الدينسياسي يقتلع الإسلام والوطن،

 الدينسياسي يقتلع الإسلام والوطن،

د. عادل سماره

د. عادل سماره

للتوضيح، لا بد من التمييز بين الإسلام كإيمان بدين يلتزم بأخلاقياته الإنسان الفرد وبين تحويل الدين إلى دستور لحزب او منظمة سياسية تقوم بتفسيره كما ترى قادتها الذين يمكن أن يكونوا عملاء للغرب وحتى للشرق لا فرق. هذه القوى أطلقتُ عليها قوى وأنظمة الدينسياسي.

جادلني وهاجمني كثيرون من أتباع هذه القوى زاعمين أنهم مسلمين. ودائما أقول هؤلاء مسلمين لقادتهم وليس للإسلام.

هذه الأنظمة والقوى في آخر غزواتها ضد العروبة انفقت 2 ترليون دولار ضد الجمهوريات العربية زعماً أن أنظمتها كفرة!، وضد سوريا فقط وحتى قبل عامين من سقوط دمشق انفقت قطر وحدها 132 مليار دولار (هذه أقوال حمد بن جاسم وزير خارجية قطر سابقا وصاحب عقيدة “العرب نعاج”). سقطت بغداد وطرابلس الغرب ودمشق وجنوب اليمن وارتعبت الجزائر وهبطت مصر كجلد الثور،

هذه القوى والأنظمة هي جوهريا طائفية وقبائلية وليست عربية ولا إسلامية، تؤمن بالسلطة والمال ولا يهمها باية طريقة ومن ضمنها العمالة لأي طرف يوفر لها ذلك وأما هي فتقدم له الوطن.

بالنسبة لهؤلاء الوطن مكان لا ضرورة للسيطرة عليه حيث يمكن للأجنبي أن يسيطر على الوطن وتبقى سلطتهم على الناس وليس على الوطن وثرواته ويعطيها حصة من ذلك.  طِبقاً لنظرية “اقتصاد التساقط Trickle- down Economy.

العقلية والثقافة وراء هذا هي عقلية البدوي الصحراوي الذي يسهل عليه طي الخيمة ووضعها على الجمل والانتقال من عشب وماء انتهى إلى عشب وماء آخر. هذه عقلية وثقافة حكام الخليج وأحزاب الإخوان والتحرير السنة والدعوة /الشيعة، ومنظمات القاعدة وداعش وهيئة تحرير الشام والنصرة…الخ. وهذا بالطبع يوضح أن هؤلاء جميعاً يعتقدون بالطائفية وليس بالدين ولا بالأمة ولا الوطن ولذا يقتتلون ولا يرون في التعاون وحتى العمالة مع الأجنبي أي حيف أو خطأ أو إحراف.

ولأنهم ارتبطوا بالغرب خالق الإرهاب فهو نقلهم من ليبيا إلى الشام ومن العراق إلى مالي ومن السعودية وقطر والإمارات إلى أفغانستان. ومن كل مكان إلى سوريا.

أخطر ما في هؤلاء أنهم يعتبرون الأرض نفسها، وليس ما في باطنها، رَيْعاً يملكها الله وبالتالي يتنازلون عن ملكيتها للأجنبي، هكذا يفهمون “الملك لله” مع أن الفهم الصحيح أن “كل شيء يؤول في الآخرة لله، أما أنتم بني البشر فتستخدمونه في حياتكم. وقياساً على فهمهم الملك لله كخالق يرون أن النفط ومختلف ما في باطن الأرض، مثلا الذهب في السودان (وهذا تم تطبيقه خلال حكم الإسلاميين عمر البشير والترابي في عهدهما وتطبيقهما للشريعة وليس الدين فصلوا جنوب السودان واليوم يتواصل الأمر بقيادة الإمارات لتفكيك كل السودان)، لأنهم يرون الذهب والنفط ملك لمن حفر واكتشفه، وبالتالي يستكثرون خير الغرب الذي حفر لاستخراج النفط ويدفعون له معظم ما يُباع به، وآخر الدفعات قبل شهرين لترامب المأفون بالمال القتل والدعارة مبلغ خمسة ونصف ترليون دولار. ومع ذلك قصف الدوحة/قطر وطبطب على مؤخرة تميم بالقول “لن يتكرر العدوان”! فمن يؤكد عدم التكرار هو الذي بدأ العدوان سواء بطائرات امريكية يقودها امريكي أو صهيوني. ومع ذلك ايضا اجتمع ال 57 في الدوحة للبكاء.

وقياساً على خنوعهم هذا وعجزهم عن فهم “الملك لله” أو خيانتهم للأمة كتب غربيون في دراسات التنمية ما هو أقبح اي مقولة “كيف حصل أن نفطنا وُجد في ارضهم”

How come that our oil found in their land”

وطبعاً هذا تعميق للخنوع لدى هؤلاء العربان الذين يكتفون بالمال والسلطان على الناس فقط.

أمَّا والتحليل العلمي العقلي لا يُقنع كثيرين لأنهم يرفضون الاقتناع ولا يقرؤون التاريخ لأنهم لا يؤمنون بالرواية التاريخية لم يعترضوا على اغتصاب تركيا اراضي سورية من 1923 الى 1939، إنطاكية وعنتاب والإسكندرون حيث منحتهم إياها فرنسا. والقبول بهذا يعني أن هذه القوى تعتبر أرض سوريا لفرنسا ومن حق فرنسا منحها لتركيا. لكن كيف تكن مسلما وتعتبر مسلما آخر أخٌ لك وهو يغتصب بيتك؟  واليوم محللين في لبنان ينادون بأن تتصدى تركيا للكيان في سوريا مع أن تركيا وصلت بالاحتلال إلى حمص! وكلأن تركيا لو تصدت للكيان، ولن تفعل، سوف تُعيد الأرض للسوريين!

هذا عن زعامات هذه القوى والأنظمة من الطائفة السنية، أما في الطائفة الشيعية فيعتبرون الأهواز ملكا لإيران رغم أن بريطانيا هي التي منحتهم إياها، واليوم الحكم الطائفي في العراق يمنح العراق تقاسماً بين إيران وأمريكا. لذا حين قال رامسفيلد للربيعي: “كذبتم علينا فقد فهمنا أن العراقيين يؤيدون صدام” فأجابه: “نعم ولكن نريد أن نحكم” اي لا يريدون وطناً.

 إذن الله بالنسبة لهؤلاء الطائفيين هو فرنسا وبريطانيا.

وهكذا تم تمرير وتناسي السُنة لاغتصاب تركيا لأراضي سوريا، واغتصاب إيران لأراضي العراق، قام الإرهابيون بدعم الغرب والصهيونية وأنظمة الدينسياسي باحتلال سوريا وتقديم أرضها للكيا سواء بالضم أو السيطرة البرية وتنصيب عملاء أو بالسيطرة الجوية وفتحها طريقا سهلا للعدوان ضد اليمن. ومع ذلك لا تزال هذه القوى تهتف وتحتفل بالجولاني كرئيس كما استقبلته ال 56 سلطة عربية وإسلامية.. ولكي لا نتوقف عن اللغة والمنطق نرفق الخريطة لمن ليس عقله خائنا.

فهل يعتذر هؤلاء اليوم على الأقل ولنقل من بينهم خالد مشعل الذي رأى سقوط دمشق بيد الجولاني بداية تحرير القدس. مثير للضحك المر منحه هذا الاسم فهو خالد ومشعل! لكن لصالح مًنْ.

Al Enteshar Newspaper

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *