رئيس وكالة المخابرات المركزية الأميركية يُردد رواية الموساد بشأن النووي الإيراني

واشنطن – سعيد عريقات
يبدو أن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب تُفضل رأيا شفويا من رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو، والاستخبارات الإسرائيلية يفيد بأن إيران يُمكنها الحصول على سلاح نووي في غضون 15 يومًا فقط، على المعلومات الموثوقة التي استنتجتها أجهزة الاستخبارات الأميركية مجتمعة. حيث تقول جهات مجتمع الاستخبارات الأميركية هذه، إن طهران لم تُقرر بعد صنع سلاح نووي، وستكون على بُعد عام على الأقل من صنع سلاح فعال في حال أنها قررت. كما تُقدر الاستخبارات الأميركية أن أي هجوم أميركي على إيران سيُحفز طهران على تطوير سلاح استراتيجي.
ونسبت صحيفة نيويورك تايمز (يوم الخميس)، إلى مسؤوليين أميركيين قولهم إن هذه التقييمات الجديدة تُردد صدى معلومات قدمها الموساد، الذي يعتقد أن إيران يُمكنها الحصول على سلاح نووي في غضون 15 يومًا.
وأوضح التقرير: “بينما يرى عدد من المسؤولين الأميركيين أن التقدير الإسرائيلي موثوق، أكد آخرون أن تقييم الاستخبارات الأميركية لم يتغير، وتعتقد وكالات التجسس الأميركية أن الأمر قد يستغرق عدة أشهر، وقد يصل إلى عام، حتى تتمكن إيران من صنع سلاح نووي”.
يشار إلى أنه في شهر آذار الماضي، أخبرت تولسي غابارد، مديرة الاستخبارات الوطنية، الكونغرس أن إيران لا تصنع سلاحًا نوويًا. وقال مسؤولون تحدثوا مع شبكة CNN في وقت سابق من هذا الأسبوع إن طهران قد تستغرق ثلاث سنوات لبناء سلاح استراتيجي ونظام إطلاق.
ومع ذلك، تقول مصادر في إدرة ترامب إن غابارد قد تم تهميشها في قضية إيران. وذكرت شبكة NBC News يوم الأربعاء أن “مديرة الاستخبارات الوطنية تولسي غابارد، وهي منتقدة صريحة للتدخلات العسكرية الأميركية السابقة في الخارج، يبدو أنها فقدت حظوتها لدى الرئيس دونالد ترمب وهو يدرس العمل العسكري ضد إيران”.
وأضاف التقرير أن “العديد من كبار مسؤولي الإدارة قالوا إن غابارد قد تم تهميشها في مناقشات الإدارة الداخلية حول الصراع بين إسرائيل وإيران”.
وعلنًا، استهتر ترمب بكبيرة مسؤولي استخباراته. وقال الرئيس على متن طائرة الرئاسة في وقت سابق من هذا الأسبوع: “لا يهمني ما قالته غابارد. أعتقد أن إيران كانت قريبة جدًا من امتلاك سلاح نووي”.
وبحسب مصادر موثوقة، فإن مدير وكالة المخابرات المركزية (CIA ) ، جون راتكليف، يعتبر أحد المدافعين عن ادعاءات نتنياهو والموساد داخل البيت الأبيض. وأفاد ساغار إنجيتي، مقدم برنامج “نقاط حاسمة”، بأن “مسؤولًا استخباراتيًا أمريكيًا كبيرًا أخبرني بأنه لا توجد أي معلومات استخباراتية أمريكية مستقلة تدعم تصريح مدير وكالة المخابرات المركزية جون راتكليف بأن إيران “على بُعد أمتار من سلاح نووي”. وتابع: “جميع المعلومات الاستخبارية من إسرائيل”.
يشار إلى أن مسؤول استخبارتي سابق قال لمراسل القدس الأربعاء ، أن “ليس هناك غرابة بتحريف الاستخبارات لخدمة الأهداف المهمة لإدارة دفة السياسة الخارجية والأمنية”.
وقال المسؤول الذي طلب عدم نشر اسمه : “إن تزوير الاستخبارات من أجل السياسة هو تقليد أميركي عريق” يعود إلى إدارة الرئيس الأميركي الثالث، “توماس جيفرسون الذي أعطى الكونجرس استخبارات ليست صحيحة لمهاجمة طرابلس (الغرب) بين عام 1801 وعام 1805..كذلك ، الرئيس مكنلي هندس الاستخبارات لغزو كوبا عام 1898، وكذلك الرئيس جونسون عام 1964 هندس الاستخبارات لمهاجمات فيتنام بحادث مختلق ولم يحدث”.
ويضيف المسؤول السابق : “ولعل أهم مثال هو الرئيس جورج بوش الأبن الذي زور الاستخبارات من أجل غزو العراق عام 2003، ولذا على الناس أن تفهم أن أمريكا القوة الأعظم في التاريخ، وإذا أرادت أن تفبرك شيء من مصالحها الاسترتيجية، فإن هذا من حقها “.
يشار إلى أن صحيفة نيويورك تايمز (مع مصادر أخرى) قالت إن التقييم الإسرائيلي قد يكون مُلفّقًا لتلبية رغبة رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو في جر الولايات المتحدة إلى الحرب. وذكرت الصحيفة: “يعتقد بعض المسؤولين أن التقييمات الإسرائيلية قد تأثرت برغبة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في كسب الدعم الأميركي لحملته العسكرية ضد إيران”.
وبحسب كل الخبراء، تحتاج تل أبيب إلى واشنطن لقصف بعض أكثر الأهداف النووية الإيرانية تحصينًا، مثل منشأة فوردو. وتشير بعض التقييمات إلى أن الولايات المتحدة وحدها، بقاذفاتها الثقيلة وقنابلها الخارقة للتحصينات التي يبلغ وزنها 30 ألف رطل، قادرة على تعطيل فوردو. ومع ذلك، يعتقد البنتاغون أن واشنطن ستضطر إلى استخدام سلاح نووي لتدمير الموقع.
وفي حال أذن الرئيس ترمب بشن ضربة مباشرة على المواقع النووية الإيرانية، تعتقد أجهزة الاستخبارات الأميركية أن ذلك قد يدفع طهران أخيرًا إلى محاولة بناء سلاح استراتيجي. وأوضحت صحيفة التايمز: “قال مسؤولون كبار في الاستخبارات الأميركية إن القادة الإيرانيين من المرجح أن يتجهوا نحو إنتاج قنبلة إذا هاجم الجيش الأميركي موقع فوردو الإيراني لتخصيب اليورانيوم أو إذا قتلت إسرائيل المرشد الأعلى لإيران”.