البنتاغون يُقيّم الضربات على البرنامج النووي الإيراني بأنها تُؤخره لمدة عامين

واشنطن – سعيد عريقات
صرّحت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)يوم الأربعاء بأن تقييمات الاستخبارات الأميركية تُشير إلى أن الضربات (الأميركية)على المواقع النووية الإيرانية ستُؤخر البرنامج النووي للبلاد لمدة عامين.
وقال المتحدث باسم البنتاغون، شون بارنيل، فيإيجاز صحفي: “لقد أضعفنا برنامجهم لمدة تتراوح بين عام وعامين على الأقل -وهذا ما تُشير إليه تقييمات الاستخبارات داخل وزارة الدفاع”، مُضيفًا لاحقًا:”نعتقد أن المدة ربما تُقارب عامين”.
وضربت قاذفات أميركية من طراز بي-2 موقعينطنز وفوردو النوويين ألإيرانيين بقنابل ضخمة خارقة للتحصينات من طراز جي بي يو-57ذات ال30 ألف رطل يوم 21 حزيران الماضي، بينما ضربت غواصة صاروخية مُوجّهة موقعًأصفهان النووي بصواريخ توماهوك كروز.
وشنت إسرائيل حربا جوية على إيران استهدفتالمواقع النووية الإيرانية والعلماء وكبار القادة العسكريين في 13 حزيران الماضيبينما كانت الولايات المتحدة تخطط لاستئناف الجولة السادسة من المحادثات مع إيرانوفق قولها، وذلك في محاولة لإنهاء البرنامج النووي لإيران بحسب إدعاء إسرائيل.
وأكدت طهران مرارا وتكرارا أن برنامجها النووي هو برنامجسلمي، وهو الموقف الذي وثقته كافة أجهزة الاستخبارات الأميركية.
وكانت العملية الأميركية ضخمة، حيث شملت أكثرمن 125 طائرة أميركية بما في ذلك قاذفات الشبح والمقاتلات وناقلات التزود بالوقودجواً بالإضافة إلى غواصة صواريخ موجهة.
وتخضع إدارة الرئيس الأميركي ترمب المعلوماتالاستخباراتية الأميركية المتطورة حول تأثير الضربات لمراقبة دقيقة، بعد أن قالترمب فور وقوعها تقريبًا إن برنامج إيران قد تم تدميره بشكل كامل، وهي اللغة التيرددها بارنيل في إحاطته الصحفية يوم الأربعاء (2/7/2025).
ويقول الخبراء أنه غالبًا ما تستغرق مثل هذهالاستنتاجات أسابيع أو أكثر من قبل أجهزة الاستخبارات الأميركي لتحديد أثرها.
وقال بارنيل: “جميع المعلوماتالاستخباراتية التي اطلعنا عليها (دفعتنا) إلى الاعتقاد بأن منشآت إيران – وخاصةتلك المنشآت – قد تم تدميرها بالكامل”.
يشار إلى رئيس الوكالة الدولية للطاقةالذرية، رافائيل غروسي، صرح الأحد الماضي أنّ إيران قد تُنتج يورانيوم مُخصّبًا فيغضون بضعة أشهر، مما أثار شكوكًا حول مدى فعالية الضربات الأميركية لتدمير برنامج طهرانالنووي.
كما حذّر العديد من الخبراء من أنّ إيران علىالأرجح نقلت مخزونًا من اليورانيوم عالي التخصيب، شبه الصالح للاستخدام في صنعالأسلحة، من موقع فوردو المُدفون على عمق كبير قبل الضربات، وربما تمكنت من إخفائهموزعا على عشرات المواقع.
وصرح وزير الدفاع الأميركي، بيت هيغسيث، الأسبوعالماضي بأنّه لا علم له بمعلومات استخباراتية تُشير إلى أنّ إيران نقلت اليورانيومعالي التخصيب لحمايتها من الضربات الأميركية.
وأشار تقييم أولي صادر عن وكالة استخباراتالدفاع الأسبوع الماضي إلى أنّ الضربات ربما أعاقت البرنامج النووي الإيراني لأشهرفقط. لكنّ مسؤولين في إدارة ترمب قالوا إنّ هذا التقييم كان ضعيف الثقة، وقد طغتعليه معلومات استخباراتية تُظهر أنّ البرنامج النووي الإيراني قد تعرّض لأضراربالغة.
بدوره أقر وزير الخارجية الإيراني، عباسعراقجي، إنّ الضربات الأميركية على موقع فوردو النووي تسبّبت في أضرار جسيمة. وقالعراقجي في مقابلة بثتها شبكة سي بي إس نيوز يوم الثلاثاء: “لا أحد يعلم علىوجه الدقة ما حدث في فوردو. ومع ذلك، ما نعرفه حتى الآن هو أن المنشآت تضررتبشدة”. وأضاف أنه على الرغم من أن المنشآت النووية المستهدفة قد لا تكونسليمة، إلا أن “التكنولوجيا والمعرفة لا تزال موجودة”.
وعندما سُئل عما إذا كانت طهران ستعود إلىتخصيب اليورانيوم، قال عراقجي إن طهران “بصدد التقييمات… وتطويرسياساتنا”.
“لقد مررنا أيضًا باثني عشر يومًا منالحرب المفروضة، بالإضافة إلى كل ما فعلناه لهذا البرنامج النووي. لذلك، لن يتراجعالناس بسهولة عن التخصيب”.
وتصر إيران برنامجها النووي مُصمم للاستخدامالمدني فقط، لكنها قامت بتخصيب اليورانيوم إلى درجة نقاء 60%، وهي نسبة أعلى منالمستويات اللازمة للاستخدام المدني، وأقل بكثير من المستوى اللازم لإنتاج الأسلحةبحسب الخبراء، كما وسعت قدراتها الصاروخية الباليستية.
وادعت إسرائيل التي تمتلك القنابل النوويةوفق كل الخبراء، أنها تمتلك معلومات استخباراتية تشير إلى أن طهران تتخذ خطواتنشطة لبناء قنبلة نووية.
وفي قضية متصلة، علّقت إيران رسمياً، يومالأربعاء، 2 تموز 2025، تعاونها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية (IAEA ) بعد توقيع الرئيس مسعودبزشكيان على القانون الذي أقرّه البرلمان الأسبوع الماضي، وتفاقمت التوترات بينطهران والوكالة التابعة للأمم المتحدة على خلفية حرب الـ12 يوماً التي شنتهاإسرائيل على إيران، والتي طالت منشآت عسكرية ونووية إيرانية، وشملت عمليات اغتيالعلماء نوويين، وانضمت الولايات المتحدة إليها بتوجيه ضربات غير مسبوقة على ثلاثمنشآت نووية رئيسة في إيران.
وهددت إيران بوقف التعاون مع الوكالة، متهمةإياها بالانحياز للدول الغربية، وتوفير المبرر للغارات الجوية الإسرائيلية التيبدأت في اليوم التالي لتصويت مجلس محافظي الوكالة على قرار ينص على أن إيران لاتفي بالتزاماتها بموجب معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية.
وأقر البرلمان الإيراني القانون في 25 حزيرانالماضي، غداة بدء تنفيذ وقف إطلاق النار. وينص القانون على أن أي عملية تفتيشمستقبلية تجريها الوكالة للمواقع النووية الإيرانية ستتطلب موافقة مجلس الأمنالقومي الأعلى في طهران. ولم يحدد القانون الخطوات الإجرائية لذلك.
وصادق مجلس صيانة الدستور، الهيئة المعنيةبمراجعة التشريعات في إيران، على مشروع القانون، وأحاله على السلطة التنفيذيةالمعنية بتنفيذه.
وأفاد التلفزيون الرسمي بأن مسعود بزشكيان “صادقعلى قانون تعليق التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية”.
ويعد هذا القانون الثاني الذي يصدره البرلمانالإيراني بشأن التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، بعد أن قلّصت إيران بشكلكبير تعاونها مع المفتشين الدوليين عقب انسحابها من البروتوكول الإضافي الملحقبمعاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية في شباط 2021. وقد جاءت هذه الخطوة تنفيذاًلقانون “الإجراء الاستراتيجي للرد على العقوبات الأميركية” الذي أقرهالبرلمان في كانون الأول 2020.
وكان الرئيس ترمب قد انسحب من الاتفاق النوويمع إيران في 12 أيار 2018.