“تجعلون التطبيع مع السعودية شبه مستحيل”.. ما الذي قصده الوزير بلينكن؟ رسائل “أردنية وفلسطينية” شديدة اللهجة حذرت عشية العيد من “إنهيار الوضع القانوني في الضفة الغربية” بعد “الأمني”

الإنتشار العربي :ما الذي قصده وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن بصورة محددة عندما ربط بين صعوبة تطبيع العلاقات الاسرائيلية مع السعودية و بين التوسع الاستيطاني في الجانب الاسرائيلي.
هذا السؤال بدا محوريا عشية اليوم الأول لعيد الاضحى المبارك حيث فوجئت حتى الاوساط الفلسطينية والعربية و معسكر ما يسمى بالسلام الابراهيمي بالوزير بلينكن يدلي بتصريحات إعتبرت ناقدة بصورة نادرة للاسرائيليين.
وركزت بصورة خاصة على ما اسماه الوزير الامريكي بالانتهاكات في الضفة الغربية التي تزيد من جهة مستوطنين يهود معترضا على قرار اسرائيلي بالتصريح ببناء مستوطنات جديدة.
وذلك في احدث خطوة من الائتلاف اليميني الحاكم واتخذت اسرائيل قرارات بالمصادقة على بناء مستوطنات جديدة واعادة تشغيل مستوطنات كانت مجمدة بالرغم من مناشدات واشنطن ورأيها بان هذا النشاط الاستيطاني يساهم في تاجيج التوتر المتصاعد اصلا في الضفة الغربية.
تصريحات الوزير بلينكن كانت لافتة تماما للنظر خصوصا وانها ترافقت مع اعادة إقتحام القوات الاسرائيلية صباح يوم عيد الأضحى لباب الرحمة، الأمر الذي يساعد مجددا في تقويض الوصاية الهاشمية الاردنية على الاماكن المقدسة في القدس المحتلة.
بكل حال يربط وزير أمريكي تماما دبلوماسيا ولاول مرة بين الانتهاكات الاستيطانية الاسرائيلية بمختلف اصنافها وصعوبة تطبيع العلاقات مع السعودية تحديدا.
لا بل قال بلينكن او نقل عنه حرفيا بان اسرائيل لا تستطيع بلوغ هدفها المتعلق بتطبيع العلاقات مع السعودية.
وهو هدف سيصبح أصعب بكثير ان لم يكن مستحيلا في ظل استمرار النشاط الاستيطاني.
وتلك مقاربة يستخدمها او تستخدمها الدبلوماسية الامريكية الان في سياق محاولتها العودة الى برنامج خفض التوتر في الضفة الغربية خصوصا بعد رسالة اردنية شديدة اللهجة بالتنسيق مع القيادة الفلسطينية وصلت لمكتب وزير الخارجية الامريكي عبره مستشاره او مسؤول عملية السلام والقضية الفلسطينية في مكتبه تشير الى ان استمرار الانتهاكات الاسرائيلية سيخدم الجمهورية الايرانية وفصائل المقاومة الفلسطينية فقط.
وهي رسالة فلسطينية اردنية لم يتم الكشف عنها بصفة رسمية وان كانت تشير بوضوح الى ان الوضع في الضفة الغربيه والقدس على الشفاء التوتر الشديد و يهدد بتقويض الحالة الامنية وزياده مستويات التوتر بصورة غير مسبوقة.
والهدف من تلك الرسالة كان لفت نظر الامريكيين وتحريك الدبلوماسية الامريكية في الاتجاه المضاد لهجمات المستوطنين المنظمة والتي تتم على القرى والبلدات الفلسطينية وفي مناطق الف وباء وجيم وبرعاية قوات الامن الاسرائيلية الامر الذي اصبح يشير الى ما سبق ان اسماه وحذر منه العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني تحت عنوان انهيار الوضع القانوني في الضفة الغربية.
ويبدو ان المذكرة الاردنية حصريا تشرح بصورة خاصة تصور عمان لما تسميه بانهيار الوضع القانوني والذي يبدأ في زيادة مستويات التوتر و بعمليات ونشاطات إجرامية الطابع للمستوطنين يضطر الجانب الفلسطيني للرد علىيها بمعنى ان الانهيار الامني سيقود الى انهيار للمنظومة القانونية بما ينتهي بتقويض السلطة الفلسطينية ودورها ووظيفتها.