الاحتلال فَشِلَ بُعيْد الانتفاضة الأولى بالقضاء على التعليم… المُقاطعة: “لا نستخفّ بتفاقم العنف والرعب ضدّنا مع صعود الفاشيّة لحكم دولة الاستعمار ولكنّنا نؤمن بشعبنا وبالأخّص شبابنا”

الإنتشار العربي :أصدرت حركة المقاطعة وسحب الاستثمارات (BDS) بيانًا جاء فيه “لا نستخفّ أبدًا بتفاقم العنف والقمع والرعب الذي يتوقعه شعبنا مع تصاعد الفاشيّة الإسرائيليّة غير المقنّعة إلى سدة حكم دولة الاستعمار والاحتلال، ولكننا مؤمنون بعزم شعبنا الراسخ، وبالأخص شبابنا، على مقاومة كلّ اضطهاد وفي تكثيف النضال من أجل حقوقنا المتأصلة وغير القابلة للتصرّف، كما نؤمن بأنّ تضامنكم/ن الهادف لا غنى عنه في مسيرتنا نحو النصر والحرية والعدالة”.
وتابع البيان، الذي تلقّت (رأي اليوم) نُسخةً منه، “ساهم الشباب الفلسطينيّ في نضالنا التحرري المستمر منذ عقود، ووصل دوره إلى مستوى غير مسبوق خلال الانتفاضة التي اندلعت عام 1987 ضدّ الاحتلال العسكريّ الإسرائيليّ والقمع الاستعماريّ الاستيطانيّ”.
ومضى البيان قائلاً: “بعد اندلاعها، وكجزءٍ من الهجوم الإسرائيليّ العنيف على التعليم الفلسطينيّ، قامت إسرائيل تدريجيًا بإغلاق جميع الجامعات والمدارس الفلسطينية في قطاع غزة والضفة الغربية، بما في ذلك القدس الشرقية، بهدف استعمار العقول الفلسطينيّة”.
وتابع: “على الرغم من ذلك، أصرَّ الأساتذة والطلبة الفلسطينيون على الحقّ في التعليم من خلال ابتكار مساحات تعليمية بديلة، في المنازل والمساجد والكنائس وأقبية المراكز المجتمعية، ضمن موجة ملهمة من التحدي الجماعي للقمع الوحشي الذي يمارسه الاحتلال عليهم”.
وأشار بيان حركة المقاطعة إلى أنّه “إلى جانب المنهاج الدراسيّ الأساسيّ، تعلّم الطلبة من المعلمين/ات وأولياء الأمور، وحتى من بعضهم البعض، عن الإرث الغنيّ للمقاومة الشعبيّة الفلسطينيّة، بما في ذلك الصمود، وتنظيم الاحتجاجات والإضرابات، ومقاطعة منتجات المحتل، قدر الإمكان.”
وشدّدّ البيان أيضًا على أنّ “هذا الإرث الطويل من المقاومة الشعبية المتجذرة، جنبًا إلى جنب مع النضالات الدوليّة المناهضة للاستعمار والعنصريّة، هو الذي ألهم في النهاية ولادة حركة مقاطعة إسرائيل BDS في عام 2005.”
وأوضح أنّه “بربطها نضالنا التحرري ليس فقط بالنضالات من أجل العدالة بأشكالها عالمياً، ولكن أيضًا بالحاجة الماسّة لإنهاء التواطؤ الدولي مع نظام الاستعمار الاستيطانيّ والأبارتهايد الإسرائيليّ، كانت حركة المقاطعة (BDS) أوضح مظهر لانتفاضةٍ معولمةٍ بقيادةٍ فلسطينيّةٍ”.
وأوضح البيان أنّ “تحرير عقولنا هو في صميم هذه الانتفاضة. في عام 2017، وبالشراكة مع الاتحاد العام للمعلمين الفلسطينيين، أطلقت اللجنة الوطنية الفلسطينية للمقاطعة حملة “التعليم من أجل التحرير”، وهي حملة استراتيجيّة تهدف إلى إشراك طلبة المدارس ومجتمعات المدارس بشكلٍ فعّالٍ في النضال من أجل الحرية والعدالة والمساواة”.
ولفت البيان إلى أنّه “من خلال توفير التدريب المجتمعي لمئات المعلمين/ات حول مبادئ حركة المقاطعة، والحملات الاستراتيجيّة الشعبيّة، ودعم مبادرات الشباب، أثرت الحملة حتى الآن على أكثر من 125,000 طالب\ة. فقد انتشرت حملات المقاطعة والتوعية حول المقاطعة كمقاومة شعبية، التي يقودها الطلبة في أكثر من 500 مدرسة، باستخدام الفن والشعر والدبكة والموسيقى والمسرح والفيلم وغيرها من وسائل الإعلام لحشد المقاطعة الواسعة للمنتجات الإسرائيلية ودعم المنتجات المحلية”.
ومضى البيان قائلاً: “عملنا أيضًا مع طلبة جامعيين/ات ملتزمين/ات لبناء “أندية BDS الطلابية” في الجامعات الفلسطينية الرائدة لتوفير مساحة للتعلّم والعمل الموجّه نحو قيادة الحملات المحلية والتواصل الدوليّ”.
واختتم البيان: “بعد المشاركة في ورش عمل مكثفة وتفاعلية، ينظم أعضاء أندية حركة المقاطعة حملات في جامعاتهم أوْ مجتمعاتهم المحلية، ومن خلال هذه الحملات، التي تركّز على المقاطعة الأكاديمية والثقافية والاقتصادية للمؤسسات والشركات المتواطئة مع الاحتلال، يقومون بحشد دعم الطلبة وأعضاء هيئة التدريس والعاملين/ات لجعل الجامعات خالية من الأبارتهايد، توافقًا مع المبادئ التوجيهيّة لحركة المقاطعة القائمة على التوافق الواسع”، بحسب ما أكّده البيان.