حرب العمليات الفردية لا الفردية الفلسطينية
لا يقتصر دور المرء النضالي على قيامه نضالياً بذلك الدور الذي لا يكتمل بدون رؤية وتوظيف ذلك الدور في تلك الرؤية من جهة، وتعاطيه تحالفياً مع النضال الفردي وصولاً إلى رفع السقف الجماعي . أما شرط حصول النضال الفردي هذا فلأنه يأتي في فترات التراجع والنحسار الكفاحي.
لقد اسميت هذا بعنوان كتابي: “المثقف المشتبك والعمليات الفردية…روافع لتجاوز الأزمة، 2017”.وأعتقد أن باسل الأعرج كان النموذج على شِقَّيْ العنوان فهو مثقف مشتبك ونظراً لغياب التنظيم المناسب قام بدور نضالي فردي فنال كونه أيقونة نضالية.
من يقرأ نضال الشهرين الأخيرين في فلسطين يُدرك أن العليات الفردي حركت المناخ العام فلسطينيا وعربياً. صحيح أن هناك عوامل كثيرة تُجافي هذا الابتكار كي لا يقود إلى ارتفاع السقف مجدداً، وأخطرها إصرار الأنظمة التطبيعية على المُضي في ذلك علانية وفضائياً سواء برغبتها في العلنية أو بإذلال قياة الكيان لهم ومن ذلك “موائد الإفطار في رمضان”! ، ولقاءات
حكام عرب رغم أحقادهم السياسية والفردية ، هذا دون أن نعرف ماذا عن لقاءات أجهزة المخابرات ووزارات الداخلية من أجل محو النضال الفلسطيني ومنع انتشار عربي. وبكلمة، فأنظمة الحكم لم تتواني عن تسعير حربها الطبقية ضد العروبة وهذه الفترة كثَّفت ذلك وسلطته ضد فلسطين. وهذا دورها في الثورة المضادة.
و لكن هذه العوامل لم ولن توقف هذا النهج وهو ما يدرسه الكيان بدقة مما يشترط أن ندرسه ونطبقه بدقة ايضاً. لقد أحاط قادة الفصائل بهذا الابتكارات إحاطة إعلامية دعاوية سواء بمدحها أو وصول بعضهم إلى فتح صدره باتساع دولة عظمى. وقد يكون هذا لرفع معنويات الشعب، لكن الشعب ليس بحاجة لهذا لأنه يبادر ويبتكر بدون هذه الضجة
فالشعب هو المحرك والمتحرك.
وهذا يعني أن على الفصائل أن تقوم بما يجب أن تقوم به اي تفكيك “جمهورياتها” السياسية لصالح جبهة وطنية. وطالما لم تفعل هذا، فحبذا على الأقل لو تصدر بعد كل ع.م.ل.ي.ة بيانا موحدا وانتهى. وما لم تصل الفصائل إلى حالة جبهوية، فإن الشعب لن يغفر لها.
إن التغطية على التقصير لا تُعالَج بتسعير المماحكات البيْنية والتصرفات الفردية التي تُشغل الناس في ما يجب نبذه. ويمكن للناس ملاحظة ذلك في تنافس الرايات في الأقصى.
فالأقصى تحت الاحتلال وقيد التدنيس العمد وعلى الشاشات المعولمة، والأقصى شكلياً عهدة للملك عبد الله كمنحة، بلا فاعلية، من الكيان! وهو لا يقدم بل يؤخر في هذا المستوى. لكن التربية الفصائلية والحشو الفئوي دفع فصائل لرفع راياتها في الأقصى! عجيب، وماذا عن أكثرية المرابطين/ات الذين هم هناك لوجه الله والوطن؟ فهل يصنع كل فرد راية؟ ثم يتصاعد الأمر ليمنع فصيل فصيلاً آخر من رفع رايته بتصرف بعقل “الفرقة/الفصيل الناجي!” فأين الوحدة الوطنية أمام هذا التحدي؟ وكيف سيكون الحال إذا حررنا شبراً!
وهذا يردنا إلى سؤال آخر: لماذا جرى قبل اسابيع رفع راية تركيا التي في حلف تاريخي مع الكيان؟ ولماذا جرى استقبال وفد تركي إلى الأقصى؟ بل وصل العدوان التركي إلى شجب رئيس تركيا للعمليات الفردية التي هي مفخرتنا!
فهل بهذه النهوج يمكن تحشيد العرب والمسلين وغيرهم؟ طالما يحاول كل فصيل “إحتكار الأقصى”؟ اية عقول هذه وكيف يمكننا التعويل عليها؟ هذه، في التحليل الأخير وبالنتائج مضادة لل م.ق.ا.و.م. ة ما لم يقطع دابرهاقائدها! أما إذا كان هو مُغذِّيها فهذه ثالثة الأثافي.
في جانب آخر، كان الصوت الأعلى هو صوت بعض السياسيين من فرق الأنجزة الذين لم يناضلوا عملياً قط، وتغذوا على الثرثرة السياسية والإعلامية بهدف منافسة الفصائل التي لها دورها الكفاحي. وهم أصحاب الطبعة السلبية من المقاومة الشعبية التي تعمل بشكل مقصود ومحسوب بدقة على نغمة ما يطلبه الغرب المموِّل لهؤلاء لتبقى نقيضاً “لحرب الشعب”.
ملاحظة فيما يخص تركيا: قبل 15 سنة اتصلت بي سيدة تحدثت بالإنجليزية:
قالت: انا من السفارة التركية/الملحقية الثقافية كم نسخة تطبعوا من مجلة كنعان؟
قلت: نحن لا نعطي معلومات لممثلي دول أجنبية.
ويبدو انها اعتقدت انني لم افهم سؤالها بالإنجليزية، فتحدثت سيدة أخرى بالعربية
قالت: نحن نمثل تركيا وهي دولة إسلامية؟
قلت: ولكن معظم حكام الأنظمة الإسلامية عملاء
فأغلقت هي الهاتف. وبعيداً عن تاريخ تركيا الاستعماري باسم الإسلام، قامت
مجدداً باسم الإسلام منذ 2011 بحرب محو سوريا!
_________