الحمد لله.. لا زيادة على أسعار القبور.. وسنموت جوعا ليحيا الوطن!
الإنتشار العربي :د. محمد أبو بكر
أخيرا، وبعد سنوات مضنية وصعبة وعقيمة، عرفت لماذا يغار العالم منّا في الأردن، ولماذا ينظرون إلينا بعيون كلها مليئة بالحسد والحقد ؟ نعم، لقد اكتشفت ذلك، وشكرا لبعض الأشخاص الذين كانوا ملهمين لي وصولا لاكتشافي، الذي أراح أعصابي من عناء سنوات وسنوات.
شكرا جزيلا للنائب الذي دعا المواطنين للموت جوعا في سبيل أن يحيا الوطن، كلام في غاية الأهمية، ويدلّ بوضوح على الوعي والثقافة التي يتميز بها كثير من النواب، فموت الناس جوعا مطلب مهم جدا، وإذا مات الناس، لم يعد هناك شعب على الأرض الاردنية، وهكذا ترتاح الحكومة من هموم الأردنيين ومشاكلهم !
طبعا ؛ هذه المطالبات أو الدعوات الشعبوية السخيفة يطلقها البعض دون معرفة معناها، وكان الأجدى به القول ؛ إنّ المواطن الأردني على استعداد للموت عندما يواجه الأعداء الصهاينة الذين لا يخفون أطماعهم بالأردن، أما القول بأنهم مستعدون للموت جوعا، فأقولها له ولغيره.. يا رجل ؛ نحن كشعب من نتحمّل مسؤولية اختياركم، وكان يوما أغبرا عندما وصل بعضكم للبرلمان، ونحن نعلم كيف وصل هؤلاء، واسألوا عن نسب التزوير في مواسم انتخابية سابقة والتي ذكرها رئيس حكومة سابق قبل أسابيع قليلة.
وهنا لا بدّ من طمأنة الأردنيين الذين باتوا على إستعداد للموت جوعا، وعددهم يقارب نصف السكان، حيث أن أسعار القبور لن ترتفع أبدا، وهذه مكرمة حكومية تستحق التقدير، خاصة وأنّ إشاعات سرت مؤخرا عن رفع أسعار القبور، وعندما علمت الحكومة بنيّة الناس الموت جوعا في سبيل أن يحيا الوطن أكّدت عدم النية على رفع أسعارها، وربما تتخذ قرارا جريئا مفاده.. من يشتري قبرين فالقبر الثالث مجّانا.. ياجماعة ؛ عن جد.. هالحكومة ( بتجنن ) وروعة وحاملة هموم الناس حتى الميّتين منهم !
أمّا لماذا يغار العالم منّا ؟ سوف أخبركم بوجود العديد من الأسباب، ولكننا نظلم أنفسنا كثيرا ؛ فنحن دائما نحتلّ المراكز الأولى عالميا في كل شيء، أي أننا من العشر الأوائل على مستوى العالم والأمثلة على ذلك متعددة ؛ الأول على العالم في شحّ وفقر المياه، معلش سنشرب بيبسي كولا !
الخامس في مؤشر التعاسة، وهذا دليل على الجوع الذي نعانيه، لا بأس، فالوطن يستحق أن نجوع من أجله ومن أجل أصحاب الكروش المنتفخة.
الأوّل في هجرات الشباب وهروبهم، بحثا عن العمل لرفد العالم بخبراتنا، والأول على مستوى العالم في ثقافة النواب والمسؤولين، لا يوجد منافس لذلك أبدا، وأتحدّى من يقول غير ذلك، والأوّل في إطلاق الرصاص إبتهاجا بالأفراح والمناسبات، والأوّل في تولّي رؤساء حكومات سابقين مسؤولية الجاهات في الأفراح، وطلب يد العروس بعد أن فقدوا نفوذهم.
لأجل ذلك.. نحن نعاني من الحسد، وهذا يحتاج فورا البحث عن أحد شيوخ فكّ الطلاسم ليقوم بحلّ هذه العقدة، وأنا على استعداد لدفع التكاليف.. ياجماعة ؛ إحنا عن جدّ محسودين، ما حدا فينا عارف ماذا يجري ولوين رايحين، وربنا يستر !
ملاحظة.. قد يعتقد البعض بأنني أقوم بجلد الوطن، معاذ الله، بل أقوم بجلد اولئك الذين أساؤوا لسمعة الوطن وهم في مواقع مسؤولية مهمة، وكل الأردنيين يعرفون من هو فلان وعلّان، وكيف وصل للكرسي، ورغم غبائه غير المحدود يقوم بالتنظير علينا وإعطائنا الدروس.. عن جد قمّة المهزلة والسخرية أن يقرر بعض هؤلاء مصيرنا !
كاتب من الاردن