أمير قطر والرئيس التركي يعقدان جلسة مباحثات رسمية وإعلان بيان مشترك يتضمن رؤية مستقبلية لمزيد من تعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية

الإنتشار العربي :عقد الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر و الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اليوم الثلاثاء جلسة مباحثات رسمية بقصر لوسيل شمال العاصمة القطرية الدوحة.
كان الرئيس التركي قد وصل اليوم الثلاثاء إلى العاصمة القطرية وهى المحطة الثانية لجولته الخليجية التي استهلها أمس بزيارة السعودية ويختتمها بالإمارات.
وفي بداية الجلسة، أعرب أمير قطر عن تمنياته للعلاقات الاستراتيجية بين البلدين بالمزيد من التطور والنماء في مختلف المجالات، بما يلبي طموحات الشعبين “الشقيقين”، مثمنا مستوى التعاون القطري – التركي في المجالات الحيوية، لا سيما في قطاعات الاستثمار والتبادل التجاري والسياحة والثقافة،بحسب وكالة الأنباء القطرية (قنا).
ومن جانبه، أعرب الرئيس التركي عن تطلعه أن تسهم المباحثات مع أمير قطر في تعزيز التعاون وتطوير التعاون الاستراتيجي بين قطر وتركيا، مؤملا أن تدفع المباحثات العلاقات الاستراتيجية بين البلدين إلى آفاق أرحب.
وقد تم التأكيد خلال المباحثات على الرغبة القوية لدى البلدين بتعميق التعاون الثنائي بينهما من خلال تعزيز التبادل التجاري والعلاقات الاقتصادية.
كما أكد البلدان التزامهما بالعمل معا لتعزيز وضعهما على الخريطة الاقتصادية العالمية. وانطلاقا من هذا المبدأ، اتفق الجانبان على تكثيف عمل الفرق الفنية المشتركة بينهما لتحديد الفرص الاستثمارية ذات المنفعة المتبادلة، خاصة في مجالات تمويل الصادرات والسياحة والطاقة النظيفة، والمجالات الأخرى ذات الاهتمام المشترك.
وفي هذا الإطار ، أشاد أمير قطر بالخطوات المتخذة من الجانب التركي لتحسين الوضع المالي العام في البلاد، وتقليل نسبة التضخم من خلال استراتيجية متعددة الجوانب، تهدف إلى إدخال تحسينات على إطار السياسة النقدية. من جانبه، نوه الرئيس التركي بالإمكانات الكامنة في الاقتصاد القطري، الذي حقق نسب نمو متوازنة رغم التحديات العالمية، واعتبره واحدا من أقوى اقتصادات المنطقة.
وجرى خلال الجلسة بحث العلاقات الثنائية، وسبل تعزيزها وتطويرها في شتى المجالات، بالإضافة إلى مناقشة أبرز القضايا والمستجدات الإقليمية والدولية.
كما شهد أمير قطر ورئيس تركيا التوقيع على البيان المشترك بين دولة قطر والجمهورية التركية بمناسبة مرور 50 عاما على إقامة العلاقات الدبلوماسية القطرية – التركية. كان أمير قطر والرئيس التركي عقدا قبل المباحثات لقاء ثنائيا تبادلا خلاله الآراء ووجهات النظر حول عدد من القضايا التي تهم الجانبين.
كان أردوغان قد صرح قبل بدء جولته الخليجية أن الجولة تهدف لجذب “استثمارات جادة” من دول الخليج في تركيا.
واحتفت تركيا وقطر بمضي 50 عاما على تأسيس العلاقات الدبلوماسية بينهما، بإعلان بيان مشترك يتضمن رؤية مستقبلية واعدة لمزيد من تعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية بما يخدم مصالح الدولتين والشعبين الشقيقين.
وحسب بيان دائرة الاتصال في الرئاسة التركية تم الإعلان عن البيان المشترك في مستهل اجتماع الوفدين التركي والقطري بقصر لوسيل في قطر برئاسة أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني والرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
ووقع على البيان المشترك باسم الجمهورية التركية وزير خارجيتها هاكان فيدان، وباسم دولة قطر ووزير خارجيتها محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني
وبحسب البيان شهدت العلاقات التركية القطرية تحولا نوعيا منذ تأسيسها عام 1973 حتى توقيع الشراكة الاستراتيجية، وأحرزت ومازالت تحرز تقدما، بفضل الزعيمين أردوغان والشيخ تميم.
ووصف البيان العلاقات التركية القطرية بأنها تاريخية ومتجذرة مبنية على أسس سياسية واجتماعية، وتشهد عليها مواقف الدعم والمساندة من الدولتين لبعضهما في مراحل تاريخية مختلفة.
وآخر هذه المواقف جاءت بالدعم القطري لتركيا بعد كارثة الزلزال التي تعرضت لها في فبراير/شباط 2023 والجسر الجوي الذي أنشأته قطر في اللحظات الأولى من الكارثة من أجل تسكين آلام المنكوبين في تركيا.
وتطرق البيان للشراكة الاستراتيجية بين البلدين والتعاون في القضايا الإقليمية والدولية.
ويعكسها الاجتماع السنوي لأعضاء آلية اللجنة الاستراتيجية رفيعة المستوى منذ عام 2015.
وبفضل آلية اللجنة الاستراتيجية تمكنت الدولتان من توقيع 100 وثيقة، حيث شهد التعاون التجاري والاستثمار ي بين البلدين في السنوات الأخيرة نموا مستقرا.
وأشاد البيان باستضافة قطر المتميزة لنهائيات كأس العالم لكرة القدم 2022، والدعم الأمني التركي، إلى جانب دور الخبراء الأتراك والشركات التركية المختلفة وفي مقدمتها قطاعي الإنشاءات والخدمات الفندقية.
وختم البيان: “تماشيا مع توجيهات الزعيمين الحكيمين في البلدين ، فإننا عازمون على مواصلة جهودنا المشتركة للتنسيق في مختلف المجالات لضمان استمرار تعزيز العلاقات الثنائية لصالح البلدين والشعبين الشقيقين”.
ومن جهة اخرى أكد سفير تركيا لدى قطر، مصطفى كوكصو، أن زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، للدوحة “تأتي تأكيدا للشراكة الاستراتيجية والوثيقة بين البلدين الشقيقين”.
وفي تصريحات لوكالة الأنباء القطرية، الثلاثاء، قال كوكصو، إن “العلاقات القطرية التركية وصلت إلى مرحلة من الشراكة الاستراتيجية”.
وأضاف أن “زيارة الرئيس التركي تأتي لتأكيد هذه الشراكة والدفع بها نحو مزيد من التقدم”.
وأوضح سفير تركيا لدى قطر، أن “الزيارة تهدف أيضا إلى تقديم الشكر لدولة قطر أميرا وحكومة وشعبا، على وقفتها القوية في محنة الزلزال الذي ضرب تركيا في فبراير/ شباط الماضي”.
وبعد الزلزال الذي ضرب أجزاء من تركيا وسوريا في 6 فبراير/ شباط الماضي، زار أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، تركيا، وتجاوز حجم المساعدات الإنسانية القطرية الألف طن، عبر توجيه أكثر من 50 طائرة منذ اليوم الأول للكارثة، ضمن نطاق إنشاء جسر جوي بين البلدين.
ولفت مصطفى كوكصو في التصريحات ذاتها، إلى أنه “رغم التحولات الهائلة في طبيعة العلاقات بين الدول إقليميا وعالميا، وما تشهده السياسة الدولية من تصاعد في الأزمات والصراعات، حافظت تركيا وقطر على علاقات وثيقة، مستقرة، ومتنامية على كافة الأصعدة”.
وتابع: “يمكن القول إن العلاقة الإستراتيجية بين الدولتين من دعائم التوازن في المنطقة، وشكلت ضمانة حقيقية في مواجهة الكثير من التحديات، والمخاطر السياسية والأمنية والاقتصادية”.
وشدد على أن “العلاقة بين قطر وتركيا تتخطي كونها تعاونا ثنائيا، بل خيارا استراتيجيا للحاضر والمستقبل، والقيادة التركية، وعلى رأسها الرئيس رجب طيب أردوغان، حريصة على توطيد العلاقات وترسيخ الشراكة بما يضمن الرخاء للبلدين”.