يوم دامٍ في غزة.. 63 شهيدًا غالبيتهم من الجوعى بغارات وإطلاق نار إسرائيلي وإخطارات بإخلاء مناطق جديدة في شمال القطاع

استشهد 63 فلسطينيا وأصيب أكثر من 206 آخرين في هجمات إسرائيلية على مناطق متفرقة من قطاع غزة منذ فجر الثلاثاء، غالبيتهم من منتظري المساعدات.
وأفادت مصادر طبية للأناضول وبيان لمستشفى العودة (الأهلي) وسط القطاع، بأن 63 فلسطينيا على الأقل استشهدوا بقصف ورصاص إسرائيلي استهدف تجمعات لفلسطينيين كانوا ينتظرون المساعدات قرب محور نتساريم، ومنزلا شرق مدينة غزة.
وقال مستشفى العودة في بيان، إنه استقبل “19 شهيدا و146 إصابة جراء استهداف الاحتلال الإسرائيلي تجمعات للمواطنين من منتظري المساعدات على شارع صلاح الدين جنوب منطقة وادي غزة وسط القطاع”.
وأفاد المستشفى بوجود نحو “62 إصابة بحالة خطيرة تم تحويلها إلى مستشفيات المحافظة الوسطى”، دون تفاصيل.
فيما قال مصدر طبي في مستشفى شهداء الأقصى الحكومي، وسط القطاع، للأناضول، بأن المشفى استقبل “7 شهداء وأكثر من 60 إصابة بينهم 10 بحالة خطيرة”، إثر استهداف إسرائيلي للفلسطينيين قرب محور نتساريم.
وأكد شهود عيان للأناضول، وجود شهداء ما زالوا على الأرض قرب محور نتساريم، حيث تعذر انتشالهم لخطورة الأوضاع في المكان.
وحتى الاثنين، وصل عدد الضحايا الفلسطينيين الذين قتلتهم إسرائيل في أثناء محاولتهم الوصول إلى مراكز توزيع الغذاء والمساعدات المعروفة بـ”الآلية الأمريكية – الإسرائيلية”، إلى 467 شهيدا فلسطينيا و3602 مصابا، فيما لا يزال 39 في عداد المفقودين، حسب بيانات صادرة عن وزارة الصحة بغزة والمكتب الإعلامي الحكومي.
وبعيدا عن إشراف الأمم المتحدة والمنظمات الإغاثية الدولية، بدأت تل أبيب منذ 27 مايو/ أيار الماضي، تنفيذ خطة لتوزيع مساعدات محدودة عبر ما تُعرف بـ”مؤسسة غزة الإنسانية”، وهي مدعومة إسرائيليا وأمريكيا ومرفوضة من الأمم المتحدة.
وفي سياق متصل، قال مصدر طبي في المستشفى المعمداني في مدينة غزة للأناضول، إن عدد الفلسطينيين الذين استشهدوا بقصف إسرائيلي استهدف منزلا في حي الزيتون جنوب شرق مدينة غزة فجرا ارتفع من 5 إلى 8.
وفي خان يونس جنوب القطاع، أفاد مصدر طبي بمستشفى ناصر، باستشهاد 3 فلسطينيين وإصابة آخرين جراء قصف إسرائيلي استهدف فجرا خيمة تؤوي نازحين شمال غرب بلدة القرارة شمال المدينة.
كما أوضح مصدر طبي وشهود عيان للأناضول أنه تم انتشال جثماني فلسطينيين استشهدا في قصف إسرائيلي سابق استهدف منطقة السطر في خان يونس.
وأخطر الجيش الإسرائيلي، الثلاثاء، الفلسطينيين بمنطقة “جباليا البلد” وعدة أحياء شمال قطاع غزة بالإخلاء والتوجه إلى منطقة “المواصي” جنوبا، تمهيدا لمهاجمتها بدعوى أنها “منطقة قتال خطرة”.
وقال متحدث الجيش أفيخاي أدرعي بمنشور على منصة “إكس” إنه يوجه إنذاره “إلى كل سكان قطاع غزة الذين لم يخلوا بعد منطقة جباليا البلد وأحياء النهضة، الروضة وشمال التفاح في بلوكات 1800-1797، 1805-1803، 1817-1814”.
وأضاف: “أخلوا فوراً جنوباً إلى المواصي، العودة إلى مناطق القتال تشكل خطرًا على حياتكم”.
وتابع: “يعمل الجيش الإسرائيلي بقوة شديدة جداً في مناطقكم لتدمير قدرات المنظمات (الفلسطينية)” وفق تعبيره.
وطيلة الأشهر الماضية أصدر الجيش الإسرائيلي عشرات الإنذارات المشابهة ما قلص المساحة الجغرافية التي يمكن للفلسطينيين البقاء فيها.
وتعد منطقة المواصي مساحة مفتوحة إلى حد كبير، تفتقر إلى مرافق أساسية، ويعيش النازحون فيها وضعا مأساويا في خيام بدائية مصنوعة من النايلون والقماش الممزق، وسط نقص الماء والصرف الصحي والرعاية الطبية والغذاء.
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، ترتكب إسرائيل بدعم أمريكي إبادة جماعية بغزة، تشمل قتلا وتجويعا وتدميرا وتهجيرا، متجاهلة النداءات الدولية وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلفت الإبادة أكثر من 187 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين بينهم أطفال، فضلا عن دمار واسع.
وتحاصر إسرائيل غزة منذ 18 عاما، وبات نحو 1.5 مليون فلسطيني من أصل حوالي 2.4 مليون بالقطاع، بلا مأوى بعد أن دمرت حرب الإبادة مساكنهم.