الحق الحق اقول لكم.. المقاومة تتجدد.. والادانة معيبة.. وبوصلة الشهيد رعد حازم هي العنوان

 الحق الحق اقول لكم.. المقاومة تتجدد.. والادانة معيبة.. وبوصلة الشهيد رعد حازم هي العنوان

بسام ابو شريف

بسام ابو شريف
استمعت وتابعت بالتفاصيل كل كلمة قيلت تعليقا على العملية البطولية في تل ابيب وبيانات المنظمات الفلسطينية المؤيدة للعملية وما تلاها من تصريحات من مسئولين في التنظيمات ثم بيان تبني فتح للمنفذ وللعملية ثم بيان مسئولي فتح لنفي انتماء المنفذ لفتح وعدم تبني فتح للعملية وان موقف الرئيس محمود عباس هو موقف فتح.
وتتبعت ايضا سلسلة بيانات حركة فتح سواء تلك التي صدرت في لبنان او في غزة او في الضفة او في رام الله من جنين صدرت بيانات وتصريحات باسم مسئولين لفتح وكذلك من لبنان وكذلك من غزة ثم صدرت من رام الله مجموعة بيانات جميعها تصب في تصريح الرئيس محمود عباس الرسمي الذي ادان العملية وادان قتل المدنيين من الفلسطينيين ومن الاسرائيليين على السواء ماذا حدث الذي حدث هو ان رعد حازم منفذ عملية تل ابيب قرر ان يقوم بعملية فدائية تدرب عليها بنفسه مرارا وجددها مناورات حية في منطقته وحده دون ان يراه احد ودون ان يتحدث حولها مع احد ودون ان يستشير احد رعد هو فرد من افراد كثر الذين ارتفع وعيهم ونضج على نغمات ضربات البطش الدموي العنصري والبطش بالمدنيين الفلسطينيين واستباحة ارضهم ودورهم ومزارعهم ولقمة عيشهم وعملهم ومقدساتهم …
هذا هو الاناء الذي تربى فيه رعد ونما فيه وعيه الوطني ووعيه الانساني .
شاب في مقتبل العمر اكتشف انه لا يمكن لانسان ان يقبل مثل هذا البطش العنصري ويقف مكتوف الايدي يرى اخاه طفلا يقتل امامه وتمنع عنه دموع العين حزنا على اخيه .
يرى جنديا يمارس هوايته هو وجندي آخر حول من يصيب رأس الطفل برصاصة اسرع من الثاني من يكسب 10 شيكل حتى يصيب راس الطفل اسرع من الآخر هذا ما حدث مع الدرة في غزة وما يحدث يوميا في مخيماتنا وقرانا ومدننا حالة من الضغط غير المسبوق على انسانية الفلسطيني جعلت من وعي الفلسطيني ينمو رغم انف كل السلطات والمؤسسات التي حاولت منع نضوج هذه البيئة الحية لينشأ فيها نفس مقاوم لا يقبل الذل بل يصمم على الرد والردع وانزال الضربات بعدو استسهل استباحة الشعب الفلسطيني بشرا وحجرا قرى ومزارع ومقدسات.
رعد هو حالة من الوعي الفلسطيني الجديد الوعي الذي يشكل وجهه الاول التصميم على الردع على عدو فاجر في عنصريته الدموية يقتل دون حساب ويهدم دون حساب ويتصرف مع الفلسطينيين وكانهم قطيع من الغنم يقتل منه ما يشاء متى يشاء ووجهه الآخر ان هنالك في الجانب الذي ينمو هو فيه من استسهل خدمة العدو واستسهل ان يدل العدو على من يعاديه واستسهل ان يعطي المعلومات للعدو وان يكشف العدو بذلك اسرار من يريد ان يقاوم فيعتقل او يقتل او يجرح قبل ان ينجح في عمله المقاوم اي ان رعد وجد نفسه بين هذه القوة الدافعة التي نما فيها وتربت في نفسه ونمت في نفسه حتى اصبحت قرارا حازما في عقله وقلبه وبين من هم يستسهلون الخيانة والبوح بالاسرار لمنع المقاومة فكان عليه ان يسير بحذر بين الرغبة بالعمل ضد العدو وبين هؤلاء الذين اتكلوا وباعوا الوطن بحفنة دولارات من اجل ان يغنوا هم ويضيع الوطن لذلك اتبع رعد طريق ضياء وطريق من شن العملية في بئر السبع كلهم افراد حازمون في قرارهم للتصدي وحازمون ايضا في قرارهم بتفادي جهاز المخابرات الذي دس بينهم ليخبر العدو عمن يريد ان يقاوم وليدل العدو على من يتحرك نحو اهدافه ليقاوم العدو المحتل .

خطط وحده وتدرب وحده واتقن العمل وحده وتحرك وحده لذلك هذا هو الوجه الذي تغير وليس فقدان اجهزة الامر الاسرائيلية قدراتها الجبارة …
لقد اعتمدت اجهزة االمخابرات الاسرائيلية والاستخبارات والامن على المعلومات التي تعطيها اجهزة الامن الفلسطينية حول الذين يتحركون لتنفيذ عمليات فاذا انقطع هذا الخيط انقطعت معلومات الاستخبارات الاسرائيلية واصبح من يتحرك دون علم المخابرات الفلسطينية حرا او اكثر امانا في تحركه ممن يقول لصديقه او اخيه او رفيقه او جاره او زوجته اين هو ذاهب ولماذا هو ذاهب .
هي حالات فردية لكنها فردية متميزة اذ انها فردية من بطن جو عام نضجت فيه لدى الشعب الفلسطيني الارادة والرغبة والعنفوان للتصدي الفاعل والواسع والمستمر للاحتلال وممارساته اذن هي حالة فردية لكنها من اناء كبير يضم ملايين الحالات هي حالة قررت النهوض وحدها من ملايين الحالات التي تحضر نفسها لتفعل الشيء نفسه ان لم تاتي قيادة جديدة تعرف كيف تحرك هذا النضج الكبير الذي حصل في المجتمع الفلسطيني نتيجة ممارسات البطش العنصري الدموي الاسرائيلي التي ازدادت تدريجيا وتصاعدت بشكل غير مسبوق الى درجة الفجور في الارهاب الدموي العنصري ، تقديرنا ان هذه الحالات ستزداد وعلى رأي ضابط اسرائيلي في الاستخبارات ” اخشى ان تصبح هذه موضة ” اسرائيل تخشى ان تصبح هذه العمليات موضة تماما كما اصبح الخنجر والسكين موضة بعد ان حول الفلسطيني طفلا ورجلا وامرأة الحجر الى سلاح وكان عنوان الانتفاضة الاولى ثورة اطفال الحجارة .
السكاكين قال عنها جاتس انها حرب لا تستطيع اسرائيل ان تحتويها او ان تسيطر عليها فقد تحولت ضربة السكين الى موضة فاصبح كل فلسطيني مسلح اصبح كل فلسطيني مشروع هجومي على جندي اسرائيلي اصبح كل فلسطيني خطر متحرك في شارع يشترك بالمرور فيه اليهود والعرب فما قاله الضابط الاسرائيلي بعد عملية ديزنغوف اخشى ان تصبح هذه العملية موضة يتبعها عدد كبير من الشباب صغار السن فهم لا يحسبون حساب الحياة ولا حساب ما يفقدونه انهم يهاجمون الموت وكانهم يحبون الموت ولا شك ان هذه العملية وغيرها من العمليات احدثت نوعا من المفاجأة والهزة والصدمة في المجتمع الاسرائيلي الذي كان نتيجة الاعلام االصهيوني الرسمي الكاذب قد اعتبر انه في امان وان الدولة تحميه وان الامن مؤمن له في بيته ودكانه ومكتبه وشارعه اصبح هذا مشكوك فيه على الاقل لقد فوجيء المواطن الاسرائيلي بان ما كان يعتبره شيئا مفروغا منه وهو امنه الشخصي وامن شارعه وامن مطعمه وامن مكتبه غير موجود او على الاقل ليس مؤكدا بل يمكن ان يصبح هدفا لهجوم من هنا او هناك لكن هذه الهزة والصدمة لا تعني ان المجتمع الاسرائيلي قد استسلم لضربات قام بها افراد مصممون على القتال ومقارعة الاحتلال .
فما زال المجتمع الاسرائيلي مجتمع يحركه عنصريون يطمعون هؤلاء الاسرائيليين بمزيد من المكاسب ومزيد من نهب الارض ومزيد من نهب المزارع وخيرات ارض فلسطين ليكسبوها بكل بساطة ببندقية جنديهم التي تقتل طفلا هنا وامرأة هناك وكهلا في مكان ثالث لكن معرفتنا الدقيقة بالمدى الذي اهتز فيه مجتمع العنصرية الدموية لا تعني ان الاهتزاز لم يحصل بل حصل اهتزاز بلغت درجاته العليا لدى شرائح معينة في المجتمع الاسرائيلي كانت في الاصل تنتقد النهج العنصري الدموي واذا حسبنا ان في المجتمع الاسرائيلي ما زالت بعض القوى التي تنادي بالسلام (ولا شك ان هناك قوى تنادي بالسلام) فان هذا يعني ان هذا الاحتلال هو دعوة مشروعة ومشرعة لهذه القوى كي تتحرك ليزداد زخم تيارها ولتعود للمجتمع الاسرائيلي التيارات التي تنادي بالسلام الى سابق عهدها من النشاط لمواجهة مشتركة مع الفلسطينيين للعنصرية الدموية الحاكمة في اسرائيل .

بكلام آخر لا بد لنا ان نرى ان هذه العمليات البطولية التي هي في واقع الامر هجوما مباشرا وواضحا ولا لبس فيه على العنصرية الحاكمة في اسرائيل هي ايضا دعوة لقوى السلام في اسرائيل كي تحاصر مع الفلسطينيين هذه الطغمة الحاكمة لتسقطها سقوطا ذريعا خاصة ان هذه الحكومة تهتز على كرسيها ذات الارجل المكسورة اصلا وربما تنهار قريبا وربما تاتي انتخابات قريبة جدا لتختار البدائل ، ايوجد وهم في ذهني حول صعوبة المحي التدريجي للافكار العنصرية الدموية ولكن نهوض قوى السلام لا شك سيساعد الى حد كبير في بدء مواجهة حقيقية لهذه العنصرية الدموية تماما كما نفكر بالنسبة لاكرانيا اذ ان مواجهة زلنسكي لا يمكن ان تتم بمعزل عن نهوض القوى التي ترفض العنصرية النازية الجديدة في اكرانيا وتريد لاكرانيا مسارا ديمقراطيا بعيدا عن النازية والعدوانية وتنفيذ مخططات الامبريالية الشريرة تجاه شعوب الارض من هنا نقول ان المنظمات الفلسطينية التي لا نشك ابدا في تصميمها وحزمها ورغبتها في السير في طريق مقاومة الاحتلال وتحقيق الانتصار عليه وتحرير الارض الفلسطينية هذه المنظمات لا يكفي ان تستمر في قول الخطاب المقاوم فقط يجب ان تستمر في قول خطاب المقاومة والتحريض والتعبئة والحشد والتدريب والقيام بالتصدي الفاعل الاكيد لكن عليها ايضا ان تضيف الى هذا الخطاب خطابا موازيا لتنمية قوى السلام التي لا بد لها من ان تقاتل يوما الى جانب الفلسطينيين ضد العنصرية الدموية الحاكمة هذه النازية الجديدة التي تحكم اسرائيل منذ قيامها معركتنا ليست معركة ضد اليهود فقد عاش اليهود في المجتمعات العربية يهودا عربا العراقي عراقي والمغربي مغربي والسوري سوري واللبناني لبناني واليمني يمني وهكذا في كل بلد عربي كان يعيش اليهود متساوين في الحقوق والواجبات دينهم يهودي لكنهم مواطنون فاللبناني لبناني والسوري سوري والمصري مصري والعراقي عراقي هم الذين اختاروا او الذين زجت بهم الحركة الصهيونية ليهاجروا ليصبحوا جنودا في حزب النازية الجديدة الصهيونية الدموية في كيان خلقته الامبريالية لهم كي يسيطروا على المنطقة وياخذوا حصتهم من دماء شعوبها وثرواتها .
الخطاب الملازم لخطاب المقاومة الفاعلة للاحتلال وللكيان العنصري الدموي هو خطاب دعوة اليهود للمشاركة في المعركة ضد هذا الكيان العنصري النازي الجديد وقواه العسكرية والمدنية وضد توجهاته ومخططاته وضد كل المستوطنين المسلحين الذين اشترتهم الصهيونية العالمية عبر برطلتهم بمساكن مجانية وبلدات استيطانية واراض مجانية سرقت ونهبت من الشعب الفلسطيني انهم لصوص ولا شك ان هنالك قوى في المجتمع الاسرائيلي قوى يهودية تعلم ان هؤلاء هم لصوص وسبب من اسباب نكبتهم التي يعيشونها الآن وتتصاعد يوما بعد يوم على المقاومة ان تشمل في خطابها المؤكد والمصمم والحازم بشان مقاومة الاحتلال والكيان العنصري مقاومة لا هوادة فيها ولا حلول وسط فيها ولا مساومات فيها اضافة الى ذلك على المقاومة ان توجه خطابا ملازما للقوى اليهودية الديمقراطية نطلب منها ان تحمل السلاح الى جانبنا ضد الكيان العنصري الذي هو بلاء وسواد لمستقبلهم هم مثلما هو مخطط لمستقبلنا نحن .
ان الوعي العام بضرورة السرية الكاملة ان تحيط باي عمل ثوري ضد الكيان الصهيوني يجب ان يتحول الى قاعدة عمل يومية ويجب ان تتعلم المنظمات منه اسلوبا جديدا في بناء التنظيم ووفرز القوى التي يخطط لها تنفيذ العمليات الخاصة فرزها عن المجموع وربما تربيتها افرادا من الوقت الى ان تضمحل آثار تجسس مخابرات السلطة على المخيمات والقرى لمعرفة اسرار تحرك الثوار وابلاغ العدو عنها لا بد ان قيادات المنظمات اكتشفت الان ان سببا من اسباب افشال عدد كبير من العمليات كان ما بلغته قوى الامن الفلسطينية لقوى الامن الاسرائيلية حول منفذي هذه العمليات اذن لا بد من نمط جديد وطريقة جديدة علمنا اياها رعد في ديزنكوف وضياء بتاح تكفا .
كاتب وسياسي فلسطيني

Editor Editor

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *