أمريكا تُقدم دليلاً واضحًا على اعتراض مقاتلة روسية لطائرة المُسيرة وموسكو تتهم واشنطن بالمشاركة في الحرب.. معارك ضارية في “باخموت” وصفقة سلاح ضخمة لكييف
الإنتشار العربي :نشرت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) مقطع فيديو يوم الخميس قالت إنه يقدم دليلا على أن مقاتلة روسية أتلفت مروحة طائرة استطلاع أمريكية مسيرة وتسببت في تحطمها في البحر الأسود هذا الأسبوع، على الرغم من نفي روسيا ذلك.
تم تصوير مقطع الفيديو الذي تبلغ مدته نحو 40 ثانية بواسطة الطائرة المسيرة إم.كيو-9 ريبر في أثناء مهمة استطلاع عادية في المجال الجوي الدولي قبل يومين بالقرب من شبه جزيرة القرم، التي ضمتها روسيا بالقوة من أوكرانيا في عام 2014.
وأظهر المقطع ما قال البنتاجون إنهما طائرتان روسيتان من طراز سوخوي-27 تنقضان على الطائرة المسيرة وتطلقان وقودا عليها. وبعد مناورة قريبة أخرى للطائرتين، ينقطع البث ثم يستأنف مع لقطات لمروحة الطائرة المسيرة التالفة.
واتهم مسؤولون أمريكيون الطائرتين الروسيتين بالتصرف بطريقة غير آمنة. ونفت روسيا وقوع أي تصادم وقالت إن الطائرة المسيرة سقطت بعد إجراء “مناورات حادة” بعد أن حلقت “بشكل استفزازي” بالقرب من المجال الجوي الروسي.
وفي تسليط للضوء على خطر حدوث صدام بين روسيا والولايات المتحدة، قالت موسكو أن المواجهة الجوية تظهر أن واشنطن تشارك بشكل مباشر في حرب أوكرانيا، وهو أمر تبذل الولايات المتحدة جهدا كبيرا لتجنبه خوفا من تفاقم التوتر بين القوتين النوويتين.
وقال البنتاجون إن لديه مؤشرات على أن روسيا تحاول انتشال حطام الطائرة المسيرة، وهو ما سيكون صعبا نظرا لسقوطها في مياه عميقة جدا. وقالت روسيا يوم الأربعاء إنها ستحاول استعادة الحطام لكنها اعترفت على ما يبدو بصعوبة الأمر.
وقالت واشنطن إن الطائرة المسيرة لم تعد تحمل أي معلومات استخباراتية قيمة.
وقالت الصين، التي لم تندد بالغزو الروسي لأوكرانيا، إنها قلقة من احتدام الحرب وتأمل في إجراء محادثات سلام بين موسكو وكييف.
- تحقيق في جرائم حرب
أفادت تحقيقات أجرتها لجنة دولية إن بعض تصرفات روسيا منذ غزو أوكرانيا في 24 فبراير 2022 قد تشكل جرائم ضد الإنسانية. ورفضت روسيا التقرير الذي صدر أمس الخميس، والذي قال إن الجرائم تشمل القتل العمد والتعذيب.
ولم يشر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بشكل مباشر إلى تقرير الأمم المتحدة في خطابه الليلي المصور. وتحدث لإحياء ذكرى القتلى الذين سقطوا في قصف روسي لمسرح في مدينة ماريوبول بجنوب البلاد قبل عام.
وقال زيلينسكي “دمرت القنابل الروسية مسرح ماريوبول، وهو مبنى كان يستخدم كمأوى. كانت النساء والأطفال بالداخل. كان بينهم نساء حوامل ومسنون”.
ولا يعرف أحد عدد القتلى تحديدا.
وتنفي موسكو استهداف المدنيين عمدا، رغم أن الصراع أدى إلى مقتل الآلاف وتشريد الملايين ودمر مدنا أوكرانية وزعزع الاقتصاد العالمي.
وقال زيلينسكي “سيأتي اليوم الذي يمثل فيه المذنبون بارتكاب جرائم حرب ضد أوكرانيا في قاعات المحكمة الجنائية الدولية وفي قاعات المحاكم الوطنية”. - قتال باخموت
لم يشر زيلينسكي أيضا بشكل مباشر إلى باخموت، وهي محور المحاولات الروسية على مدار ثمانية أشهر للتقدم في منطقة دونيتسك الصناعية بشرق أوكرانيا.
والقوات الأوكرانية صامدة في مواجهة الهجمات الروسية على المدينة المدمرة. واستطاع مراسلو رويترز من على بعد 1.5 كيلومتر من الخطوط الأمامية سماع دوي القصف المدفعي المستمر وصوت إطلاق نيران الأسلحة الصغيرة.
وقال إيهور، وهو جندي يبلغ من العمر 36 عاما، إن القوات الأوكرانية تعرضت لضربات جوية وقذائف مورتر وقصف بالدبابات.
وأضاف وهو يربض في خندق عميق “المرء لا يتحقق دائما مما يحلق فوق رأسه”.
وأصبحت معركة باخموت أكثر معارك المشاة دموية في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية. واستولت القوات الروسية بقيادة مجموعة فاجنر العسكرية الخاصة على الجزء الشرقي من المدينة لكنها تفشل حتى الآن في حصارها.
وقال المحلل العسكري الأوكراني أوليه جدانوف على موقع يوتيوب “لا يزال الوضع في مدينة باخموت يكاد يكون حرجا”.
وأضاف “القوات الروسية تضرب نفس المناطق مرارا وتكرارا”. - اتفاق تصدير الحبوب
أيدت الأمم المتحدة تركيا وأوكرانيا من خلال الدعوة إلى تمديد لمدة 120 يوما لاتفاق يسمح بالتصدير الآمن للحبوب من عدة موانئ أوكرانية على البحر الأسود.
وقالت روسيا إنها ستمدد الاتفاق 60 يوما فقط دون أن تذكر السبب على وجه التحديد، لكنها تشتكي من أن العقوبات الغربية تعرقل صادراتها من المواد الغذائية والأسمدة.
من ناحية أخرى أفادت وكالة تاس للأنباء أن روسيا قد تستحوذ على مصنع تويوتا في سانت بطرسبرج، بعد أن قررت شركة صناعة السيارات اليابانية العام الماضي وقف الإنتاج في روسيا بسبب تعطل سلسلة التوريد في أعقاب غزو أوكرانيا.
واشترى معهد أبحاث السيارات والمحركات في روسيا بالفعل مصانع من شركتي رينو ونيسان.
إلى ذلك أعلنت السويد الخميس عن صفقة لبيع نظامها من سلاح المدفعية الذاتية الحركة “آرتشر” إلى بريطانيا، ما يتيح للندن منح نظام المدفعية الأقدم “آي أس 90” الذي تملكه الى أوكرانيا.
وقالت الحكومة السويدية في بيان إن بريطانيا ستشتري 14 وحدة من مدفعية “آرتشر”.
وكانت ستوكهولم قد أفادت في كانون الثاني/يناير أنها سترسل نظام “آرتشر” مباشرة إلى أوكرانيا دون تحديد العدد، لكنها أكدت الخميس إرسالها ثماني وحدات.
ونظام “آرتشر” الذي تطوره السويد هو مدفع هاوتزر آلي بالكامل مثبت على مركبة مدرعة صالحة لكل الطرق ويتم تشغيله عن بعد بتقنيات متطورة ويتميز بنظام تلقيم تلقائي.
وأضاف وزير الدفاع السويدي بال جونسون أن “نظام مدفعية مثل آرتشر، إلى جانب العربات المدرعة والدبابات، يزيد من القدرة الدفاعية لأوكرانيا ويمكنها من استعادة أراضيها”.
وذكرت بريطانيا أن وحدات “آرتشر” ال14 التي ستشتريها من السويد ستكون “بديلا مؤقتا ل32 وحدة من نظام +آي أس 90+ سيتم منحها للقوات المسلحة الأوكرانية”. - ولفتت الحكومة السويدية الى أنها خصصت حتى الآن دعما عسكريا بقيمة 16,9 مليار كرون (1,6 مليار دولار) لأوكرانيا.
- وانضمت السويد في شباط/فبراير إلى مجموعة الدول الغربية التي تعهدت تقديم أسلحة ثقيلة لأوكرانيا، من خلال وعود بمنح كييف نحو 10 دبابات ليوبارد 2 بالإضافة إلى نظامي “أيريس تي” و”هوك” المضادين للطائرات.