الإمبريالية والهيمنة الاقتصادية والمالية
بقلم: أسعد شبيطه
الاخ الكريم علاء الدين القصير / ابو أوس حفظه الله
السلام عليكم ورحم الله وبركاته
بناء على تعليق لكم على احد منشوراتي على الفيس تستمزج رأيي في ما يحصل الان فلا بد من مقدمة مقتضبه وبايجاز .
اولا – بريطانيا وامريكا مع الحركة الصهيونيه يتحكمون بمفاصل العالم اقتصاديا – ماليا- وعسكريا,
ثانيا – ما تزال كلمة تشرتشل في مؤتمر يالطا اعزلوهم عندما لم يوافق ستالين على اتفاقية برايتون وودز والتي اسست للنظام المالي والتجاري العالمي واسست للحرب البارده والتي انتهت بانهيار الاتحاد السوفيتي .
ما يزال هذا الثلاثي يعتبر روسيا عدوا ولم يسمحوا لاوروبا بالانفتاح على روسيا مع استثناء المانيا والتي انفتحت على روسيا بخجل ايام شميدت وشرويدر وتم بناء خط انابيب الغاز خلال بحر البلطيق في ثمانينات القرن الماضي .
كانت معارضة ديجول لانضمام بريطانيا للسوق الاوروبيه حازمه الى ان سمح ميتران بذلك وكان الهدف هو تفتيت الاتحاد الاوروبي وعندما فشلوا انسحبوا منه.
مع نهاية تسعينات القرن الماضي ومع بدء التعامل النقدي لليورو قامت امريكا بأجبار كثير من الدول بربط عملتها بالدولار مما ساهم بالحد من سرعة انتشار التعاملات باليورو عالميا .
السلوك الامريكي .
1- المانيا
كانت المانيا في خمسينات وستينات القرن الماضي تدفع للمصدرين الالمان 4% من قيمة الصادرات الى ان اجبرتهم امريكا على الغائها بل واجبرتهم على وضع رسوم 4% على الصادرات.
2- اليابان
كان سعر صرف الين مقابل الدولار 360 ين للدولار وبدات امريكا الضغط عليهم في ستينات القرن الماضي لرفع سعر الصرف الى 240 ين للدولار الى ان وصل في نهاية الامر الى 82 ين في منتصف تسعينات القرن الماضي . ثم اجبرتهم على فتح اسواقهم للمنتجات الامريكيه وكذلك زياد نسبة استيرادهم فقام اليابنيون ببناء او نقل جزء من مصانعهم الى الخارج ومن ضمنها امريكا تصدر لمصانعها منتجات مكمله لصناعتها ثم تقوم باستيراد منتجات كامله كله لتعديل الميزان التجاري اضافة الى اجبارهم لشراء السلاح من امريكا .
تايوان – تجمعت لدى تايوان سيوله فقامت امريكا باجبارهم بشراء اسلحة امريكيه .
3- المنطقه العربيه
بعد مشروع مارشال لاوروبا تجعت دولارات وسميت باليورو دولار فقام كيسنجر برفع اسعار البترول فتحولت هذه الدولارات الى البترودولار ثم قام بريجنسكي بالسماح بتغيير نظام الشاة ويعدها انتجوا الحرب العراقية الايرانيه فحولت امريكا البترودولار الى حديد خرده /سكراب ثم انتجت غزو الكويت وتخفيض اسعار البترول فقاربت دول الخليج الى الافلاس .
لنتذكر ايام فهد كانت السعوديه ترسل النفط الى امريكا ويخزن في ابار ملحيه في تكساس اضافة الى الابار المنتهيه صلاحيتها وقد استعمل هذا المخزون في ثمانينات القرن الماضي لتخفيض اسعار البترول .
أما الازمه البتروليه الحاليه فهي اتفاق ضمني بين ترامب ( من خارج الدوله العميقه ) ومحمد بن سلمان ( هذا تحليلا لي ).
علما ان امريكا وذراعها سلاح المهندسين الامريكي قادوا نهضه عمرانيه في الخليج وجلبت الشركات الكوريه والتي بدورها بنت اقتصادها من عائدات هذه المشاريع – لن انسى ما قاله لي مدير شركة شن هنج انهم وفي خلال 10 سنين نفذوا اعمالا في السعوديه بقيمة 55 بليون دولار.
الصين
اتخذ القرار امريكيا بمساعدة الصين صناعيا نكاية بالاتحاد السوفيتي / روسيا الاتحاديه لاحقا. وقد تمت مناوشات عسكريه بين الصين وروسيا ثم تم انهاء هذا الاشتباك العسكري الى ان قام بريماكوف وانتج منظومة البريكس والتي قامت امريكا بالحد من اندفاعها بتغير النظام في البرازيل بانهاء حكم الاشتراكيين لولا دي سيلفا واتوا بنظام تابعا لهم .
لقد قام الانجلوساكسونيين بالاتيان بترامب للحكم والذي حطم كل الاسس والقواعد السابقه والتي كان النظام العالمي قائما عليها من اتفاقية باريس للمناخ الى منظمة التجاره العالميه الخ.
أمريكا .
بعدما انتجت في ثمانينات القرن الماضي عدوا لها وهو الاسلام والذي بدأت تخبوا وهجها ومنذ فترة اوباما وللان تم اعتماد الصين كعدو وعليهم الحد من اندفاع الصين صناعيا وماليا والمحميه بالقوة الروسيه .
المحصله
بعد اعتماد ان الصين هي العدو والمهدد لعرشهم ومع جائحة وباء كورونا وبدء ترامب اتهام الصين بنشره تناغمت بريطانيا مع هذا الطرح ثم تبعتها فرنسا والاخطر ان المانيا تناغمت أيضا مع هذا الطرح وسيشكلوا كارتيلا لمطالبة الصين بالتعويضات وهذا سلوك خطر وهو لسرقة الفائض المالي المتراكم لدى الصين . وان حصل هذا فاننا على ابواب حرب بارده على ساخنه مع احتمال مناوشات عسكريه تقوم هذه الدول بدعم حركات داخل الصين – التبيت والايجور وغيرهم اضافة الى الدفع بتايوان بالتحرش عسكريا بالبر الصيني وكذلك دعم بعض الحركات المناوئة للصين في هونج كونج .
الهند
تطمح الهند ان يساهم الغرب بتصنيعها بدلا من الصين الا ان الهند ليست مثل الصين ولن تجاري نجاح الصين. وهي ستكون متردده في ترك البريكس ولن تجاري الصين وروسيا في توجهاتهم في انتاج يالطا جديده وليست على عهد ترامب في هذه الفتره ولا اعتقد في فترته القادمه ان انتخب او من يخلفه ان توافق امريكا على هذا الطرح الا اذا قام الانجليز بالموافقه والتوافق مع امريكا على هذا الطرح .
في عدم موافقة الغرب على يالطا جديده فستجد الصين وروسيا انفسهم امام انتاج اسس تعاملات ماليه جديده تحد من هيمنة الدولار والتي سوف تؤسس لحرب عالميه الكل خاسر فيها .
أما اوروبا بقيادة فرنسا والمانيا سوف تحد من تبعيتها للولايات المتحدة امريكيا وستنفتح على روسيا متجاوزة العقوبات الامريكيه. وسيعملون جميعا على انتاج نظام مالي جديد في العالم والصين جزء منه .
المنطقة العربيه
لا أعتقد ان السعوديه سوف تتنازل عن ثوابتها بالتبعيه لامريكا ولن تنفتح لا على ايران ولا على العراق وسوريا بل ستبقي المنطقة العربيه تتخبط في وحولها .
أذا استطاع العراق وبحكمة ابنائه تجاوز محنتهم وانتاج نظام بولاء للعراق ولعروبة العراق والانفتاح على سوريا وتأطير ومأسسة علاقته مع ايران قائمه على الاحترام المتبادل وعدم التدخل في شؤون بعضهم مع التنمية الاقتصاديه فسيكون هذا حافزا لمصر ان تعيد حساباتها بعدم التبعيه للخليج فسوف نشهد نهضه عربيه غير مسبوقه في تاريخ المنطقه مع تحجيم دور تركيا . الا اذا تخلصت من تبعيتها للناتو واقتنعت ان تكون جزءا من المنظومه الشرق اوسطيه لا قائدة له .
نأمل الخير للجميع مع خالص مودتي واحترامي .
أسعد شبيطه.
■ ■ ■
ملاحظه: ابو اوس كان مسؤول عن صرف رواتب 50000 مبتعث عراقي ايام صدام من ماستر الى بي اتش دي وجلهم كيميا فيزيا رياضيات ميكانيك . وهو الان في العراق انشأ جمعية رجال الاعمال الثقافيه العراقيه