 سبتمبر (أيلول) 2024”.
ولفتت إلى أن ولي العهد شدد وقتها على أن “المملكة لن تتوقف عن عملها الدؤوب في سبيل قيام دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، وأن المملكة لن تقيم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل دون ذلك”.
وشددت السعودية على “ما سبق أن أعلنته من رفضها القاطع المساس بحقوق الشعب الفلسطيني المشروعة سواء من خلال سياسات الاستيطان الإسرائيلي، أو ضم الأراضي الفلسطينية، أو السعي لتهجير الشعب الفلسطيني من أرضه”.
** الإمارات
وفي أبوظبي، أكدت الإمارات عبر بيان لوزارة خارجيتها، “التزامها بدعم السلام والاستقرار في المنطقة، وموقفها التاريخي الراسخ تجاه صون حقوق الشعب الفلسطيني”.
وشددت على “رفضها القاطع للمساس بالحقوق غير القابلة للتصرف للشعب الفلسطيني ومحاولة تهجيره”، مؤكدة على “ضرورة إيجاد أفق سياسي جاد يفضي إلى حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي وإقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة”.
** سلطنة عمان
وفي مسقط، أكّدت سلطنة عُمان عبر بيان لوزارة خارجيتها، على “موقفها الثابت ورفضها القاطع أي محاولات لتهجير سكان غزّة والأراضي الفلسطينية المحتلة، وعلى ضرورة احترام حقوق الشعب الفلسطيني الشقيق المشروعة لإقامة دولته المستقلة على أرضه”.
وشددت السلطنة على أن “أي خطط ترمي إلى نقل الفلسطينيين من أراضيهم تعد انتهاكا صارخا للقانون الدولي وقرارات الشرعية الدوليّة، وتهديدا للأمن والاستقرار في المنطقة”.
ودعت “المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته في حماية حقوق الشعب الفلسطيني، وضرورة التوصل لحل عادل وشامل للقضية الفلسطينية، يستندُ إلى قرارات الشرعية الدوليّة ومبادرة السلام العربية، ويضمن إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود 4 يونيو/ حزيران 1967، وعاصمتها القدس الشرقية”.
** الأردن
وفي عمان، قال عاهل الأردن عبدالله الثاني باتصال هاتفي مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، “ضرورة تكثيف الجهود الأممية لدعم الشعب الفلسطيني وتثبيته على أرضه، ووقف إجراءات الاستيطان”.
وجدد الملك التأكيد على رفض الأردن لأية محاولات لضم الأراضي وتهجير الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية، وفق ما نقلته وكالة الأنباء الرسمية.
** مصر
وفي القاهرة، أكد لقاء جمع وزير خارجية مصر بدر عبد العاطي ورئيس وزراء فلسطين محمد مصطفى بالقاهرة على “أهمية المضى قدما فى مشروعات وبرامج التعافى المبكر بقطاع غزة، بما يشمل إزالة الركام ونفاذ المساعدات الإنسانية بوتيرة متسارعة، دون خروج الفلسطينيين من القطاع ، خاصة مع تشبثهم بارضهم ورفضهم الخروج منها”، وفق بيان للخارجية المصرية.
ولفت عبد العاطي خلال اللقاء، إلى دعم مصر الكامل للحكومة الفلسطينية وخططها الإصلاحية، مشيرا إلى “أهمية تمكين السلطة الفلسطينية سياسيا واقتصاديا، وتولي مهامها في غزة باعتباره جزءا من الأراضي الفلسطينية المحتلة”.
وشدد عبد العاطي على “دعم مصر للحقوق المشروعة غير القابلة للتصرف الشعب الفلسطيني”، مؤكدا على “ضرورة السعي نحو التوصل لحل سياسى دائم وعادل للقضية الفلسطينية من خلال حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية مستقلة على خطوط 4 يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وبما يمنع تكرار الدورات المتكررة للعنف بشكل نهائي ودائم”.
** البرلمان العربي
وعلى مستوى المنظمات، أعرب رئيس البرلمان العربي محمد اليماحي في بيان، عن “رفض البرلمان القاطع واستنكاره للتصريحات الصادرة عن ترامب، التي تدعو للسيطرة على قطاع غزة وتهجير الشعب الفلسطيني، في انتهاك للقوانين الدولية، وحقوق الشعب الفلسطيني المشروعة”.
وأكد رفضه المطلق لأي محاولات تستهدف تصفية القضية الفلسطينية أو فرض حلول غير عادلة، مشددا على أن “أي محاولات لفرض التهجير القسري على أبناء الشعب الفلسطيني تُعد جريمة ضد الإنسانية”.
وأوضح اليماحي أن تصريحات ترامب “لا تخدم مساعي تحقيق السلام العادل والشامل، بل تُغذي الصراع وتزيد من حدة التوتر في المنطقة”.
** الجامعة العربية
من جانبها، أكدت الأمانة العامة لجامعة الدول العربية في بيان، أن “الطرح الذي تحدث به الرئيس ترامب ينطوي على ترويج لسيناريو تهجير الفلسطينيين المرفوض عربيا ودوليا، والمخالف للقانون الدولي”’.
وشددت على أن “هذا الطرح يُمثل وصفة لانعدام الاستقرار ولا يُسهم في تحقيق حل الدولتين الذي يُمثل السبيل الوحيد لإحلال السلام والأمن بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وفي المنطقة على اتساعها”.
** مجلس التعاون الخليجي
وأكد أمين مجلس التعاون الخليجي جاسم البديوي، في بيان، الموقف الثابت لمجلس التعاون في مساندة القضية الفلسطينية ودعم سيادة الشعب الفلسطيني على جميع الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ يونيو 1967م، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، وضمان عودة اللاجئين، وفق مبادرة السلام العربية وقرارات الشرعية الدولية، ورفض أي إجراءات أحادية.
وشدد على موقف مجلس التعاون بأن حل الدولتين ضمانة لإيجاد حل دائم للسلام والاستقرار.
** جماعة الحوثي
كما اعتبرت جماعة “أنصار الله” اليمنية، الأربعاء، في بيان للمكتب السياسي للجماعة “تصريحات ترامب عدوان صريح على حقوق الشعب الفلسطيني واستهتار غير مسبوق بالأمة العربية والإسلامية”.
وأضافت، “أمريكا كانت الشريك الأول والأصيل في جرائم الإبادة الجماعية بحق غزة وهي الآن من يتصدر مشروع التهجير القسري”.
وفي مقابل رفض كبير من قبل دول ومنظمات إقليمية ودولية، لاقت خطط ترامب إشادة وامتنانا واسعين على المستوى السياسي بإسرائيل، بما يشمل مختلف التوجهات.
ومنذ 25 يناير/ كانون الثاني الماضي، يروج ترامب لمخطط نقل فلسطينيي غزة إلى دول مجاورة مثل مصر والأردن، وهو الأمر الذي رفضه البلدان، وانضمت إليهما دول عربية أخرى، ومنظمات إقليمية ودولية.
وبدعم أمريكي، ارتكبت إسرائيل بين 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 و19 يناير/ كانون الثاني 2025، إبادة جماعية بغزة خلفت أكثر من 159 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.