ألبانيزي تنتقد الدول التي سمحت لنتنياهو بالتحليق فوق أجوائها في طريقه إلى الولايات المتحدة

واشنطن – “القدس” دوت كوم – سعيد عريقات
انتقدت فرانشيسكا ألبانيزي، المقررة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بحالة حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة، الدول التي سمحت لرئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو بالتحليق فوق أجوائها في طريقه إلى الولايات المتحدة، مشيرةً إلى أنها ربما تكون قد انتهكت التزاماتها بموجب القانون الدولي.
وقالت ألبانيزي يوم الأربعاء إن على حكومات إيطاليا وفرنسا واليونان توضيح سبب توفيرها “ممرًا آمنًا” لنتنياهو، الذي كانت ملزمة نظريًا “باعتقاله ” كمشتبه به مطلوب دوليًا عندما حلق فوق أراضيها في طريقه للقاء الرئيس الأميركي دونالد ترمب يوم الأحد لإجراء محادثات.
يشار إلى أن الدول الثلاث موقعة على نظام روما الأساسي، وهو المعاهدة التي أسست المحكمة الجنائية الدولية ومقرها لاهاي عام 2002، والتي أصدرت العام الماضي مذكرات اعتقال بحق نتنياهو ووزير الدفاع الإسرائيلي السابق يوآف غالانت بتهمة ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية خلال حرب إسرائيل على غزة. وكتبت ألبانيز على موقع X: “يستحق المواطنون الإيطاليون والفرنسيون واليونانيون أن يعلموا أن كل عمل سياسي ينتهك النظام القانوني الدولي يُضعفهم جميعًا ويعرضهم للخطر. بل ويعرضنا جميعًا للخطر”.
وكانت ألبانيز يرد على منشور للمحامي المتخصص في حقوق الإنسان، كريج مخيبر، الذي قال في اليوم السابق إن هذه الدول “انتهكت التزاماتها القانونية بموجب المعاهدة [نظام روما الأساسي]، وأعلنت ازدرائها لضحايا الإبادة الجماعية، وأظهرت ازدرائها لسيادة القانون”.
يشار إلى أن زيارة نتنياهو الحالية للولايات المتحدة، والتي ناقش خلالها مع ترامب التهجير القسري للفلسطينيين في ظل مفاوضات وقف إطلاق النار الجارية بين بلاده وحماس، لم تكن أول زيارة له منذ إصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرة اعتقاله. يوم 2 شباط الماضي ، قدم نتنياهو إلى الولايات المتحدة، وهي ليست طرفًا في نظام روما الأساسي، ليصبح أول زعيم أجنبي يلتقي ترمب (يوم 4/2/2025)، بعد تنصيبه في 20 كانون الأول 2025 . واتخذت تلك الرحلة مسارًا أطول، حيث حلقت فوق القواعد الأميركية وتجنبت الدول التي قد تعتقل الزعيم الإسرائيلي، وفقًا للسفير الإسرائيلي لدى الولايات المتحدة يحيئيل ليتر، الذي نقلته صحيفة تايمز أوف إسرائيل في مقال نُشر في الشهر التالي.
والأسبوع الأول من نيسان 2025، زار نتنياهو زعيم المجر فيكتور أوربان في بودابست، وكان الأخير قد قدم دعوته بعد يوم واحد فقط من إصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرة التوقيف، مما أدى إلى سحب عضوية المجر في المحكمة الجنائية الدولية قبل وصول الزعيم الإسرائيلي.
ومن المجر، طار نتنياهو بعد ذلك إلى الولايات المتحدة لعقد اجتماع مع ترمب (يوم 7 نيسان)، وحلقت طائرته مسافة 400 كيلومتر (248 ميلًا) أبعد من المسار المعتاد لتجنب المجال الجوي لأيرلندا وأيسلندا وهولندا بسبب المخاوف من أنها قد تنفذ مذكرة التوقيف، وفقًا لما نشرته صحيفة هآرتس الإسرائيلية عندئذ.
وبحسب القانون، يجب على الدول الأعضاء في المحكمة الجنائية الدولية أن تحتجز الأشخاص الذين صدرت بحقهم أوامر اعتقال إذا كانوا على أراضيها.