بوادر أزمةٍ دبلوماسيّةٍ: سفير الكيان بالأردن لمحادثة توبيخٍ على خلفية تصريحات سموتسريتش بعدم وجود شعبٍ فلسطينيٍّ.. الوزير تحدّث وأمامه خريطة “إسرائيل الكبرى” مع الأردن… إسرائيل: “ملتزمون بسيادة المملكة”

 بوادر أزمةٍ دبلوماسيّةٍ: سفير الكيان بالأردن لمحادثة توبيخٍ على خلفية تصريحات سموتسريتش بعدم وجود شعبٍ فلسطينيٍّ.. الوزير تحدّث وأمامه خريطة “إسرائيل الكبرى” مع الأردن… إسرائيل: “ملتزمون بسيادة المملكة”

الإنتشار العربي :هل تتجّه العلاقات الإسرائيليّة مع المملكة الهاشميّة إلى أزمةٍ دبلوماسيّةٍ على خلفية التصريحات العنصريّة التي أطلقها أوّل من أمس الأحد وزير الماليّة الإسرائيليّ، بتسليئيل سموتريتش في باريس، والتي زعم فيها عدم وجود شعبٍ فلسطينيٍّ؟ وألقى خطابه بباريس وأمامه علم المنظمّة الصهيونيّة الإجراميّة (إيتسيل)، والتي تُظهِر دولة إسرائيل الكبرى، أيْ فلسطين التاريخيّة والمملكة الأردنيّة الهاشميّة.
وبحسب القناة الـ 13 بالتلفزيون العبريّ، مارست عمّان ضغوطاتٍ على حكومة بنيامين نتنياهو للتنصّل من تصريحات الفاشيّ سموتريتش، لافتةً إلى أنّ الأردن توجّه للكيان عبر قنواتٍ مختلفةٍ.
ولفتت القناة الإسرائيليّة، نقلاً عن مصادر رفيعةٍ في تل أبيب، إلى أنّ وزارة خارجيّة الكيان سارعت لإصدار بيانٍ رسميٍّ في ساعةٍ متأخرّةٍ من ليلة أمس الاثنين، أكّدت من خلاله أنّ “إسرائيل ملتزمةً باتفاقية السلام المُوقعّة مع الأردن منذ العام 1994، وأنّه لم يطرأ أيّ تغييرٍ على الموقف الإسرائيليّ الرسميّ، والذي يعترِف بالسيادة الجغرافيّة للمملكة الهاشميّة”، وشدّدّت القناة على أنّ البيان يهدِف لإخماد الحريق الذي أشعلته تصريحات سموتريتش ومنع تدهور الأمور مع الأردن لأزمةٍ دبلوماسيّةٍ، على ما نقلته عن المصادر.
وفي تطوّرٍ لاحقٍ، أفادت صحيفة (هآرتس) العبريّة، صباح اليوم الثلاثاء، أنّ الخارجيّة الأردنيّة استدعت سفير الكيان بالمملكة، إيتان سوركيس لمحادثة توبيخٍ على خلفية تصريحات سموتريتش، الذي ألقى خطابه وعلى الطاولة أمامه صورةً لتنظيم (إيتسيل) الصهيونيّ-الإجراميّ، والتي تُظهِر خريطة إسرائيل الكبرى، بما في ذلك الأردن أيضًا.
وأدانت وزارة الخارجية الأردنية، أمس الاثنين، استخدام وزير المالية الإسرائيليّ، بتسلئيل سموتريتش، خريطة لإسرائيل تضم حدود الأردن والأراضي الفلسطينيّة، خلال مشاركته في فعالية في باريس، قائلة إنّه “تصرف تحريضيّ أرعن”، و”يمثل خرقًا للأعراف الدولية ومعاهدة السلام” بين البلدين.
وقال الناطق باسم الخارجية الأردنية، سنان المجالي، إنّ “الوزارة تدين أيضًا التصريحات العنصرية التحريضية المتطرفة التي أطلقها الوزير الإسرائيليّ المتطرف إزاء الشعب الفلسطينيّ الشقيق وحقّه في الوجود، وحقوقه التاريخيّة في دولته المستقلة ذات السيادة على التراب الوطني الفلسطينيّ”.
وطالب بيان الخارجية الأردنية المجتمع الدوليّ بإدانة تصرفات وتصريحات الوزير الإسرائيليّ، مطالبًا في الوقت نفسه الحكومة الإسرائيلية باتخاذ “موقف صريح وواضح إزاء هذه التصرفات المتطرفة، والتصريحات التحريضية الحاقدة المرفوضة”.
وأشارت الخارجية الأردنية إلى أنّها “ستتخذ جميع الإجراءات السياسية والقانونية الضرورية للتصدي لمثل هذه التصرفات والتصريحات الحاقدة المتطرفة، وما تمثله من تصعيد خطير يهدد الأمن والاستقرار ويدفع باتجاه التصعيد”.
واعتبر بيان الوزارة أنّ “تصرفات وتصريحات هذا الشخص المتطرف الحاقد لا تنال من الأردن ولا تنتقص من حقوق الشعب الفلسطيني الشقيق، بل تظهر للعالم مدى الظلم التاريخي الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني وخطورة الفكر العنصري المتطرف الذي يحمله الوزير الإسرائيليّ”.
وكانت الأردن أدانت التصريحات التحريضية التي أطلقها وزير المالية الإسرائيليّ بتسلئيل سموتريتش، والداعية إلى تدمير بلدة حوارة جنوب نابلس.
وقال الناطق الرسميّ باسم وزارة الخارجية وشؤون المغتربين الأردنية، السفير سنان المجالي، إنّ الدعوات المؤججة للعنف تنذر بعواقب خطيرة، وتمثل انتهاكًا للقانون الدولي الإنساني.
من جانبه، شدّدّ الناطق بلسان وزارة الخارجيّة المصريّة، أحمد أبو زيد، على “رفض مصر الكامل للتصريحات غير المسؤولة والتحريضيّة التي أدلى بها وزير المالية الإسرائيليّ، وأنكر فيها وجود الشعب الفلسطينيّ”.
وقال أبو زيد إنّ “مصر ترفض تلك التصريحات غير المسؤولة والتحريضية، وما تحمله من إيماءات عنصرية تنكر حقائق التاريخ والجغرافيا، وتؤجج مشاعر الغضب والاحتقان عند جموع الشعب الفلسطيني، بل وشعوب العالم الحر وأصحاب الضمائر الحية حول العالم”.
وأكّد أنّ “مثل تلك التصريحات تقوض المساعي الرامية إلى تحقيق التهدئة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي ونحن على مشارف شهر رمضان المبارك الذي يتزامن هذا العام مع الأعياد المسيحية واليهودية، وجميعها أعياد ترسي معاني التسامح والسلام واحترام الآخر”، على حدّ تعبيره.
يُشار إلى أنّ تيّار الصهيونيّة-الدّينيّة في إسرائيل والذي يُمثله سموتريتش في الحكومة يؤمن بأنّ أرض إسرائيل الكبرى، أيْ فلسطين التاريخيّة هي ملكٌ لليهود فقط، ويجِب “تنظيفها” من العرب، وفي الجهات الأكثر تطرفًا في الحركة العنصريّة، بما في ذلك حزب (ليكود) بقيادة بنيامين نتنياهو يعتقِدون بأنّ “إسرائيل الكبرى”، تشمل الأردن وفلسطين، أيْ دولةً يهوديّةً واحدةً على ضفتيْ نهر الأردن، بحسب أدبياتهم.

Editor Editor

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *