الأمة والقمة… اسئلة ومطالب

معن بشور
معن بشور
تنعقد بعد يومين “قمة عربية” في الدوحة من اجل اتخاذ موقف عربي موحد من العدوان الصهيوني على دولة قطر وعلى قادة حركة (حماس) الذين يقودون المفاوضات غير المباشرة مع كيان الاحتلال لوقف العدوان على غزة المجاهدة .
ورغم أن العديد من أبناء الامة يخشون ان تأتي قرارات أيلول من الرؤساء والامراء انشائية لا تتضمن أي إجراءات عملية ترد على العدو وتحصن الموقف العربي وتنتصر لأهلنا في غزة وقد تجاوز أعداد الشهداء والجرحى ارقاماً قياسية . لكن هناك من ما زال يعتقد ان العدوان على قطر قد تجاوز كل الاعتبارات والحسابات التقليدية ، ليس فقط لدور قطر المحوري في العديد من قضايا الامة فحسب، بل أيضاً لأن لقطر علاقات خاصة بالإدارة الأميركية ، وكانت حكومتها من الحكومات السبّاقة الى إقامة علاقات مع الكيان الصهيوني أيضاً.
فهل تكون قمة الدوحة اليوم تحولاً في الموقف الرسمي العربي تجاه الكيان الصهيوني وداعميه في واشنطن وغير واشنطن؟.
هل تكون قمة الدوحة يوم الاحد والاثنين القادمين فرصة لمراجعة عربية رسمية لسياسات النظام الرسمي العربي تجاه هذا العدوان ، الذي هو تتويج لحرب مستمرة منذ 22 شهراً ، ولم تنحصر بغزة وحدها بل شملت عموم فلسطين ولبنان وسورية واليمن وصولاً الى الجمهورية الإسلامية في ايران.
هل تكون قمة الدوحة فرصة من اجل إعادة النظر بكل المعاهدات والاتفاقات التي عقدتها بعض الحكومات العربية، ضد إرادة شعوبها، مع الكيان الصهيوني ، بدءاً من “كمب ديفيد” و”اوسلو” و”وادي عربة” ، وصولاً الى الاتفاقات “الابراهيمية” الشهيرة قبل سنتين؟ .
بل هل تكون قمة الدوحة فرصة لإعلان تمسك الحكومات العربية بالمقاومة المجيدة في فلسطين ولبنان واليمن وفي الموقف الشعبي العربي من العدوان الصهيوني ، خصوصاً انها باتت السلاح الوحيد الفعال الباقي في يد أمتنا والقادر على ارباك العدو وايلامه؟ .
هل يمكن للقمة ان تتخذ قرارات سياسية واقتصادية وقضائية واعلامية ضد العدوان الصهيوني، فيما لو كانت عاجزة عن اتخاذ قرارات ذات طابع عسكري؟
هل تستطيع القمة ان تأخذ قرارات تاريخية تنهي الصراعات الجانبية بين اقطار الامة العربية وداخل كل قطر على ان تنهي الصراعات المفروضة علينا ضد دول إسلامية مجاورة تعلن مواقفها الصريحة الداعمة للحق الفلسطيني؟
هل تستطيع قمة الدوحة ان تتخذ قرارات تعيد للأمة وحدتها وثقتها بنفسها على غرار قمم تاريخية عرفها العرب ، لا سيّما في قمة الخرطوم عام 1967، التي رفعت شعار ” لا صلح لا تفاوض لا اعتراف” ، بعد هزيمة منيّ بها العرب في ذلك العام ، وهي قمة أسست لحرب تشرين المجيدة بجانبها العسكري والنفطي والسياسي؟.
هل تستطيع القمة المرتقبة ان تضع استراتيجية مجابهة عربية تنطلق من اتفاقيات عربية سبق أن أقرتها جامعة الدول العربية منذ خمسينات القرن الماضي وفي مقدمها اتفاقية السوق العربية المشتركة والدفاع العربي المشترك، ناهيك بقرارات مقاطعة العدو وداعميه ، لا سيّما وان الجو الشعبي في الامة والعالم بات مهيئاً لكل قرار يسهم في عزل الكيان الصهيوني الذي فاق في إجرامه كل الحدود.
هل يمكن للقمة العربية في الدوحة ان تبادر الى عقد تحالف عربي – إسلامي – دولي يسهم في عزل دولي للكيان الصهيوني على غرار ما جرى للنظام العنصري في جنوب افريقيا ؟.
انها أسئلة يطرحها كل مواطن عربي لا يريد ان يسقط في اليأس من حكومات فاقدة القدرة والقرار المستقل من اجل حفظ حقوقها وكرامتها واستقلالها.
قد يتهمني البعض بالإفراط في التفاؤل بهذه المطالب ويرددون قول الشاعر:” لقد اسمعت لو ناديت حياً…. لكن لا حياة لمن تنادي”، وأقول لهؤلاء ان بطولات مقاومينا في غزة وعموم فلسطين وفي لبنان، واليمن وصولاً الى حركات أبناء أمتنا في العديد من أقطار الامة تجعلني اعتقد ان حكوماتنا قادرة اليوم على تلبية هذه المطالب جميعها حين تتوفر الإرادة، ويدرك حكامنا اننا دخلنا عصراً جديداً لم تعد فيه واشنطن اللاعب الوحيد في العالم ، ولم يعد الكيان الصهيوني القوة الوحيدة في منطقتنا.
كاتب لبناني