الضفة تشتعل.. شهيد فلسطيني وإصابة العشرات وحرق منازل وسيارات في اعتداءات عنيفة للمستوطنين بعد مقتل إسرائيليين بعملية إطلاق نار.. الرئاسة الفلسطينية تُدين وحماس تُهدّد..

الإنتشار العربي :استشهد فلسطيني مساء اليوم الأحد، بعد هجوم للمستوطنين على الأهالي في بلدة زعترة بنابلس المحتلة، عقب إصابته بجراح حرجة في منطقة البطن.
وأعلنت وزارة الصحة، استشهاد سامح حمدلله محمود أقطش (٣٧ عاماً)، متأثراً بجروح بالغة، أصيب بها بالرصاص الحي في البطن، جراء اعتداء قوات الاحتلال والمستوطنين على بلدة زعترة.
كما أصيب عشرات الفلسطينيين بجروح وحالات اختناق، الأحد، وتعرض عدد من المنازل والسيارات للاحتراق، جراء اعتداءات مستوطنين إسرائيليين، على بلدة حوارة جنوبي نابلس، شمال الضفة الغربية.
وقالت وزارة الصحة، في بيان، إن “إصابة خطيرة بحجر في الرأس أدت لكسر في الجمجمة، وصلت إلى مركز طوارئ حوارة الحكومي جراء اعتداءات الجيش الإسرائيلي والمستوطنين.
وأضافت الوزارة، أن “20 حالة اختناق جراء استنشاق الغاز المسيل للدموع والدخان الناتج عن أعمال الحرق، وإصابة طفيفة بقضيب معدني في الوجه، وصلت إلى المركز الطبي وحالتهم مستقرة”.
من جانبها، قالت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني (غير حكومية) في بيان، إن “98 فلسطينياً أصيبوا في بلدة حوارة، بينهم شخص تعرض للطعن بسكاكين، وآخر بجروح بسبب ضربه بقطعة حديد”.
وأضافت الجمعية، أن “95 فلسطينيا أصيبوا بالاختناق جراء استنشاق الغاز المسيل للدموع، كما أعاق الجيش الإسرائيلي عمل الطواقم الطبية، وجرى الاعتداء على 3 مركبات إسعاف”.
وأفاد مراسل الأناضول نقلاً عن شهود عيان، بأن عشرات المستوطنين وبحماية من الجيش الإسرائيلي اقتحموا بلدة حوارة من ناحية دوار سلمان الفارس القريب من مستوطنة “يتسهار”، ومن ناحية حاجز زعترة العسكري.
وأضاف، أن المستوطنين أحرقوا عددا من المنازل والسيارات والممتلكات، على أطراف البلدة.
بدوره، قال مسؤول ملف الاستيطان في شمال الضفة غسان دغلس في بيان صحفي، أن اعتداءات المستوطنين في حوارة طالت الفلسطينيين ومنازلهم، وعددا من المركبات.
وأظهرت مقاطع فيديو انتشرت عبر وسائل التواصل الاجتماعي، اشتعال النيران في عدد من المنازل، وفي معرض للسيارات.
في السياق نفسه، حذرت حركة “حماس”، إسرائيل “من مغبّة وتداعيات إطلاق يد المستوطنين ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية”.
ودعت الحركة، في بيان لها، الفلسطينيين في الضفة إلى “هبّة تضامنية عاجلة وتشكيل حالة إسناد ودعم، تحمي بيوت المواطنين وممتلكاتهم وتتصدّى للمستوطنين”.
ومنذ بداية العام الجاري، استشهد ما يزيد عن 60 فلسطينيا برصاص إسرائيلي، بينهم 11 خلال اقتحام الجيش الإسرائيلي مدينة نابلس شمالي الضفة الغربية، الأربعاء.
وردا على هذه الاعتداءات، ينفذ فلسطينيون عمليات إطلاق نار، لا سيما في مدينة القدس الشرقية المحتلة، ما أودى إجمالا بحياة 10 إسرائيليين منذ بداية 2023.
كما قتل اسرائيليان بالرصاص في هجوم فلسطيني في الضفة الغربية المحتلة الأحد، كما أعلن مسؤولون اسرائيليون، بينما عقد اجتماع في العقبة الاردنية بين مسؤولين اسرائيليين وفلسطينيين تعهدوا في ختامه “منع المزيد من العنف”.
وقال بيان مشترك صدر عن رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو ووزير الأمن القومي إيتمار بن غفير “في هذا اليوم الصعب (…) قتل مواطنان إسرائيليان في هجوم فلسطيني”.
ووقع إطلاق النار الذي استهدف مركبة عند مفترق طرق قرب قرية حوارة بين مدينتي نابلس ورام الله في الضفة الغربية المحتلة.
وبحسب متحدث باسم خدمة إسعاف نجمة داوود الحمراء لوكالة فرانس برس، تم نقل مصابين اثنين إلى المستشفى قبل أن يعلن عن وفاتهما لاحقا.
وأكد الجيش الإسرائيلي “ملاحقة المنفذين وإغلاق المنطقة”.
ورصد مصور فرانس برس قوات الأمن الإسرائيلية التي انتشرت على طول الطريق وشرعت في تفتيش المركبات العابرة.
من جانبها، أكدت المتحدثة باسم رئيس مجلس المستوطنات الإسرائيلي في شمال الضفة الغربية أن القتيلين هما الشقيقان اليهوديان هلل (22 عاما) وياغيل (20 عاما) يانيف من مستوطنة “هار براخا”.
عقب الهجوم، دعا وزير الاستيطان في الحكومة الإسرائيلية أوريت ستروك “الوفد الإسرائيلي للعودة فورا” من اجتماع العقبة.
وستروك وبن غفير وزيران في الحكومة الإسرائيلية التي توصف بأنها الأكثر يمينية في تاريخ الدولة العبرية والتي أدت اليمين الدستورية أواخر العام الماضي.
من جهتها، رحبت حركة الجهاد الإسلامي بالهجوم.
وقالت في بيان “تبارك حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين العملية البطولية وسط بلدة حوارة بنابلس والتي أدت إلى مقتل اثنين من قطعان المستوطنين الصهاينة”.
– تهدئة واستيطان –
يأتي الهجوم بعد عدة أيام من العملية العسكرية الإسرائيلية الأربعاء في مدينة نابلس شمال الضفة الغربية والتي أدت إلى استشهاد 11 فلسطينيا وجرح أكثر من 80 بالرصاص الحي.
ومنذ مطلع العام الجاري، أودت أعمال العنف والمواجهات ب 62 فلسطينيا بينهم مقاتلون ومدنيّون بعضهم قصّر، و11 إسرائيليا بينهم ثلاثة قاصرين، فضلا عن امرأة أوكرانية، وفق تعداد لوكالة فرانس برس يستند إلى مصادر رسمية إسرائيلية وفلسطينية.
واستدعى التصعيد الدامي بين الجانبين دعوات لوقف العنف.
وفي العقبة على البحر الأحمر، بحث ممثلون عن الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي الأحد “التهدئة” بعد أشهر من العنف الدامي.
وأورد بيان وزعته وزارة الخارجية الأردنية في ختام الاجتماع أن “الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي أكدا التزامهما بجميع الاتفاقات السابقة بينهما (…) وجددا التأكيد على ضرورة الالتزام بخفض التصعيد على الأرض ومنع المزيد من العنف”.
ويعتبر الاجتماع بين الجانبين الأول من نوعه منذ سنوات، إذ إن مفاوضات السلام بين إسرائيل والفلسطينيين متوقفة منذ العام 2014.
وقالت مصادر مطلعة إن الاجتماع عقد بين رئيس جهاز الاستخبارات الفلسطيني ماجد فرج ورئيس جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي (شين بيت) رونين بار.
ويأتي اجتماع العقبة وسط معارضة الشارع الفلسطيني، فيما أعرب القيادي بالجهاد الإسلامي خالد البطش عن رفض جميع الفصائل الفلسطينية في غزة باستثناء حركة فتح، لهذا الاجتماع.
وقالت حركة الجهاد في بيانها إن العملية قرب حوارة “تبعث برسالة قوية إلى اجتماع قمة العقبة الأمني، أن مقاومتنا حاضرة رغم حجم المؤامرة”.
بدورها، رفضت حركة حماس الإسلامية التي تسيطر على قطاع غزة الاجتماع واعتبرته “خروجا عن الإجماع الوطني”.
وصرح بسام الصالحي أمين عام حزب الشعب الفلسطيني وعضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير لفرانس برس أن “إسرائيل نسفت الاجتماع قبل ان يعقد من خلال المجزرة التي ارتكبتها في نابلس والتضييقات على الاسرى في السجون”.
ومنحت الحكومة الإسرائيلية الجديدة بن غفير الذي عُرف عنه تحريضه على العرب، صلاحيات واسعة في الضفة الغربية، في وقت تعهدت الحكومة اليمينية بمواصلة التوسع الاستيطاني على حساب الفلسطينيين.
وتعتبر المستوطنات الإسرائيلية حيث يعيش نحو 475 ألف مستوطن، غير قانونية بموجب القانون الدولي، فيما يبلغ تعداد الفلسطينيين في الضفة الغربية 2,9 مليون نسمة.
قبيل تشكيل الحكومة، أكد نتانياهو أنه سيعمل على تطوير الاستيطان “في جميع أنحاء أرض إسرائيل، في الجليل والنقب والجولان وفي يهودا والسامرة (الضفة الغربية المحتلة)”.
تحتل إسرائيل الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية منذ العام 1967.
كما أدانت الرئاسة الفلسطينية مساء اليوم الأحد “الأعمال الإرهابية التي يقوم بها المستوطنون بحماية قوات الاحتلال الإسرائيلي” في الضفة الغربية.
وقالت الرئاسة في بيان نشرته وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية (وفا)، إن هجمات المستوطنين في “حوارة وبورين وعينبوس وغيرها من المناطق أدت إلى إصابة أكثر من 100 فلسطيني وحرق المحلات التجارية والمنازل والسيارات وممتلكات عامة أخرى”.
وأكدت الرئاسة أن “هذا الإرهاب ومن يقف خلفه يهدف إلى تدمير وإفشال الجهود الدولية المبذولة لمحاولة الخروج من الأزمة الراهنة”، محملة الحكومة الإسرائيلية المسؤولية الكاملة عن هذه التطورات.