اي جمهورية جديدة نريد؟ تونس نحو استفتاء بمن حضر

 اي جمهورية جديدة نريد؟ تونس نحو استفتاء بمن حضر

اسيا العتروس

اسيا العتروس
في خطوة لم تكن مفاجئة دعا رئيس الجمهورية قيس سعيد عبر مرسوم اللحظات الاخيرة وتحديدا عند منتصف الليلة الفاصلة بين الاربعاء و الخميس وقبل انقضاء الاجال القانونية الناخبين إلى الاستفتاء على الدستور الجديد في 25 حويلية واضعا الجميع أمام الامرالواقع بما في ذلك أعضاء الهيئات المعنية بهذا المشروع اومن ينوبهم ..وبذلك لم يعد السؤال المطروح هل يستمع سعيد للاصوات المخالفة و يعدل موقفه بشأن شروط الحوارالوطني كما دعت الى ذلك منظمات وطنية و احزاب سياسية و ممثلين عن المجتمع المدني، ولكن بات السؤال أي دستور سيتعين على التونسيين الاستفتاء بشأنه ؟وهل بامكان اللجنة أواللجان الاقتصادية والاجتماعية والقانونية التي ستجتمع لكتابة مشروع الدستور انهاء المهمة خلال المدة المتبقية قبل موعد الاستفتاء علما وانه سيتعين تقديم مشروع الدستور الى الرئيس يوم 20جوان ليطلع عليه التونسيون في 30 جوان …مشهد قد يبدو سرياليا و لكنه أمرواقع ولا احد اليوم في تونس بامكانه ان يجزم الى اين ستسيرالامور, ولا الى أي مدى سيستجيب المواطن التونسي الذي خاب امله في النخب السياسية المتعاقبة خلال العشرية البائسة لهذا الاستفتاء بعد نسبة المشاركة المتدنية للاستشارة الوطنية ..
طبعا سيكون من الغباء الاعتقاد أن حال هذا المواطن سيكون افضل بعد دستورالجمهورية الجديدة, فافضل الدساتيرومهما بلغت فصاحة وحكمة وذكاء وعبقرية و ديموقراطية من سيتولون وضع الدستورالمعجزة لن تحقق الانفراج المطلوب , ولن توقف الانهيارالحاصل ولن تمنح عجلة الاقتصاد الطاقة المطلوبة للاقلاع نحوالافضل طالما استمرغياب خطة لانقاذ واصلاح مؤسسات الدولة المعطوبة ودواليبها التي اصابها الصدأ..
-علينا الاعتراف أننا حتى هذه المرحلة لا نعرف القليل اوالكثيرعن دستورالجمهورية الجديدة , وما اذا كان جاهزا أوهو في اطاراستكمال اللمسات الاخيرة فرئيس الجمهورية يرفض اطلاع الشعب القاصرعلى هذه الهدية فقد يفسد بجهله مخرجات النظام القاعدي الذي يسعى لتحقيقه ..
ولكننا ما نعرفه وفق مرسوم منتصف الليل أن التونسي مطالب بالاجابة بنعم او لا و ما اذا كان موافقا على الدستورالجديد, وهذه أيضا خطوة لا أحد ايضا يعرف مالاتها وما اذا ستكون انتصارا حاسما لسعيد, او تكرارا لنتائج الاستشارة الوطنية التي سجلت مشاركة خمس مائة الف من التونسيين وهورقم مهما كانت مبرراته لايمثل باي حال من الاحوال الرأي العام ..
لا خلاف أن موعد 25 جويلية الذي لا يفصلنا عنه اكثرمن شهرين سيكون اختبارا حاسما ايضا لهيئة الانتخابات لضمان تسجيل و مشاركة اكثر من مليوني تونسي يحق لهم التصويت فضلا على ان الموعد يتزامن حلول العطلة الصيفية وما يرافقها من قيظ وانصراف التونسيين الى المناسبات العائلية كما أن هذه الفترة تعد أيضا موسم عودة أغلب المهاجرين التونسيين الى وطنهم بما يعني انهم قد يحرمون من المشاركة في الاستفتاء وهي اسباب قد لا تشجع من يحق لهم التصويت على المشاركة في الاستفتاء هذا طبعا اذا استثنينا عزوف شريحة واسعة من التونسيين أوما يمكن تعريفه بالاغلبية الصامتة التي خاب أملها في النخب السياسية وفقدت ثقتها في مختلف الفاعلين السياسيين الذين تداولوا على المشهد خلال العشرية الاخيرة التي اتسمت بالغباء السياسي والفساد والانتهازية المجحفة التي يقطف ثمارها المتعفنة الجميع بما في ذلك الاحزاب والحركات التي اشتركت في العبث بالبلاد والعباد و جعلت تونس لا تكاد تتجاوزمحنة الا لتقع في اخرى اشد واخطر …
ولعله من المهم في زمن الزهايمرالسياسي التذكير بأن المشهد الراهن ليس سوى نتيجة حتمية لعقلية الغنيمة والتطاوس الذي اعتمدته حركة النهضة وحلفائها لاضعاف وامتهان مؤسسات الدولة ونشرثقافة الولاءات في تشكيل وتسييرالهيئات الدستورية وعرقلة المحكمة الدستورية ..والنتيجة أمامنا رئيس يعشق العزف المنفرد بدعوى الشرعية والمشروعية وبلد منقسم بين شق الرئيس المخلص وشق جبهة الخلاص ..اذا كسب سعيد الاختبار سيحسب له ولانصاره ذلك واذا فشل واقردستورا بمن حضرفكل السيناريوهات تظل قائمة بما في ذلك الاسوأ..
كاتبة تونسية

Editor Editor

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *