تحقيق إسرائيلي: هكذا سيطرت “نخبة القسام” على موقع “ناحال عوز” في 15 دقيقة

نشرت عائلة مجندة إسرائيلية قتلت داخل موقع “ناحال عوز” في غلاف غزة صباح السابع من أكتوبر 2023، تحقيقاً أعده ضابط احتياط في جيش الاحتلال يدعى “عيدو كاس” ، سلّط فيه الضوء على سقوط الموقع خلال دقائق بيد مقاتلي كتائب القسام الجناح العسكري لحركة “حماس”.

وجاء في التحقيق الذي نشرته والدة المجندة “يعيل لايفوشور”وترجمته وكالة “صفا” بأن “حماس كانت تعلم بأكثر مما كان يعلمه الجيش عن الموقع” قائلة: “علموا بالروتين المتبع في الموقع، وبفتحات إطلاق النار حوله وبالثغرات التي بالإمكان الدخول منها”.

وذكر التحقيق “علم مقاتلو حماس أن 15 دقيقة كافية لحسم المعركة في الموقع لصالحهم، إذ استغلوا التحصينات المحيطة لصالحهم وأطلقوا النار عبرها تجاه الجنود المصدومين”.

وأشار إلى أن “المهاجمين وصلوا الساعة 6:29 لأسوار الموقع، وحاصروه من كل الاتجاهات وبدأوا بالهجوم الساعة 6:45 والنتائج ماثلة للعيان فقد تم احتلال الموقع الذي يضم مئات الجنود خلال فترة قصيرة”.

وبيّن التحقيق أن “مقاتلي القسام كانوا على دراية تامة بعدد الجنود وأماكن تمركزهم ونوعية الأسلحة ومواقع تخزينها وحتى سُمك الجدران الإسمنتية”.

ولفت إلى أن “نقطة ضعف الموقع كانت فتحة في الجدار الإسمنتي التي استُبدل فيها الإسمنت بصفيح من (الزينكو) ما سهّل دخول مقاتلي القسام عبرها”.

وتابع التحقيق “لقد كانت 15 دقيقة كانت كافية لحسم المعركة في الموقع- الذي كان يضم مئات الجنود- لصالح مقاتلي القسام”.

وأظهرت التحقيقات هرب الجنود والضباط وسعيهم للنجاة بأنفسهم تاركين المجندات دون حماية ليواجهن مصيرهن المحتوم ، حيث تم قتل بعضهن وأسر البقية”.

فيما تحدّث معد التحقيق عن سبب اتخاذ حماس القرار بالتركيز على تفكيك هذا الموقع والسيطرة عليه قائلا: “فهمت حماس أهمية هذا الموقع ولماذا عليها القضاء علينا هناك ، لقد قاموا بتصنيف المواقع حسب الأهمية ووضع على رأس الهرم موقعي ناحال عوز ويفتاح”.

وأردف “فهموا أن عليهم اكتساحنا هناك، لقد علموا كل شيء عن الموقع من مبان وتعداد قوات وأسلحة وسمك الإسمنت المحيط بالموقع، لقد علموا أمورا نحن لا نعرفها بأن هنالك ثغرة في جدار الإسمنت المحيط بالموقع وضع زينكو فيها بدلاً من الإسمنت ودخلوا عبرها”.

وواصل معد التحقيق قائلاً: “اقتحم 45 مقاتلا من النخبة في حماس الموقع لأنهم علموا أنه من صفيح، فعلى بعد 800 من قطاع غزة لم يكلف الجيش نفسه بتحصين الموقع بشكل أفضل، كان هناك فتحات استخدمها المهاجمون لاصطياد جنودنا، لم يكن للجنود الفرصة بالنجاة داخل موقع الصفيح هذا”.

واستطرد “درست حماس تصرفات الجنود وفهموا أنه في حال نجحوا خلال 15 دقيقة بالوصول إلى المعسكر فبالإمكان الانتصار علينا، وبالتالي فقد كان الرقم 15 دقيقة هو الرقم الذهبي بالنسبة لحماس، وقد نجحوا في استغلال هذا الوقت ووصلوا الساعة 6:29 للموقع واقتحموا بعد ربع ساعة، وبالتالي فالنتيجة كانت كما رأينا، فقد تم احتلال الموقع الذي يضم أكبر عدد من الجنود والمجندات”.

وخلص التحقيق للقول إن الهجوم كشف عن فشل مدوٍّ لجميع تشكّيلات الجيش، حيث تواجد في الموقع 162 جنديا خلال الهجوم ولا يوجد بينهم قاسم مشترك أو خطة دفاع معتمدة الأمر الذي فكك الكتائب العسكرية وسهّل من مهمة السيطرة على الموقع.