اريدور ” أل- شيخ- الصفدي” هل يصلح “الأمور العالقة”؟.. الأردن والسعودية على صفيح تفعيل وتنشيط”الدبلوماسية البرلمانية” مجددا .. ورئيس الشورى في أول زيارة رسمية لمجلس نواب الأردن”المنتخب” ..ما هي الخطوة التالية بعد “المجاملات”؟

الإنتشار العربي :ساعات قليلة فصلت بين حديث السفير السعودي النشط في الاردن بندر بن سلطان السديري عن تفعيل وتنشيط ما اسماه بالدبلوماسية البرلمانية بين المملكتين الجارتين وبين وصول رئيس مجلس الشورى السعودي عبد الله ال شيخ في اول زيارة له لمجلس للنواب الاردني في اطار تبادل للزيارات مرتبط ايضا بملف الدبلوماسية البرلمانية.
وتتصاعد الدبلوماسية البرلمانية في اطار علاقات اصبحت امتن بين عبد الله الشيخ رئيس مجلس الشورى السعودي ورئيس مجلس النواب الاردني احمد الصفدي.
ويبدو ان ال الشيخ يرد على زيارة رسمية قام بها لمجلس الشورى الصفدي برفقة وفد برلماني رفيع المستوى قبل عدة اسابيع .
لكن الملاحظ ان الشيخ وصل الى عمان رسميا بعد ظهر الجمعة وبعد نحو خمس ساعات على الاقل عن موعد الافطار الاسبوعي المعتاد للسفير السديري بحضور نخبة من الشخصيات السياسية ورجال الاعمال وبعض الاعلاميين.
وفي افطاره الاخير نشر السفير السديري تغريدة على موقع اكس او تويتر سابقا تضمنت صورا لضيوفه ومختصرا يفيد بان هذا الافطار ناقش الدبلوماسية البرلمانية ودورها في دعم العلاقات الاخوية.
ويبدو ان الجانب السعودي يتجاوب مع حالة إنفتاح اسسها لها الصفدي منذ اشهر واسابيع مع مؤسسة مجلس الشورى السعودية وهي مؤسسة ينظر في عمان الان وفي اوساطها البرلمانية بانها فاعلة ونشطة .
لكن الرهان المشترك على كاريدور الدبلوماسية البرلمانية وهو بكل حال تعبير نحته الصفدي منذ العام الماضي وفي اطار عدة زيارات وتسللات سياسية الطابع جرت على اكثر من صعيد مع دول عربية متعددة من بينها الجزائر ومصر والبحرين والعراق وسوريا بشكل الخاص.
الدبلوماسية البرلمانية شعار ترفعه العاصمتان الرياض وعمان الان على أمل تحريك الجهود في سياق العلاقات والاتصالات والمشاورات فيما الشيخ حرص قبل الزيارة على تاكيد انها حصرا لمجلس النواب المؤسسة ويرغب في مشاورات مباشرة ولا يرغب في إقامة مآدب تكريمية له هنا أو هناك فيما أعد له عشائ تشريفي خاص ووحيد في منزل رئيس مجلس نواب الأردن.
ويعلم المراقبون الغربيون بان الدبلوماسية البرلمانية لن تكون بكل الاحوال بديلا موضوعيا عن الدبلوماسية الرسمية .
لكن فيما يبدو سوء الاتصال والتنسيق بين الحكومتين في المملكتين الجارتين لأسباب سياسية يتجاهل الكشف عنها او الاعلان عنها الطرفان هو الذي يدفع باتجاه اضواء خضراء في عمان و الرياض تسمح بالعبور لتشكيل الدبلوماسية البرلمانية و التي تناقش العلاقات الثنائية وملفات الإقليم وتظهر جملة من الحرص على بقاء الود متصلا بين مؤسستي البرلمان في الاردن والشورى في السعودية خصوصا وان مجلس الشورى السعودي له حضور نافذ في المعادلة السياسية والاجتماعية وحتى الدينية السعودية ويدعم بقوة حالة الانفتاح التي يؤسس لها الامير محمد بن سلمان.
ويبدو ان العلاقات الاردنية السعودية عموما تمر بأكثر مرحلة مفتوحة الإحتمالات والتعبير وفيها قدر من الرغبة الصامتة من الجانبين في تحسين اشتراطاتها علما بان بعض الخلافات باتت معروفة للمراقبين في عدة ملفات من بينها الملف اليمني بشكل خاص وفي بعض التفاصيل كيفية التعامل مع اعادة ادماج العراق بوضعه الحالي وموقف متباين في المسالة اللبنانية .
وهي طراز من الخلافات لا يتحدث عنه الاردن علنا وتحتفظ السعودية بها لكن الواضح والمرجح ان اضواء خضراء وإرادة سياسية في الجانبين دفعت كل من الصفدي وال شيخ للابقاء على علاقات حميمية واخوية خصوصا وان ال شيخ يزور لاول مرة بصفة رسمية مؤسسو مجلس النواب الاردني المنتخب وزيارتيه السابقتين كانت الاولى لمجلس الاعيان و هو النظير لمجلس الشورى السعودي والثانية كانت لها لها علاقة باجتماعات البرلمان العربي.
مستوى التنسيق بين مؤسستين البرلمان في المملكتين يرتفع وبعض القضايا والمشاريع المشتركة تناقش في كواليس تلك الاجتماعات .
واغلب التقدير ان ال الشيخ والصفدي مفوضان بتجربة تهدئة الخواطر السياسية ومحاولة البناء على علاقات مؤسسية لكنها برلمانية في اطار خطوة متوافق عليها بين العاصمتين فيما يبدو على امل استعادة الاتصال السياسي وفي اي وقت خصوصا وان بعض المبادرات الايجابية صدرت عن ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان وبشكل لافت للنظر في عده لقاءات وحصرا تجاه ولي العهد الاردني الامير الحسين بن عبد الله وهي مؤشرات ولمحات يمكن البناء عليها مستقبلا.