الأمم المتحدة تعتبر أي نزوح قسري بغزة “تطهيرا عرقيا”
امتنعت الأمم المتحدة، الأربعاء، عن التعليق مباشرة على مخططات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المتعلقة بالاستيلاء على قطاع غزة بعد تهجير الفلسطينيين، لكنها أكدت أن النزوح القسري يعد “تطهيرا عرقيا” بموجب القانون الدولي.
وخلال مؤتمر صحفي في نيويورك، سُئل متحدث الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك، عما إذا كان الأمين العام أنطونيو غوتيريش يعتبر مخططات ترامب بشأن غزة تطهيرا عرقيا، فأجاب قائلا: “أي نزوح قسري للسكان يعادل تطهيرا عرقيا”.
ورغم إحجام دوجاريك عن التعليق المباشر على مخططات ترامب، أعلن أن غوتيريش سيلقي كلمة في اجتماع لجنة الأمم المتحدة المعنية بممارسة الشعب الفلسطيني لحقوقه غير القابلة للتصرف، المقرر عقده بوقت لاحق الأربعاء.
ورداً على سؤال من الأناضول حول ما إذا كان غوتيريش يخشى أن تتسبب تصريحات ترامب في “مزيد من التدمير في الأراضي الفلسطينية” و”خلق سابقة خطيرة”، أشار دوجاريك إلى الأزمات المتفاقمة حول العالم.
وقال: “نحن في الأمم المتحدة، كقاعدة ومبدأ، ندعم الجهود الرامية لحل النزاعات من خلال الحوار والمفاوضات التي تحترم حقوق وكرامة جميع الأطراف المعنية”.
ومساء الثلاثاء، كشف ترامب خلال مؤتمر صحفي جمعه مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض، عزم بلاده الاستيلاء على غزة بعد تهجير كامل سكانه من الفلسطينيين إلى دول أخرى.
ولم يستبعد ترامب إمكانية نشر قوات أمريكية لدعم إعادة إعمار غزة، متوقعا أن تكون للولايات المتحدة “ملكية طويلة الأمد” في القطاع الفلسطيني.
ولاقت خطط ترامب إشادة وامتنانا واسعين على المستوى السياسي بإسرائيل، بما يشمل مختلف التوجهات.
فيما صدرت في المقابل ردود فعل واسعة رافضة له بشدة من قبل الرئاسة والفصائل الفلسطينية، ودول ومنظمات إقليمية ودولية.
واعتبر الخبير السياسي الفلسطيني بلال الشوبكي في حديث مع الأناضول، أن من الممكن لمخطط ترامب إزاء غزة أن “يحمل نية حقيقية للتنفيذ”، لكنه لم يستبعد أن يكون الرئيس الأمريكي يوظف هذا الملف كورقة ضغط لتخفيض سقف الطموح الفلسطيني، سواء على صعيد مفاوضات غزة أو مطالب تأسيس دولة فلسطينية.
ومنذ 25 يناير/ كانون الثاني الماضي، يروج ترامب لمخطط نقل فلسطينيي غزة إلى دول مجاورة مثل مصر والأردن، وهو الأمر الذي رفضه البلدان، وانضمت إليهما دول عربية أخرى، ومنظمات إقليمية ودولية.
وبدعم أمريكي، ارتكبت إسرائيل بين 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 و19 يناير/ كانون الثاني 2025، إبادة جماعية بغزة خلفت أكثر من 159 ألف قتيل وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.