حرب غزة: اتهامات أمميّة لإسرائيل بتحويل نظام المساعدات إلى “مصيدة موت”، وحماس تقول إن مزاعم ترامب بشأن النهب “بلا دليل”

زار المبعوث الأمريكي إلى غزة، ستيف ويتكوف، القطاع الجمعة، ووعد بزيادة المساعدات الإنسانية وسط تصاعد الضغوط الدولية على إسرائيل بسبب الأوضاع الإنسانية المتدهورة. قبل الزيارة، انتقدت منظمة هيومن رايتس ووتش نظام توزيع المساعدات الذي تديره إسرائيل والولايات المتحدة عبر “مؤسسة غزة الإنسانية”، ووصفت النظام بأنه أصبح “مصيدة للموت” لسكان القطاع، حيث تدور حرب مستمرة منذ أكثر من عامين بين إسرائيل وحماس.
وحذرت الأمم المتحدة من أن قطاع غزة يواجه خطر مجاعة شاملة، خاصة وأن أكثر من مليوني نسمة يعتمدون بشكل رئيسي على المساعدات الغذائية والطبية. وأفاد الدفاع المدني في غزة بمقتل 22 فلسطينياً برصاص الجيش الإسرائيلي الجمعة، بينهم ثمانية كانوا ينتظرون توزيع المساعدات، وقُتل اثنان منهم قرب نقطة توزيع تابعة للمؤسسة ذاتها في جنوب القطاع.
إسقاط طرود المساعدات الإنسانية جواً فوق قطاع غزة
وفي تعليقه على زيارة ويتكوف، قال لؤي محمود، أحد سكان غزة، إن “الزيارة مجرد خدعة إعلامية، ولن ترى إسرائيل الجوع الحقيقي، بل ستُظهر الرواية التي تريدها”. وأوضح ويتكوف أن هدف زيارته، التي استغرقت أكثر من خمس ساعات، هو تقديم فهم واضح للأوضاع الإنسانية في غزة، ووضع خطة لإيصال المساعدات الغذائية والطبية للسكان، وفق ما نقلت عنه وسائل إعلام أمريكية.
وفي تقرير أممي، اتهمت منظمة هيومن رايتس ووتش إسرائيل باستخدام نظام توزيع المساعدات كوسيلة لارتكاب جرائم حرب، حيث قالت إن عمليات القتل التي تستهدف الفلسطينيين الباحثين عن الطعام تعتبر جرائم حرب، وأن التجويع يُستخدم كسلاح حرب. وأكدت أن الوضع الإنساني الكارثي هو نتيجة مباشرة لعرقلة إسرائيل المتعمدة دخول المساعدات وتأمين الخدمات الأساسية، مع تحقيقات إسرائيلية حول سقوط ضحايا مدنيين قرب مناطق التوزيع.
وفي سياق المساعدات، بدأت عدة دول في تنفيذ عمليات إنزال جوي للمساعدات الغذائية، حيث أظهرت لقطات من غزة إقبال السكان على الطرود التي أُسقطت من الجو في مناطق مثل جباليا. وأعلن الجيش الأردني عن تنفيذ سبعة إنزالات جوية لإيصال مساعدات إنسانية وغذائية، بمشاركة دول عدة، وبلغت الحمولة الإجمالية منذ بداية العمليات حوالي 148 طناً من المواد الأساسية.
المنظمات الدولية تتهم إسرائيل بتحويل نظام المساعدات إلى “مصيدة موت” وتؤكد أن الوضع الإنساني في غزة كارثي
أهالي غزة يحملون أكياس الطحين في مشهد يعكس جهودهم في توفير الاحتياجات الأساسية لأسرهم.
وفيما يتعلق بالمساعدات، أكد مفوض وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، فيليب لازاريني، أن المساعدات الحالية غير كافية، وأن ستة آلاف شاحنة محملة بالمساعدات تنتظر دخول القطاع. ورفضت حركة فتح تصريحات حماس التي هاجمت مصر والأردن، مؤكدة على دعمها التاريخي للشعب الفلسطيني، وحذرت من استغلال بعض الأطراف للأوضاع لتحقيق مصالح خارجية تضر بالقضية الفلسطينية.
وفي ردها على تصريحات ترامب، وصفت حركة حماس اتهامها بسرقة المساعدات بأنه “باطل ولا يستند إلى أدلة”، مؤكدة أن السياسات الإسرائيلية المدعومة أمريكياً هي سبب المجاعة والتدمير في غزة. ودعت واشنطن إلى دعم إيصال المساعدات بشكل آمن عبر الأمم المتحدة، واعتبرت أن مزاعم ترامب تبرئ الاحتلال وتحمل الضحية المسؤولية.
وفي تطورات ميدانية، نشرت كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحماس، فيديو لرهينة إسرائيلي يُدعى إيفيتار دافيد، يظهر فيه وهو يعاني من التعب والنحافة، بعد أن أُسر خلال مهرجان نوفا الموسيقي في أكتوبر 2023. ويُذكر أن من بين 251 رهينة، لا يزال 49 محتجزين في غزة، بينهم 27 يُعتقد أن إسرائيل قتلتهم.
وفي سياق آخر، أعلن الجيش الإسرائيلي اعتراض صاروخ أطلق من اليمن، بينما تبنّى الحوثيون العملية، حيث أكد المتحدث باسمهم أن الصاروخ استهدف مطار اللد قرب تل أبيب، موضحين أن العملية حققت هدفها بنجاح بصاروخ فرط صوتي نوع فلسطين2، في حين سمعت انفجارات في القدس بعد إطلاق الصاروخ.