ارتفاع حصيلة العُدوان الإسرائيلي على مخيّم جنين لـ 9شهداء و16 إصابة.. المُقاومة تتصدّى والرئاسة تصف ما جرى بـ”المجزرة”.. و”حماس” تُهَدّد إسرائيل بدفع الثّمن وتؤكد أن ردّ المُقاومة لن يتأخّر.. و”الجهاد الإسلامي” تُحذّر من “معركةٍ مفتوحة” في غزّة

الإنتشار العربي :على مدار أربع ساعات، نفذ الجيش الإسرائيلي عملية عسكرية واسعة في مخيم جنين للاجئين الفلسطينيين، شمالي الضفة الغربية، خلفت 9 شهداء وعشرات الجرحى، ودمارا كبيرا في المباني والممتلكات، فيما هدد نائب رئيس حركة “حماس” إسرائيل بدفع ثمن “مجزرة” جنين واكد ان ورد المقاومة لن يتأخر.
وفي إفادات للاناضول، قال سكان ومسؤولون إن المخيم شهد “معركة حقيقية” نفذها الجيش الإسرائيلي، استخدم خلالها الرصاص الحي والقذائف وطائرات مسيرة، ومركبات مصفحة.
وخلفت العملية العسكرية الإسرائيلية دمارا في البنية التحتية للمخيم، ودمرت مبان ومركبات.
ويبدو الدمار في كل مرافق المخيم، وشوهد عدد كبير من المركبات المدمرة في المخيم.
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية إن “حصيلة العدوان الإسرائيلي على جنين منذ صباح اليوم ترتفع إلى 9 شهداء بينهم سيدة مسنة، و 20 إصابة، بينها 4 بحالة خطرة.
من جانبه يقول عاصم مسلم، (أحد سكان المخيم)، للأناضول، “المشهد في المخيم يعدينا إلى العام 2002، حيث تعرض المخيم لعملية عسكرية واسعة أسفرت عن هدم غالبية منازله.
ويضيف “على مدار 4 ساعات أصوات الرصاص والتفجيرات لم تتوقف، المخيم شهد معركة حقيقة”.
وفي أبريل/نيسان 2002 اجتاح الجيش الإسرائيلي مخيم جنين خلال عملية “الدرع الواقي”، وقتل 52 من سكانه، وفق تقرير للأمم المتحدة في حينه.
بدورها أعلنت لجنة التنسيق الفصائلي في جنين الإضراب العام والحداد في كافة أنحاء المحافظة على أرواح الشهداء التسعة.
وانطلقت في عدة محافظات بالضفة الغربية مسيرات منددة.
** قصف عنيف
بدورها تقول زاهدة السولمي (شاهدة عيان)، للأناضول: “في تمام الساعة السابعة، استفقنا على وجود قوة خاصة وصلت الى المخيم عبر مركبة ثلاجة نقل ألبان، وحاصرت منزلا”.
وأضافت: “القوة الإسرائيلية فتحت النار على المنزل، وأطلقت عدة صواريخ تجاه المنزل”.
السيدة التي وقفت مصدومة أمام منزلها إثر تعرضه للدمار الكامل، تقول إن “الطواقم الطبية انتشلت 4 جثامين من داخل المنزل بعد انسحاب القوات الإسرائيلية”.
وقال شهود عيان آخرون للأناضول إنهم شاهدوا جرافة عسكرية إسرائيلية تدهس بدم بارد مركبة فلسطينية كان بداخلها مصاب.
**استهداف الطواقم الطبية
بدورها، قالت وزيرة الصحة الفلسطينية، مي كيلة، في بيان، إن الجيش الإسرائيلي استهدف الطواقم الطبية ومنع مركبات الإسعاف من الدخول للمخيم خلال العملية.
وأشارت إلى أن قوات الاحتلال اقتحمت مستشفى جنين الحكومي، وأطلقت بشكلٍ متعمد قنابل الغاز المسيل للدموع تجاه قسم الأطفال في المستشفى، ما أدى لإصابة أطفال بحالات اختناق.
**مجزرة
بدروه اتهم كمال أبو الرب، نائب محافظ جنين، السلطات الإسرائيلية بارتكاب مجزرة في مخيم جنين.
وقال للأناضول “ما حدث في جنين عبارة مجزرة رسمية، واجتياح هو الأكبر منذ العام 2002”.
وأضاف “المشهد شبيه للدمار الذي خلفته المجازر الإسرائيلية في العام 1948 إبان النكبة”.
ولفت إلى أن السلطات الإسرائيلية تسعى للقضاء على المقاومة الفلسطينية في جنين ومخيمها، لم يسلم من هذا العدوان البشر والحجر والممتلكات، وحتى الأطفال”.
وقال “القوات تتعمد القتل لا تريد أن تعتقل، فهي تطلق النار بشكل عشوائي، وتستخدم القنابل والقذائف”.
**الرئاسة الفلسطينية تندد
من جانبه، قال المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية، نبيل أبو ردينية، إن “إسرائيل ترتكب جرائمها بحق شعبنا في ظل عجز وصمت المجتمع الدولي”، بحسب تلفزيون فلسطين الرسمي.
وأضاف أن “العجز والصمت الدولي هو ما يشجع حكومة الاحتلال على ارتكاب المجازر ضد شبعنا على مرأى العالم، وما يزال يستخف بحياة أبناء شعبنا، ويعبث بالأمن والاستقرار عبر مواصلة لسياسة التصعيد”.
وأردف: “شعبنا صامد ولن يتنازل عن القدس والمقدسات، مهما ارتكبت قوات الاحتلال من جرائم ومجازر”.
ودعا المجتمع الدولي إلى التحرك العاجل لحماية الشعب الفلسطيني.
وقالت حركة المقاومة الإسلامية “حماس”، الخميس، إن الفصائل الفلسطينية المسلحة في قطاع غزة “لن تقف مكتوفة الأيدي إزاء استمرار العدوان الإسرائيلي بالضفة الغربية”.
جاء ذلك في تصريح للقيادي في “حماس” إسماعيل رضوان للأناضول، على هامش مشاركته في وقفة نظّمتها الحركة، بمدينة غزة، تنديدا بالعملية العسكرية الإسرائيلية في مخيم جنين، شمالي الضفة الغربية.
وأضاف رضوان: “غزة لن تقف مكتوفة الأيدي إزاء استمرار العدوان بالضفة، والاحتلال يُقرّب المنطقة من الانفجار الكامل”.
وحمّل رضوان إسرائيل “المسؤولية الكاملة عن تداعيات الجريمة التي ارتكبتها في مخيم جنين، وعن تداعيات أي انفجار يندلع نتيجة تلك الجرائم”.
ودعا القيادي في حركة “حماس” الفلسطينيين في الضفة الغربية إلى “تصعيد الاشتباك والمواجهة مع الاحتلال”، مضيفا إن “دماء الشهداء لن تذهب هدرا وستكون وقودا لمواصلة المواجهة”.
وأشار إلى “وحدة الشعب والفصائل الفلسطينية في كافة أماكن تواجدها، في مواجهة الاحتلال”.
ولفت رضوان إلى أن “الفصائل الفلسطينية بغزة في حالة تواصل مستمر لتقييم الأوضاع وبحث سبل الرد على أي عدوان يستهدف الشعب”.
وخلال الوقفة، رفع الفلسطينيون المشاركون الأعلام الفلسطينية إلى جانب لافتات كُتب على بعضها، “جنين يا جرحنا النازف”، و” لن يفلح الاحتلال في كسر إرادة الشعب”.
وفي وقت سابق الخميس، حذّرت حركة “الجهاد الإسلامي”، من “اندلاع معركة قريبة ومفتوحة في قطاع غزة، في حال لم تتوقف العملية العسكرية الإسرائيلية في مخيم جنين”.
وقال داود شهاب، القيادي بالحركة للأناضول: “على الأطراف المعنيّة بحالة الهدوء بغزة (لم يسمّها) بالتدخل الفوري لكبح جماح الحكومة الإسرائيلية المتطرفة”، محذّرا من “دخول القطاع في مواجهة مفتوحة وقريبة”.
وكانت هيئة البث الإسرائيلية قد قالت الخميس، إن “القوات الأمنية دخلت في عملية داخل مخيم جنين للاجئين، بعد ورود معلومات استخبارية عن نية تنظيم الجهاد الإسلامي تنفيذ هجوم كبير (لم توضح تفاصيله)”.
وأضافت: “كان الهدف هو اعتقال عنصر التنظيم (الجهاد الإسلامي) الذي يترأس الخلية التي خططت للهجوم”، لم تسمه.
من جهتها أدانت مصر اقتحام القوات الإسرائيلية لمخيم جنين الفلسطينى، صباح اليوم الخميس، داعية إلى الوقف الفوري لهذه الاعتداءات على المدن الفلسطينية، والتي تهدد بخروج الأوضاع الأمنية فى الضفة الغربية عن السيطرة.
وحذرت مصر ، في بيان صادر عن وزارة الخارجية اليوم ، من” تداعياتها ( الاعتداءات) الخطيرة على الأمن والاستقرار في الأراضى الفلسطينية المحتلة والمنطقة.
وأعادت مصر التأكيد على أن “استمرار مثل تلك الاعتداءات علي الأرواح والممتلكات الفلسطينية يزيد من حالة الاحتقان والشعور بالغبن بين أبناء الشعب الفلسطينى، ويقوض من كافة الجهود التي تسعى إلى إعادة إحياء عملية السلام، وتنفيذ رؤية حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية علي حدود حزيران /يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية”.
ودعت مصر كافة الأطراف الدولية المحبة للسلام، والأمم المتحدة وأجهزتها المعنية بحفظ السلام والأمن الدوليين، إلى الاضطلاع بمسؤولياتها لنزع فتيل العنف فى الأراضى المحتلة، ووضع حد للاعتداءات المتكررة علي الشعب الفلسطينى، وتوفير الحماية للمدنيين.
وطالبت بـ ضرورة احترام قواعد القانون الدولى ومقررات الشرعية الدولية ذات الصلة بالحقوق الفلسطينية المشروعة ومسؤوليات دولة إسرائيل باعتبارها الدولة القائمة بالاحتلال”.
شهدت عدة مدن بالضفة الغربية، الخميس، وقفات ومسيرات احتجاجية، تنديدا باعدام الجيش الإسرائيلي 9 فلسطينيين في مخيم جنين.
ورفع المشاركون في وقفة نُظمت وسط مدينة نابلس شمالي الضفة الغربية، الأعلام الفلسطينية، وهتفوا منددين بـ”الجرائم” الإسرائيلية، بحسب مراسل الأناضول.
ونظمت مسيرات ووقفات مماثلة في طوباس (شمال)، وبيت لحم والخليل (جنوب)، فيما عم الإضراب العام كافة مدن الضفة.
ووفق شهود عيان للأناضول، اندلعت مواجهات بين عشرات الفلسطينيين والجيش الإسرائيلي في مواقع متفرقة من الضفة.
فيما قال متحدث الرئاسة الفلسطينية، نبيل أبو ردينية، في بيان، إن “إسرائيل ترتكب جرائمها بحق شعبنا في ظل عجز وصمت المجتمع الدولي”.
وذكر شهود عيان للأناضول، أن قوة إسرائيلية اقتحمت مخيم جنين، مما أدى لاندلاع مواجهات بين عشرات الفلسطينيين والجيش الإسرائيلي.
وبيّن الشهود، أن مواجهات اندلعت بين عشرات الفلسطينيين والقوات الإسرائيلية، استخدم خلالها الرصاص الحي والمعدني وقنابل الغاز المسيل للدموع.
وهذه العملية الإسرائيلية في مخيم جنين هي الأكبر منذ انتفاضة الأقصى (الثانية) عام 2000.
وأصيب 4 فلسطينيين الخميس بجروح، برصاص الجيش الإسرائيلي، بينهم إصابة وصفت بأنها خطيرة، وسط الضفة الغربية.
وقال مدير مجمع فلسطين الطبي (حكومي) أحمد البيتاوي، في تصريح للأناضول، إن الطواقم الطبية “تتعامل مع 4 إصابات برصاص الاحتلال وصلت المجمع إحداها بالصدر وهي خطيرة”.
وقال شهود عيان لوكالة الأناضول إن مواجهات اندلعت على مدخل مدينتي رام الله والبيرة الشمالي، عقب مسيرة منددة باستشهاد 9 فلسطينيين في مخيم جنين.
وأوضح الشهود أن الجيش الإسرائيلي استخدم الرصاص الحي وقنابل الغاز المسيل للدموع، فيما رشق عشرات الفلسطينيين القوات بالحجارة.