الكيان بين مطرقة الإخفاق وسندان الثأر.. العُدوان سيُشعِل الانتفاضة الثالثة! كبار القادة يتوقّعون الفشل لانعدام المعلومات الاستخباريّة واندلاع جبهة غزّة وحزب الله.. الفلسطينيون مُستَعِدُّون للمُواجهة والسلطة بخبر كان

 الكيان بين مطرقة الإخفاق وسندان الثأر.. العُدوان سيُشعِل الانتفاضة الثالثة! كبار القادة يتوقّعون الفشل لانعدام المعلومات الاستخباريّة واندلاع جبهة غزّة وحزب الله.. الفلسطينيون مُستَعِدُّون للمُواجهة والسلطة بخبر كان

الإنتشار العربي :ليس من المُستبعد بالمرّة أنْ يخضع رئيس وزراء الكيان، بنيامين نتنياهو، للضغوطات التي تُمارَس عليه من قبل اليمين المسيحانيّ في حكومته، الأمر الذي سيدفعه لاتخاذ قرارٍ بشنّ عمليّةٍ عسكريّةٍ تكتيكيّةٍ في الضفّة الغربيّة المُحتلّة، بيد أنّ الثمن، بحسب المحللين والخبراء والمختّصين في تل أبيب، سيكون باهظًا جدًا، وما سيُحققه العدوان هو الهدوء لفترةٍ قصيرةٍ جدًا، لأنّ الفلسطينيين توقّفوا عن الخوف من الجيش، وازدادت الجرأة لديهم لمُقاومة الاحتلال بكلّ الطرق والوسائل، في الوقت الذي تُعلِن فيه إسرائيل بأنّ الأجهزة الأمنيّة التابِعة للسلطة في رام الله أعجز وأوهن من أنْ تقوم بدورها بالحفاظ على الأمن، أيْ وأد المقاومة.
أمّا العامل الثاني، الذي قد يمنع الكيان من القيام بحملةٍ عسكريّةٍ في الضفّة الغربيّة فيكمن في خشيته من اندلاع الجبهتيْن الجنوبيّة، أيْ مع المقاومة في قطاع غزّة، والثانيّة الشماليّة، أيْ ضدّ حزب الله اللبنانيّ، علمًا أنّ الكيان يزعم بأنّ حزب الله أرسل في آذار (مارس) الفائت فدائيًا إلى مفترق جنين، وهناك نفذّ عملية تفجيرٍ كبيرةٍ هزّت المؤسسة الأمنيّة، كما أنّ تل أبيب لا تُخفي تلميحاتها بأنّ المقاومة بالضفّة الغربيّة قد تكون قد تلقّت المعونات والإسناد من حزب الله، وللتدليل على ذلك تصريحات المسؤولين العسكريين في الكيان بأنّ تفجير مدرعة الاحتلال في مخيّم جنين خلال الأسبوع الجاري يُذكِّر بعمليات حزب الله عندما كان الجنوب اللبنانيّ تحت الاحتلال الإسرائيليّ.
بالإضافة إلى ذلك، تدرس المؤسسة الأمنية خياراتها للرد على العمليات الفدائية في الضفة الغربية، وبينما يشجع الجناح المتطرف اتخاذ قرار شن حملة عسكرية في الضفة، يذهب البعض الآخر لمنحى أكثر حذرًا، وفي هذا السياق، نقلت صحيفة (إسرائيل اليوم) العبريّة عن محافل رفيعةٍ بالمؤسسة الأمنيّة قولها إنّه “ثمة حاجة إلى إعادة الأمن في الضفة، لكن التدهور الأمني في عموم الجبهات في الأشهر الأخيرة يدل على أن من لا يردع في الضفّة الغربيّة سيلقى التحدي آجلاً أم عاجلاً منها أيضاً”.
وتابعت الصحيفة “إنّ عقد رئيس الوزراء، الثلاثاء، المشاورات الأمنية التي جرت بعد الهجوم على القيادة المركزية، ليس من قبيل الصدفة. ويقصد به أنْ يرمز إلى أنّ هذا ليس تقييمًا روتينيًا للوضع، ولكنه مناقشة طارئة تهدف إلى اتخاذ قرارات عملية للتنفيذ التشغيلي في الميدان”.
وأوضحت الصحيفة: “تجري دراسة إمكانية حملة واسعة ضد شبكات الإرهاب في شمال (السامرة) منذ أشهر طويلة. أسباب ذلك واضحة: أن الإرهاب في (السامرة) رفع رأسه في الـ 18 شهراً الأخيرة وبقوة أكبر منذ بداية 2023. ينبغي أنْ تضاف إلى هذا كمية مجنونة من الوسائل القتالية في الميدان، تلك التي تتبع المواصفات وتلك التي تصنع محليًا، بما في ذلك عبوات كثيرة مثل تلك التي تفجرت في الحملة التي تعقدت في جبهة جنين، والتحريض من جانب منظمات الإرهاب، وانعدام سيطرة السلطة الفلسطينية مما يؤدي إلى الفوضى في الميدان”.
وشدّدّت المصادر، نقلاً عن ذات المصادر، على أنّ “الأمر الوحيد الذي يحول بين كل هذا وبين انفجار واسع هو حجم إحباطات غير مسبوق من “الشاباك” والجيش – 375 إحباطاً ذا مغزى منذ بداية 2023 (بما في ذلك نحو 300 إحباط لعمليات إطلاق نار)، وبالمقارنة مع 474 إحباطاً ذا مغزى في العام 2022″.
التخوف الرئيسيّ: انعدام المعلومات الاستخبارية
ورأت المصادر أنّ “كلّ هذا سيؤدي بالجيش الإسرائيليّ إلى حملة واسعة في شمال (السامرة)، ويمكن أنْ يكون هناك محفزان لمثل هذه الحملة: الأول، عملية شاذة، والثاني جملة من المعلومات الاستخبارية النوعية والمركزة التي تسمح بضربة مدروسة عميقة لشبكات الإرهاب”.
ومضت قائلةً:” على الحكومة أنْ تقرر إذا كانت “عملية مستوطنة عيلي” تستجيب للمعيار الأول، وصحيح حتى يوم أمس، يبدو أنّ المعيار الثاني لم يتحقق بقدر كاف، وإلّا لانطلقت إسرائيل منذ زمن بعيد إلى الحملة موضع الحديث”.
وتابعت:”بإمكان القيادة السياسية أنْ تأمر بذلك حتى مع معلومات استخبارية جزئية، لكن انطلاقاً من فهم المخاطر: ففي غياب معلومات استخبارية كافية، قد تتعثر الحملة، ومن شأن القوات أنْ تعلق في أطول مما ينبغي في الميدان، ومن شأن النتيجة ألّا تكون مرضية من ناحية الإنجازات وإشكالية من ناحية ضرر يجلب انتقادًا من العالم الغربي والعربي، وضرر في الساحة الفلسطينية (وربما أيضاً تورط مع غزة وفي جبهة الشمال)، وقتلى كثيرين في الجانب الفلسطيني وإصابات لقوات الجيش الإسرائيلي”.
واختتمت الصحيفة: “على إسرائيل أنْ تسأل نفسها إذا كانت تلعب تكتيكيًا، فقط في (السامرة) أم ستوضح الحدود لحماس، حتى بثمن تصعيد متجدد في الجنوب (وربما أيضًا في الشمال). ثمة حاجة إلى إعادة الأمن في الضفة، لكن التدهور الأمني في عموم الجبهات في الأشهر الأخيرة يدل على أنّ مَنْ لا يردع في (السامرة) سيلقى التحدي آجلاً أم عاجلاً منها أيضًا”، على حدّ تعبيرها.
وغنيٌّ عن القول في الخُلاصة إنّ الكيان يخشى أكثر ما يخشاه أنْ تندلِع الانتفاضة الثالثة، ذلك لأنّ الفلسطينيين، باعترافٍ إسرائيليٍّ، عبروا حاجز الخوف وباتوا لا يُقيمون وزنًا لقمع الاحتلال وبطشه، كما أنّ أوضاعهم الاقتصاديّة في أسوأ حالٍ، ناهيك عن أنّ سلطة رام الله أصبحت على الأغلب بمثابة سراب لا تُسمِن ولا تُغني عن جوع.

Editor Editor

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *