الاردن: إمنحونا المزيد من الخوازيق وخذوا منّا ما يدهش العالم!
الإنتشار العربي :د. محمد ابو بكر
شخصيا، لا أهتمّ لتصريحات المسؤولين الأردنيين، حتى لو صرّح وزير الخارجية المحترم أيمن الصفدي بأنّ ما تقوم به إسرائيل في الضفة الغربية هو تقويض لحلّ الدولتين، يعجبني مصطلح (تقويض) الذي يكرره وزير خارجيتنا دائما، طبعا لازم الوزير يكثر من تكراره حتى تعرف إسرائيل أنّ الله حق، ولن نسامحها، وسنكون زعلانين منها جدا جدا.. لا يجوز تقويض حل الدولتين يانتنياهو ، وبعدين معك؟.. خلص، بيكفي تقويض يارجل، لقد مللنا من تقويضاتك لحلّ الدولتين !
سألني شاب عن تصريح آخر لوزيرة الثقافة الأردنية هيفاء النجار تقول فيه.. على الشباب الأردني أن يتحلّى بالإيجابية والأمل! هيك التصريحات إللي عليها القيمة، والموجّهة للشباب الأردني ، طبعا لازم يتحلّوا بالإيجابية والأمل، بس شو قصدها الوزيرة وشو معنى كلامها؟ حيث أصرّ الشاب على توضيح كلام الوزيرة، وأنا طبعا بصفتي متعلّما ومثقّفا قدّ الدنيا لازم أوضّح معنى التصريح!
أجبته بفخر واعتزاز؛ الوزيرة يا إبني واضحة جدا، ولديها اهتمام بالشباب ولازم يتحلّوا بالإيجابية والأمل، فحدّق بي الشاب وخاطبني.. يارجل، شو معناها؟ أنا مو فاهم شي! فأجبته؛ يعني إيجابية وأمل ، وإحنا يامحترم مش أفهم من معالي الوزيرة !! وبصراحة يابني؛ عندما أفهم ما قالته الوزيرة سوف أجيبك، لأن كلامها يحتاج لمعجم ياقوت الحموي!
تصريح الوزيرة مهم جدا، وقد تعتمده الجمعية العامة للأمم المتحدة واحدا من وثائقها الهامة، فالإيجابية والأمل مطلوبة ياجماعة، صحيح أنّ عدد العاطلين عن العمل يقارب النصف مليون شاب ، وأن آلافا من خريجي الجامعات تقدّموا لوظيفة عامل نظافة دون فائدة، والكثير من الشباب تجاوزوا سنّ الأربعين بلا زواج، ومن يسّر الله له عملا فالراتب لا يتجاوز المائتي دينار، وبالتالي لا بدّ من الإيجابية والأمل حتى لو أكلنا هوا!
الشباب الأردني بات بلا إيجابية وبلا أمل، وما في داعي لتصريحات لا نفهم معناها، فتزيد الإحباط واليأس والقنوط، ولكن في كل الأحوال، الوزيرة معها حق، لازم نتحلّى بالإيجابية والأمل رغم كلّ الخوازيق والمصائب التي تقع على رؤوسنا ليلا نهارا، ولكننا شعب صعب المراس ويتحمّل الكثير، وحسبي الله ونعم الوكيل !
إمنحونا المزيد من الخوازيق وخذوا منّا ما يدهش العالم!
كاتب من الاردن