تمرّد عسكري في بوركينا فاسو والغموض يلفّ مصير رئيس البلاد
الإنتشار العربي: اكتنف الغموض مصير رئيس بوركينا فاسو روك مارك كريستيان كابوري الإثنين إذ أفادت مصادر أمنية أنّه اعتُقل على أيدي عسكريين تمرّدوا على سلطته بينما أكّدت مصادر حكومية أنّه أفلت منهم قبل وصولهم إليه، في “محاولة انقلابية” سارع الاتّحاد الأفريقي إلى التنديد بها.
وقال مصدران أمنيان إنّ “الرئيس كابوري ورئيس البرلمان والوزراء باتوا فعلياً في أيدي الجنود” في ثكنة سانغولي لاميزانا في واغادوغو.
لكنّ مصدراً حكومياً أكّد أنّ رئيس البلاد فرّ من مقرّ إقامته الأحد “قبل وصول عناصر مسلّحة أطلقت النار على سيارات موكبه”، مشيراً إلى أنّ “الوضع يلفّه الغموض”.
وما زاد الوضع غموضاً هو أنّه حتى ظهر الإثنين لم يكن قد صدر أيّ تصريح سواء من جانب العسكريين المتمردين أو من جانب محيط الرئيس.
من جهته ندد حزب كابوري بمحاولة “اغتيال فاشلة” لرئيس الدولة.
وعلى حسابه في موقع تويتر، نشر كابوري عصر الإثنين رسالة، تعذّر في الحال التحقّق ممّا إذا كان هو شخصياً قد كتبها أم لا، دعا فيها “أولئك الذين حملوا السلاح لإلقائه لما فيه مصلحة البلاد العليا”.
وأضافت الرسالة أنّ “تناقضاتنا تحلّ بواسطة الحوار والإنصات لبعضنا البعض”.
وكان عسكريون في العديد من ثكنات البلاد تمرّدوا الأحد، مطالبين بإقالة كبار قادة الجيش وبإعطائهم “الوسائل المناسبة” لمحاربة الجهاديين الذين يشنّون منذ 2015 هجمات لا تنفك تزداد حدّة.
والإثنين قالت دول غرب أفريقيا إنّها تتابع “بقلق بالغ” تطوّرات الوضع في بوركينا فاسو غداة “المحاولة الانقلابية”.
بدوره أعرب رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فكي محمد الإثنين عن إدانته “للمحاولة الانقلابية” في بوركينا فاسو، مطالباً الجيش بضمان سلامة الرئيس وأعضاء حكومته.
وقال الاتّحاد الأفريقي في بيان إنّ رئيس المفوضية “يدين بشدّة المحاولة الانقلابية ضدّ الرئيس المنتخب ديموقراطياً” روك مارك كريستيان كابوري.
وأضاف أنّه “يدعو الجيش الوطني وقوات الأمن في البلاد إلى الالتزام الصارم بمهمتهم الجمهورية، أي الدفاع عن أمن البلاد الداخلي والخارجي”.
وطالب رئيس المفوضية أيضاً الجيش وقوى الأمن بضمان السلامة الجسدية للرئيس وأعضاء حكومته.
من جهته دعا الاتحاد الاوروبي الى الافراج “الفوري” عن رئيس بوركينا فاسو.
والرئيس كابوري الذي يتولّى السلطة منذ 2015 وأعيد انتخابه في 2020 على أساس وعوده بأن يعطي الأولوية لمكافحة الجهاديين، بات موضع احتجاج متزايد من السكان بسبب أعمال العنف الجهادية وعجزه عن مواجهتها.
وأتى هذا التطوّر في وقت تزداد فيه الهجمات الجهادية في منطقة بوركينا فاسو كما في النيجر ومالي المجاورتين.