الخطر الإيرانيّ “يجمع” الكيان والدول المُطبّعة؟ بن زايد يُهنّئ نتنياهو بالفوز ويدعوه لزيارة الإمارات.. قائد سلاح الجوّ الاحتلال زار البحرين والشيخ آل خليفة: “سنُواصِل تعزيز علاقاتنا بإسرائيل بعد تشكيل نتنياهو”
الإنشار العربي :بعد مرور عدّة أيّامٍ على تحقيه النصر في الانتخابات أعاد رئيس الوزراء الإسرائيليّ القادِم بنيامين نتنياهو وبقوّة إلى الأجندة قضية توجيه ضربةٍ عسكريّةٍ لتدمير البرنامج النوويّ الإيرانيّ، بالمُقابِل ظهر واضحًا أنّ الدول الخليجيّة المُطبِّعة مع كيان الاحتلال، لم تُقِم وزنًا لنتائج الانتخابات الإسرائيليّة وعودة نتنياهو إلى رئاسة الوزراء مدعومًا بقوى فاشيّةٍ وعنصريّةٍ ومتطرفةٍ جدًا، إذْ هنّا ولي العهد في دولة الإمارات العربيّة المُتحدّة الشيخ محمد بن زايد نتنياهو بفوزه ووجّه له دعوةً لزيارة دبي، وفي المُقابِل قال المستشار الدبلوماسيّ لملك البحرين الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة: “سوف نتمسّك بـ (اتفاقيات أبراهام) ونتوقع أنْ نستمر على نفس الخط في الشراكة بين البلدين”، مُضيفًا في الوقت عينه أنّ “الدولة الخليجية الموقعة على (اتفاقات أبراهام) ستواصل بناء علاقاتها مع إسرائيل حتى بعد تشكيل الحكومة المرتقبة بقيادة بنيامين نتنياهو .نريد أنْ ننجح معا ونواجه كل التهديدات”. وسبق أنْ أكّدت مصادر وازنة جدًا في دولة الاحتلال أنّ الدول الخليجيّة تخشى “التوسّع الإيراني وهيمنة الجمهوريّة الإسلاميّة على الشرق الأوسط، علاوة على إمكانية حيازتها القنبلة النوويّة”.
وطبعت إسرائيل، في ظل حكومة نتنياهو في عام 2020، العلاقات مع الإمارات والبحرين، حيث يهيمن القلق حيال نفوذ إيران في المنطقة على الاستراتيجية الأمنية، وذلك بموجب اتفاقيات ابراهيم التي توسطتها الولايات المتحدة الأمريكية.
وتابع الشيخ آل خليفة إن فوز نتنياهو “طبيعي ومتوقع دائمًا”. وأضاف في تصريحات للصحفيين “لدينا اتفاق مع اسرائيل، وهو جزء من (اتفاقيات أبراهام)، وسنلتزم باتفاقنا ونتوقع أنْ يستمر على نفس المسار وأنْ نواصل بناء شراكتنا معًا”.
ولم تكُنْ تصريحات آل خليفة يتيمةً، فقد أعلن الكيان، أوّل من أمس الخميس، أنّ رئيس أركان سلاح الجو الإسرائيليّ أجرى زيارة “غير مسبوقة” إلى مملكة البحرين.
وقال الجيش الإسرائيلي في بيان: “في سابقة هي الأولى من نوعها، شارك رئيس أركان سلاح الجو العميد إيال غرينبويم هذا الأسبوع في مؤتمر قادة القوات الجوية بالبحرين”. كما شارك في المؤتمر الذي استضافه قائد سلاح الجو الملكي البحريني، كل من نائب قائد القوات الجوية في القيادة المركزية الأمريكية ونائب قائد القوات الجوية لدولة الإمارات وممثلين رفيعي المستوى من الهند وإيطاليا وبريطانيا والبرازيل وغيرها، وفق البيان.
وأضاف أنّ “الزيارة تأتي في إطار استمرار تعزيز العلاقات والتعاون بين الجيش الإسرائيلي وجيوش المنطقة، وعلى رأسها القيادة المركزية الأمريكيّة”.
وجديرٌ بالذكر أنّ وزير الأمن الإسرائيليّ، الجنرال المُتقاعِد بيني غانتس زار البحرين في شباط (فبراير) الماضي في أوّل زيارةٍ رسميّةٍ لوزير الحرب الإسرائيليّ إلى المملكة الخليجيّة، حيثُ وصل إليها في طائرةٍ خاصّةٍ مرّت في الأجواء السعوديّة، طبعًا بعد ترتيب الأمر مُسبقًا مع السلطات ذات الصلة في الرياض، كما كشفت المصادر في تل أبيب، التي لاحظت أنّ زيارة غانتس للبحرين جاءت بعد عدّة أيّامٍ من زيارة رئيس الكيان يتسحاق هرتسوغ، إلى دولة الإمارات العربيّة المُتحدّة.
وبحسب المصادر في الكيان فقد وقّع غانتس خلال الزيارة على اتفاقياتٍ مع البحرين لبيعها الأسلحة والعتاد العسكريّ، لافِتةً إلى أنّ هذه الاتفاقيات ستُنعِش الصناعات العسكريّة الإسرائيليّة بمليارات الدولارات، كما أنّها ستُدخِل الأموال الطائلة لخزينة الدولة العبريّة، على حدّ تعبيرها، مع العلم أنّ إسرائيل امتنعت عن الكشف عن نوع الأسلحة التي ستقوم مملكة البحرين بشرائها من كيان الاحتلال.
ولفتت المصادر أيضًا إلى أنّ هذه الصفقات العسكريّة مع البحرين تأتي بعد عدّة أشهر من توقيع كيان الاحتلال على اتفاقيات بيع أسلحة للملكة المغربيّة، والتي أكّدت تقارير صحافية وغربية أنّ هذه الأسلحة للجيش المغربيّ مُعدّة لمُواجهة الجزائر، على حدّ تعبيرها.
بالإضافة إلى ذلك، شدّدّ المصادر على أنّ توثيق العلاقات بين دولة الاحتلال وبين مملكة البحرين يحمِل في طيّاته أبعادًا إستراتيجيّةً مهمّةً جدًا للطرفيْن، إذا أنّ المنامة وتل أبيب، أضافت، يتشاركان في مُحاربة الهيمنة والإرهاب من قبل الجمهوريّة الإسلاميّة في إيران، وأنّ العلاقات الثنائيّة بينهما تهدِف أيضًا لردع طهران، وذلك بسبب قربها الجغرافيّ من إيران، على حدّ تعبير المصادر.
وتشارك دول الخليج إسرائيل القلق بشأن برامج إيران النووية والصاروخية وشبكة وكلائها الإقليميين. وتعتمد دول الخليج على الولايات المتحدة في الأمن بهذا الشأن. وتبادلت إسرائيل والبحرين السفراء وأبرمتا اتفاقيات عديدة في مجالات متنوعة منذ أنْ وقّعتا عام 2020 اتفاقية لتطبيع العلاقات بينهما بوساطةٍ أمريكيّةٍ.
جديرٌ بالذكر أنّه في خضّم التطبيع وتعزيزه وتقويته غابت القضية الفلسطينيّة عن الأجندة، إذْ أنّ نظرية نتنياهو تقوم على مبدأ عقد المزيد من الاتفاقيات مع العرب، دون إقحام القضية الفلسطينيّة في اتفاقيات التطبيع والسلام أوْ الاستسلام، تمامًا كما فعل سابقًا، وسيعمل في الحاضر والمُستقبل، وفق ما تؤكِّد المصادر السياسيّة الوازنة في تل أبيب.