أبو بَكرِ الصَّديق في خِطابٍ مُتَلفَزٍّ

 أبو بَكرِ الصَّديق في خِطابٍ مُتَلفَزٍّ

علي الجنابي – بغداد

(على هامش لقاء المغرب-فرنسا الكرررروي)
أيها السَّادةُ المشاهدونَ على (بين سبورت) العَرَبْ؛
أنصِتُوا لرَسولِ رَسولِ اللهِ اليكُمُ (أبي بكرٍ الصَّديق) الصاحبُ في الغارِ عَاليَ الرُّتَبْ، وهوَ يَتَحَدَّثُ اليكمُ بفَصلِ الخِطاب لا هزلَ فيه، ولا فيهِ هلسٌ مِمَّا تَسمعُونَ من خُطبْ، وذلكَ نقلاً مباشراً مِن مَلعبِ “البيتِ” في “الخَورِ” ب “قطر” حيثُ حمي الوَطيسِ والثأراتِ باللعبْ…
بِسمِ اللهِ الحقِّ الجليلِ الصَّمدِ الأحدِ، والصلاةُ والسلامُ على رَسولِ السناءِ والسَّعدِ…
أسمعُوا وعُوا “أيُّها النَّاسُ” ولن أطيقَ أن أناديَكم “أيُّها العربْ”، فتَنبّهُوا فقد طَمَى الخَطْبُ حَتَّى غَاصَتِ الرُّكَبْ
وأنما أنا رسولُ رسولِ اللهِ اليكمُ، أيَا أمّةً أضحَى الصَّخبُ على صَدرِها جاثماً ومنه يَحتلِبْ، ولقد أُخْبِرْنَا بِتَضَرُّعِكمُ للنَّصرَ في واقعةٍ لمَطاطةٍ مَنفوخةٍ بينَ (المَغاربَة) و(الأفرنجةَ)، وما حوى دعاؤكمُ مِن رَهَبْ ؛
“نَصرٌ مؤزرٌ يا ربَّناعلى بني لويسَ اللقيطِ بلا نَسَبْ، ألا يا ربَّنا مِن غَلَبْ”، وإذ تلهجون وإذ شَدَدتُم كعادتِكم مآزرَ من لغوٍ وهتافٍ بنهيقٍ وجلبْ
وإذ أرانيَ ولسَاني في ذا الساعةِ مُنعَقِدٌ مِن هَوْلِ ما يرى أمامَهُ مِن أشباهِ رجالٍ فَقَدُوا الأكبرين : “البَأسَ والأدَبْ”، وإنَّما للساني في لَجمِهِ ذلكَ حقٌّ، ولديهِ ألفُ سببٍ فوقهمُ سببْ.
أمَا وأنّهُ قد حَدَّثَني في ساعةٍ خلت قنفذُ الغَربِ (ماكرون)، ذاكَ زعيمٌ زعَمَ لي أنهُ بالحاسوبِ مُنتَخَبُ. أمَا وأنِّي قد صَفَعتُهُ لَمَّا سَخِر َمنكمُ بأنَّكم..
أمّةٌ عوراءُ غبراء، عرجاءُ هوجاء، عوراءُ نكراء، جرباءُ غبراء وبيتُها موحشٌ مُعَطَّلٌ وخَرِبْ
أمَّةٌ عَبَثٌ، تنامُ ليلَها على طفحِ مَجاريها بين صَكصَكةٍ لجُرذِ وحَكحَكةٍ مِن جَرَبْ
أمّةٌ رفث، تغفو وهي عاشقةً لحَـكّ أستِها كي يَزْدَادَ فِي وَجْعَائِـهِ الجَرَب
أمّةٌ خَبَث، مُحدِّقةٌ بشاشاتٍ هي من صُنعِ إفرنجةَ، وناظرةٌ لمنازلةٍ معهم في غَدٍ بتأزُّمٍ وبتفاعلٍ عَجَبْ!
أمةٌ نكث، مشرذمةٌ من دُوَيلاتٍ باتت بَيْنَ رَاحَاتِ قَنَـا الصَّليب سُلـبْ
أمّةٌ تآلفَت الْهَوْنَ في دِيارِها، بل أصبحَ هتافُها من الذلِّ والْهَوْنِ صببْ
أمةٌ لن يكُتِبَ لها قَطُّ حتى في دِيارِ نشأتِها لا عزّة ولا عنفوان،ولا حكمةٌ ولا بيانٌ ولا غَلَبْ.
أما وأنّي قد صَفعتُ (ماكرون)، فباتَ دمعُ عينهِ كعينِ أمَةٍ جاريةٍ مُنسَكِـبْ، قائلاً له:
رُدَّ عليَّ الصَّفعةَ إن أستطعتَ هَيَا نجسٌ ولا تنتَحِبْ؟ أمصِصْ بَظرَ اللّاتِ أيُّها الخَبيثُ، ومِن خُبثكَ المَكرُ مضْطَرِب. ويلكَ!
كيفَ تصفُ أمةً يخشاها مِن بَعيدٍ: العَـارُ مرتعباً فيهربُ ولا يَثِب
أمّةُ زمزمَ والملتزم ومكةَ، وأمةُ طيبةَ وحَذوها البقيعُ الطاهرُ التُّـرَب
أمّةُ قرطبةَ وإشبيلية والسندَ والهندَ وقد صيَّرَتِ فُجّارَكُمُ لنيرانِ غَضبَتِها حطبْ
أمّةٌ أعزَّها اللهُ بالحَرمينِ فإن طلَبَتْ عزَّةً من نفَّاخَةِ مَطَّاطٍ مُتَنَطنِطةٍ أذلَّها الطَّلَبْ.
رَدَّني (ماكرونُ) بِتَأتأةٍ مُرتَعشةٍ، وبوجهٍ مُنقَعرٍ وأمالَ بحاجِبهِ وقَطَبْ:
“لكَ -يا سيدي أبا بكر- هيبةٌ عظمى أعمَتْ عيوني برُعْبٍ ملتهِب، لن أردَّها ولكن لكَ يا سيَّدي أن تَسَلَ بني قومِك العَرَبْ؛
[أوحقَاً ايُّها العَرَبُ، أنَّه لا سلاحَ لديكمُ الا هز الوسط والأراكيلَ وسوءَ الأدب، ولا كفاح فيكم الا التظاهر والتنديد والشجب.
أوحقَاً ايُّها العَرَبُ، أنَّ رصيدَكمُ صِياعَة ٌلا صِناعة، وحصيدَكمُ صِراعٌ لا زراعة، ولا تعب لكمُ ولا نصبْ.
أوحَقَّاً أنَّ بني لويسَ لديهمُ اليومَ “مِيراجُ” و”إيرباصُ” حقيقةٌ وعَجَبْ، وعندهمُ “بيجو” و”رينو” و”ستروين” ذات مُحَرِّكٍ صامتٍ بلا صَخبْ، وعندهمُ جامعةُ “سوربونَ” عريقةٌ وعاليةُ علمٍ ولقبْ، وأزياءٌ رقيقةٌ وعاريةٌ بأرَبْ، وحدائقُ أنيقةٌ بأنهارٍ جاريةٍ بصببْ، وعطورُ “إغريقَ” غاليةُ الرتبْ. أوحقَاً ايُّها العَرَبُ، أنَّ أياديَكمُ ومنذُ قَرنٍ ما قرأت، بل ما لا لَمَسَت سِجلّاتٍ ولا كُتبْ؟ لا تَصفَعْني يا أبا بكر، لا تَصفَعْني! فما كانَ في كلامي هَلسٌ ولا إفكٌ ولا كَذبْ. إرحَلْ يا سَيِّدي عن “باريسَ” مُكَرَّمَاً، فإنَّ مَنْ يَعِشْ يَرَ من الأَيَّامِ فِي أَحْدَاثِهَا العَجَب، إرحلْ راشداً على مَتنِ طائرةٍ رئاسيةٍ تَقُلُّكَ الى “الدَّوحةَ”، وسترى أنَّ قومَكَ مازالوا يفركونَ بَعرَ الأبِاعرَ فيأكلونَها يَبَسَاً على التُّربْ].
أيهّا الناس؛ ما سمعتموهُ منّي هو ما قَصَّهُ على مسمعي (ماكرون) بلا نقصانٍ ولا شَذَبْ، وهكذا كانَ كلامُه لي وبحالِ تَوّسلٍ مُرتَهَبْ، فَرُدُّوا عليّ وأعينوني لأستوعبَ الهولَ والخَطبْ: أوحقَاً ما أهذَى اليَّ ذلكَ القنفُذُ (ماكرونُ) مِن هَذٍّ بلا جَلَبْ؟! رُدُّوا عليَّ ايا أشباهُ قومٍ كانوا يُدْعَونَ خيرُ أمّةٍ هي “العَرَبْ”، أوتزعمون أنَّ (كرةَ قدمٍ) توحِّدُكم ايها العرب، واهٍ عليكمُ واهٍ واه أيها العربْ…
فيضُ قرآنٍ لا يوحِّدكمُ إذ يُتلى عليكمُ كلَّ صبحٍ في أسواقِكم والرُّحَبء
نبضُ مُحمدٍ بن عبدالله لا يوحِّدكمُ إذ تهتفونَ لهَ بالفدا هتافاً زوراً وبكذبْ
عرضُ فلسطينيةٍ لا يوحِّدكمُ إذ تَرَونَهُ كلَّ يومٍ يُنتهكُ وأمامَكمُ يُغتَصَب!
واهٍ على أفئدتكمُ واهٍ واه!
أتُوَحِّدُ “المطّاطةُ النطّاطةُ” جمعَكمُ !
يالكم من قومِ خُدَّجٍ سُذّجٍ، قومِ دجلٍ وزورٍ، أن أنتمُ إلّا قومٌ حطبْ!
كذبتم-والله- لأنَّ “المطّاطةَ النطّاطةَ” وحَّدَتْ ما فيكمُ من سذاجةٍ وسماجةٍ، ومن لغوٍ ولهوٍ ولعبْ.
ويحَ أذُني وما سمعت! “مطّاطةٌ نطّاطة” توَحِّدُ أمَّةَ العربْ!
كيف ذاكَ يامن أضحيتمُ بينَ أمم الأرضِ : “نسناسٌ بلا ذَنَبْ”. رُدُّوا كي أعودَ مُحَمَّلاً بجَوابٍ الى خَيرِ مَن مَشَت قَدَمَاهُ على تُربْ؟
واثبوراهُ عليكمُ أيا نُطفَةً هجينةً في آخرِ دهرٍ للعربْ. حسبيَ الله ونعمَ الوكيلُ حسبيَ الله ونعمَ الوكيلُ حسبيَ الله ونعمَ الوكيلُ وإنّا لله وإنا إليهِ راجعون. .
علي الجنابي – بغداد

Editor Editor

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *