خلال تجمعٍ حاشدٍ للجمهوريين.. ترامب يتوه بين الترحيب والتصفيق الحارين والانتقادات اللاذعة لسياسته.. وإيلون ماسك يعيد تفعيل حسابه المحظور على تويتر

 خلال تجمعٍ حاشدٍ للجمهوريين.. ترامب يتوه بين الترحيب والتصفيق الحارين والانتقادات اللاذعة لسياسته.. وإيلون ماسك يعيد تفعيل حسابه المحظور على تويتر

ترامب

الإنتشار العربي :لقي دونالد ترامب ترحيبا حارا خلال تجمع حاشد للحزب الجمهوري السبت، لكن عددا كبيرا من منافسيه المحتملين في السباق إلى البيت الأبيض انتقدوا تشكيكه في نتائج الانتخابات السابقة ورأوا أن الوقت حاد للابتعاد عن الرئيس الأميركي السابق.
وفي أوّل خطاب له منذ إعلانه الثلاثاء ترشحه للانتخابات الرئاسية لعام 2024، قال ترامب (76 عاما) أمام تجمع ل”تحالف اليهود الجمهوريين” في لاس فيغاس إن الحزب بات “أقوى” تحت قيادته.
وشكّك السبت مجدّدًا في فوز الديموقراطي جو بايدن في انتخابات الرئاسة لعام 2020. وقال الملياردير الجمهوري في اتصال بالفيديو إنّ “الانتخابات كانت مزوّرة”. ورفض تحمل مسؤولية الأداء الضعيف للحزب الجمهوري في انتخابات منتصف الولاية التي جرت الشهر الحالي.
وأضاف أنه في 2020 “حصلت انتخابات مشينة حقا، عدد أكبر بالملايين من عدد الأصوات التي حصلنا عليها في 2016 (…) والنتيجة في رأيي زيف مطلق”. وتابع “الانتخابات كانت مزورة ومن المؤسف أنها كانت كذلك”.
وردا على سؤال حول سبل تمكنه من تحسين قدرة الحزب على جذب الناخبين في الأرياف بعد نتائج مخيبة للآمال في انتخابات منتصف الولاية، شدد ترامب على أن سجله حافل باختيار فائزين.
وقال “في انتخابات منتصف الولاية، كما سمعتم على الأرجح، حققت 22 فوزا و16 خسارة، الصحافة لا تريد أن تذكر ذلك والحزب الجمهوري حصل على خمسة ملايين صوت أكثر مما حصل عليه الديموقراطيون”، علما أن النتائج النهائية للفرز لم تُعلن بعد.
وأضاف أن الحزب الجمهوري “بات أكبر وأقوى بكثيرا مما كان عليه قبل وصولي”.
وشكل التجمع في لاس فيغاس منصة لمنافسي ترامب قبيل الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري لاختيار مرشحه لخوض المعركة الرئاسية في 2024.
وختم حاكم فلوريدا رون ديسانتيس، الذي يعد أحد أبرز منافسي ترامب، التجمع بكلمة أشاد فيها بأدائه الشخصي في انتخابات منتصف الولاية.
وقال ديسانتيس (44 عاما) على وقع تصفيق الحضور “تفوقنا لدى ناخبين مستقلين، وحققنا هوامش قياسية لدى ناخبين من أصول إسبانية. اكتسحنا الأرياف في كافة أنحاء ولاية فلوريدا”.
وألقت الحاكمة السابقة لولاية كارولاينا الجنوبية نيكي هيلي كلمة أمام التجمع قالت فيها إنها تفكر “جديا” في مسألة ترشحها للسباق إلى البيت الأبيض.
وأضافت “كان الناس يستخفون بي في كل مرة (…) لكني لم أخسر أي انتخابات على الإطلاق، ولن أبدأ في ذلك الآن”.
– فرح وابتسامة –
انتقد العديد من المنافسين أسلوب ترامب الذي حملته شخصيات في الحزب الجمهوري مسؤولية الأداء الضعيف في انتخابات الثامن من تشرين الثاني/نوفمبر.
ورأى حاكم ولاية نيوجيرزي السابق كريس كريستي وأحد المقربين السابقين من ترامب في وقت سابق، إن السبب يعود إلى معايير اختيار المرشحين.
وقال “اختار دونالد ترامب المرشحين بمعيار واحد. لم يكن الأمر متعلقا بأهليتهم أو خبرتهم أو حكمتهم أو بجاذبيتهم (…) بل بما إذا كانوا يعتقدون أنّ انتخابات 2020 الرئاسيّة قد سُرقت. فإذا كنتُم تؤمنون بهذا، أؤيّدكُم، وإلّا فأنا أرفضكُم”.
وأضاف أن “حقيقة ذلك هي سبب خسارتنا لأن دونالد ترامب وضع نفسه قبل أي شخص آخر.”
ووافقه الرأي حاكم نيوهامبشر كريس سونونو. وقال “لديّ سياسة عظيمة للحزب الجمهوري. دعونا نتوقّف عن دعم مرشّحين غير مؤهّلين ومجانين في انتخاباتنا التمهيديّة”.
وبعد عشاء احتفالي الجمعة، ألقى مايك بومبيو وزير الخارجية السابق في إدارة ترامب، الذي يُعتقد أنه يفكر في الترشح لرئاسة، كلمة حث فيها الجمهوريين على المضي قدما وأن يكونوا أكثر إيجابية.
وبينما لم يذكر ترامب شدد بومبيو على ضرورة العمل بدلا من التذمر.
وقال “بينما نعرض حالة المحافظين وبينما نتجادل.. نفعل بذلك بفرح وابتسامة”. وأضاف “لا نكتفي بمهاجمة الآلة (…) لا نكتفي بالذهاب إلى قناة فوكس نيوز أو نرسل تغريدات، فنحن في الواقع نقوم بعمل شاق”.
لم يذكر ترامب في خطابه السبت منافسيه المحتملين، لكنه باشر أسلوبه المعهود في توجيه الانتقادات قائلا إن اسم حاكم فرجينيا غلين يونغنكين “يبدو صينيا” وديسانتيس “رون ديسانكتيمونيوس”.
وتخلل التجمع الذي يستمر حتى الأحد كلمة لرئيس الوزراء الإسرائيلي المنتخب بنيامين نتانياهو.

من جهته أخرى، أعاد المالك الجديد لمنصّة تويتر إيلون ماسك السبت تفعيل حساب الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب بعد أن كان حُظر إثر اجتياح عدد من أنصار ترامب مبنى الكابيتول في 6 كانون الثاني/يناير 2021.
وكتب ماسك على حسابه الخاص في تويتر “الشعب قال كلمته. ترامب سيعود”، وذلك بعد النتيجة الإيجابية لاستطلاع أطلقه ماسك بهدف اتّخاذ قرار بشأن إعادة تفعيل حساب الرئيس الأميركي السابق.
وأجاب أكثر من 15 مليون مشترك في تويتر على سؤال الاستطلاع، وصوتت نسبة 51,8 بالمئة بـ”نعم” لعودة الزعيم الجمهوري إلى المنصة.
وعاد حساب دونالد ترامب على تويتر إلى الظهور بعد دقائق قليلة من إعلان إيلون ماسك، وتعود آخر تغريدة عليه إلى الثامن من كانون الثاني/يناير 2021.
وبدا عدد المشتركين غير ثابت، إذ زاد ثلاثة ملايين في أقل من ساعتين قبل أن ينخفض بشكل مفاجئ.
ويضم حساب الرئيس السابق على شبكة “تروث سوشل” التي أنشأها بعد إغلاق حسابه على تويتر، 4,57 متابع.
وبعد ثلاثة أسابيع على استحواذه على تويتر، قال أغنى رجل في العالم ومالك تيسلا وسبايس اكس مساء الجمعة مع إطلاق الاستفتاء أن نتائجه يمكن أن تؤثر على قرار عودة الرئيس السابق إلى تويتر من عدمها. وكتب ماسك في تغريدة لاحقة العبارة اللاتينية “صوت الشعب هو صوت الله”.
وباسم حرية التعبير أعاد الجمعة حسابات أخرى معلقة لمستخدمين آخرين.
وبعد استحواذه على المنصة مقابل 44 مليار دولار في نهاية تشرين الأول/أكتوبر، أكد ماسك أنه لن يتم اتخاذ أي قرار رئيسي بشأن المحتوى أو إعادة تفعيل حسابات دون تدخل مجلس مخصّص. ويهدف ذلك بالدرجة الأولى إلى طمأنة المعلنين، المصدر الرئيسي لدخل المجموعة.
ولم يوضح علناً ما إذا كان المجلس قد أُنشئ.
– ترامب يبقى على “تروث سوشيل” –
حظر موقع تويتر حساب دونالد ترامب في الثامن من كانون الثاني/يناير 2021، بعد يومين من غزو مؤيديه لمبنى الكابيتول، في مواجهة “خطر تحريض أكبر على العنف”.
واعتبر إيلون ماسك في أيار/مايو أن هذه العقوبة شكلت “قرارًا سيئًا أخلاقياً ومجنونًا إلى أقصى الحدود”، وأشار منذ أيار/مايو إلى احتمال عودة الرئيس الجمهوري السابق إلى المنصة.
وتخشى منظمات عديدة بالإضافة إلى سلطات ومعلنين ألا يبقى المحتوى معتدلاً على الشبكة الاجتماعية ما يفسح المجال للتضليل الاعلامي والمضايقات وانتهاكات أخرى.
وقال رئيس منظمة الحقوق المدنية “ان ايه ايه سي بي” NAACP على تويتر ديريك جونسون “تخونون ديموقراطيتنا”، معتبراً أن المشتركين مع إيلون ماسك “لا يمثلون أميركا”.
ومن المتوقع أن تسبب عودة حساب دونالد ترامب إلى إثارة جدل جدل في المجمتع والسياسة الأميركيين خصوصاً أنه يخوض مرة أخرى السباق إلى البيت الأبيض للعام 2024.
وأكد ترامب منذ أيام أنه سيبقى على شبكته “تروث سوشيل” حتى لو أن الموقع لا يوفر له انتشاراً واسعاً مقارنة مع تويتر حيث كان حسابه يضم أكثر من 88 مليون متابع، ولكنه اعتبر أن تويتر “أصبح في أيدٍ أمينة” مع إيلون ماسك.
وأشاد المرشح الجمهوري بالمبادرة وبإيلون ماسك خلال مداخلة عبر الفيديو السبت في تجمع حاشد لائتلاف اليهود الجمهوريين في لاس فيغاس.
وقال “أحبه كثيراً. كما تعلمون، إنه شخصية متميزة وأنا أحب الشخصيات متميزة”.
ولكن ترامب لفت إلى أنه بات يمتلك حالياً شبكته الخاصة.
وشجع متابعيه على موقع “تروث سوشيل” على “التصويت بإيجابية” قبل أن يضيف “لكن لا تقلقوا لن نذهب إلى أي مكان. تروث سوشيل مميزة”.
ومن المحتمل أن يؤدي قرار إعادة حساب دونالد ترامب إلى تويتر إلى مزيد من الاضطرابات داخل الشركة، التي اهتزت بشدة منذ استحواذ إيلون ماسك عليها.
وطَرد ماسك 50 بالمئة من الموظفين الذين كان يبلغ عددهم 7500 شخص وألغى سياسة داخلية كانت تسمح بالعمل من المنزل وفرضَ ساعات عمل طويلة، بينما قوبلت محاولاته إصلاح تويتر بفوضى وتأخير، وقام معلنون بالانسحاب.
وخلال الأسبوع الحالي، رد مئات الموظفين بـ “لا” على المالك الجديد الذي طلب منهم العمل بلا كلل “لبناء تويتر 2.0” ثورية.
ورحب حلفاء ترامب السياسيين لا سيما في الكونغرس بعودة حسابه إلى تويتر. وغرد العضو الجمهوري في مجلس النواب بول غوسار كاتباً “أهلا بكم من جديد!”.
وكتبت مارجوري تايلور غرين على تويتر وهي برلمانية جمهورية أخرى مؤيدة بشدة للرئيس السابق “أي شخص يعتقد أن الرئيس ترامب لن يفوز بالانتخابات التمهيدية في العام 2024 يخدع نفسه”.
في المقابل ردت الجمهورية ليز تشيني التي أصبحت العدو اللدود لدونالد ترامب، على خبر عودة حساب ترامب بإحالة متابعيها على تويتر إلى مقطع فيديو يُظهر إحدى جلسات الاستماع التي أجرتها لجنة التحقيق بعد اقتحام الكابيتول في 6 كانون الثاني/يناير 2021.
وقالت على تويتر “مع عودة ترامب إلى تويتر حان الوقت لمشاهدة جلسة الاستماع هذه بشأن 6 كانون الثاني/يناير”.

Editor Editor

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *